راديو موال :”كونوا على رأي واحد وعيشوا بسلام” (2 قورنتس 13: 11).
إلى إخوتي في الكنيسة الأرثوذكسية الأحباء في فلسطين والأردن وإسرائيل. قد لا يكون لي حق لمخاطبتكم. ولكن مرة ثانية أكرر أن القضية ليست فقط أورثوذكسية، فهي قضية مسيجية وفلسطينية ووطنية. وأعتبر أن جميعنا كنيسة وجميعنا قلب واحد ينبض بروح واحدة في كنيسة الأرض المقدسة، وفي هذا الوطن الذي قضي فيه علينا حتى الآن بالموت وبالحرب، ونريد أن نجد في كنائسنا أمام هذا الموت المهدد لنا في كل لحظة روحا يسندنا ويمدنا بالحياة. وقد جاءت قضية بيع الأوقاف لتزيد من صعاب واقعنا الإنساني الكنسي والوطني.
وبكل محبة للكنيسة الأورثوذكسية وجميع رؤسائها ومؤمنيها أتكلم. شاهدت الحلقتين في نقاش قضية بيع أوقاف الكنيسة، على قناة الميادين وعلى قناة “معًا”- بيت لحم. وفي كلتا المقابلتين تكلم رجال صادقون غيورون على الكنيسة وعلى الوطن، وعلى أرض الكنيسة وأرض الوطن التي تباع. ولكن بدا لي، وأرجو أن أكون مخطئًا، شَبَحُ واقع جديد خطير وهو شبح الانقسام بين مؤيّد لرئاسة الكنيسة ومعارض.
كلُّنا مع ضرورة الحل لهذه القضية، وكلنا نرى أن كل الرؤساء الكنسيين والمدنيين يتحملون المسؤولية لوجود الحل، ولوقف استنزاف الكنيسة والوطن. وأرجو أن نكون جميعًا على موقف واحد وهو أن الانقسام في الكنيسة ليس هو الحل على الإطلاق. نصيحتى، وكلنا قلب واحد، ووطن واحد، أن نبقى على رأي واحد ،كما قال الرسول بولس: “أنَاشِدُكُم بِالمسِيح وَبِمَا فِي المحَبَّةِ مِن إقنَاعٍ، وَبِالمشَارَكَةِ فِي الرُّوحِ، وَبِالحَنَانِ وَالرَّأفَةِ أن تُتِمُّوا سُرُورِي بِأن تَكونُوا عَلَى رَأيٍ وَاحِدٍ وَمَحَبَّةٍ وَاحِدَةٍ وَقَلبٍ وَاحِدٍ وَفِكرٍ وَاحِدٍ” (فيلبي 2: 1-5).
أنا أرى أن السلطة المدنية في الأردن وفي فلسطين لم تقم بعد بما يمكن أن تقوم به للبت في هذه القضية، وهي المسؤولة عن الوطن، والمسؤولة عن كل ما هو “وطن” في روحانية الكنيسة. يسار في الطرق القانونية والسياسية والكنسية الممكنة، لوجود الحل، على أن تبقى الكنيسة الأورثوذكسية الجليلة واحدة، تحتضن وتشارك جميع أبنائها، وجميع أبنائها يجدون فيها غذاء الروح وقوة البقاء في الوطن. وفي هذه المرة، مع اشتداد الأزمة، ارجو التوصل إلى موقف حاسم يبعث روحا جديدا في مواقف كل المسؤولين في هذه القضية، الكنسيين والمدنيين، فيقدم الرؤساء الروحيون للمؤمنين في الكنيسة الواحدة غذاء الروح، ويوقفون بصورة نهائية كل أزمة في المستقبل بين الروح والمادة، وبين الكنيسة والوطن والمواطنين.