الهند تبرم اضخم صفقة سلاح في “تاريخ” اسرائيل

راديو موال-يصل رئيس الوزراء الهندي اسرائيل، يوم الثلاثاء القادم، بمناسبة مرور 25 عاما على اقامة العلاقات الدبلوماسية مع تل ابيب وذلك للمرة الاولى منذ استقلال الهند عام 1949.

ووفقا للمصادر الاسرائيلية سيقتصر رئيس وزراء الهند “نرندرا مودي” زيارته على اسرائيل ولن يزور رام الله ولن يلتقي بالرئيس الفلسطيني محمود عباس.

ورغم محاولة اسرائيل والهند ابعاد شبح الطابع العسكري عن هذه الزيارة، لكن من المستحيل تجاهل تجارة السلاح الهائلة بين الهند واسرائيل خاصة وان الهند تعتبر اكبر مستورد للسلاح الاسرائيلي في العالم، وفقا لتعبير موقع “هارتس” الالكتروني الذي تناول الموضوع بتوسع، اليوم السبت.

وقال الموقع ان الاسبوع القادم سيشهد توقيع عدة صفقات سلاح مركزية، اضافة لصفقة السلاح الاضخم في “تاريخ” اسرائيل التي وقعتها الهند في نيسان الماضي.

واستعرض الموقع الالكتروني عددا من صفقات السلاح الكبرى التي تم توقيعها، وتلك التي تنتظر التوقيع في تقرير جاء فيه:

اكبر سوق امني في العالم:

تعتبر الهند اكبر مستورد للسلاح الاسرائيلي في العالم، وابتاعت خلال السنوات القليلة الماضية منظومات سلاح وصواريخ وطائرات دون طيار، وأبرمت الكثير من الصفقات التي لا زال بعضها حتى الان حبيس الحواسيب والملفات بانتظار التنفيذ.

تشير الوثائق التي عرضت خلال العامين الماضيين على البرلمان الهندي لاقرارها الى توقيع الهند 37 صفقة سلاح مع دول اجنبية 7 منها مع اسرائيل و 9 اخرى مع الولايات المتحدة ما حول الهند الى اكبر سوق للسلاح في العالم تخوض فيه اسرائيل منافسة شديدة مع حليفتها الكبرى الولايات المتحدة الامريكية وفرنسا وروسيا اللواتي لا زلن يتفوقن على اسرائيل من حيث مجموع المبيعات.

يقدر الهنود جيدا العلاقات التي تربطهم بالمؤسسة الامنية الاسرائيلية، وأكثر ما يثير اهتمامهم في هذا المجال عملات التطوير المشتركة التي تتضمن نقل العلوم والمعرفة والخبرة الاسرائيلية، فيما تتمتع اسرائيل بزيادة حجم صادراتها للهند وإقامة علاقات شراكة متقدمة مع كبريات الشركات الهندية الرائدة.

تتميز اسرائيل عن بقية المنافسين في السوق الهندية بمدى استعدادها لنقل جزء مركزي من عمليات الانتاج الى الهند وهذا الامر تحديدا يقف على رأس سلم اولويات رئيس الوزراء الهندي ” مودي” الذي رفع شعار ” لنصنع في الهند ” (Make in India) بهدف ايجاد فرص عمل ضمن سوق العمل الهندي الذي يضم مئات ملايين الاشخاص.

وتشمل الصفقة الاكبر في تاريخ اسرائيل وصناعاتها العسكرية التي تم توقيعها في نيسان الماضي تزويد الهند كامل مكونات وأجزاء منظومة “MRSAM” المقامة على اساس منظومة الدفاع “باراك 8” وتشمل المكونات المنوي تسليمها الصواريخ ومنصات اطلاقها ووسائل الاتصال ومنظومة القيادة والسيطرة ومنظومات الرادار شهدت الاراضي الهندي في حزيران الماضية ثلاثة تجارب على منظومة “MRSAM” التي صفها مدير مشروع انتاجها بالفريدة التي لا مثيل لها في العالم.

وبعد شهر فقط من توقيع الصفقة الكبرى وقعت الصناعات الجوية الاسرائيلية صفقة اخرى تتضمن تركيب النموذج البحري لمنظومة الدفاع الجوي والصاروخي “باراك 8” والمعروفة في الهند باسم “LRSAM” التي جرى تطويرها في الاساس لمواجهة الصواريخ الجوالة وحماية المواقع البحرية الاستراتيجية.

على ان يجري تركيب هذه المنظومة على متن اربع سفن حربية هندية،  كما تشمل الصقة تزويد الهند بمنظومة رادار والصواريخ الخاصة بالمنظومة الدفاعية المذكورة ونظام القيادة والسيطرة.

وفي نهاية المطاف اتفق ضمن صفقة “نيسان” الكبرى على تركيب منظومة “LRSAM” على متن حاملة الطائرات الهندية الاولى والوحيدة.

437728C

وتجري منذ ثلاث سنوات مفاوضات لتزويد الهند بصواريخ مضادة للطائرات من طراز “سبيك” التي تعمل على طريق “اطلق وانسى” كونها تملك نظام توجيه ذاتي يعمل بشكل اتوماتيكي كامل فيما يقوم اثناء تحليقه بنقل صورة ما يجري لمشغله على الارض بما يسمح لهذا المشغل بتغيير مسار الصاروخ وقت الحاجة تغيير الهدف المراد اسقاطه وتأمل اسرائيل الانتهاء من المفاوضات وتوقيع الصفقة خلال زيارة رئيس وزراء الهند.

وسبق لإسرائيل ان باعت هذا الصاروخ لـ 25 دولة لكن الهند رفضت استكمال الصفقة بسبب تكلفتها العالية وستشمل الصفقة في مرحلتها الاولى بيع 250 منصة اطلاق على الاقل و5500 صاروخ وجهاز تدريب “محاكي” ونقل بعض المعرفة والتكنولوجيا مع امكانية شراء الهند في النهاية كامل الصواريخ التي يحتاجونها وهي 37 الف صاروخ و1900 منصة اطلاق.

وتحدثت تقارير اعلامية في نوفمبر الماضي عن موافقة الهند على شراء منظمة “فلاكون” الاسرائيلية المعروفة ايضا باسم “AWACS” والتي تملك الهند حاليا ثلاثة منها تم تركيبها على طائرات “اليوشن 76” روسية الصنع وذلك نتيجة اتفاقية ثلاثية جرى توقيعها عام 2003 بين روسيا والهند واسرائيل.

واشترت الهند في الفترة الاخيرة طائرتين اضافيتين من طراز “اليوشن 76” وتنوي تحويها هي الاخرى الى طائرات تجسس عبر تزويدها بمنظومة “فلاكون” المذكورة.

وتتضمن منظومة “فلاكون” رادارا متطورا يتم تركبيه على جسم الطائرة او فوقها ويتمتع هذا الرادار بقدرة المسح بـ 360 درجة ويمكنه رصد التهديدات الصاروخية والطائرات المعادية من مسافة 400 كلم اضافة لامتلاكها جهاز لتحديد الطائرات الصديقة والمعادية وتصنيفها على اساس “صديق وعدو” اضافة لقدرات استخبارية الالكترونية متعددة.

وتاولت تقارير نشرت العام الماضي صفقة تتضمن تزويد الهند بـ 164 جهازا لتوجيه الهجمات الجوية وأجهزة ملاحة من طراز “لايتنغ ” التي سيقوم سلاح الجو الهندي بتركيبها على اربع طائرات مقاتلة من انواع مختلفه بينها طائرة سوخوي 30 علما ان الهند استلمت النسخة المطورة المعروفة باسم “لايتنغ 4” المزودة بكاميرات تحت الاشعة الحمراء وكاميرات خاصة تساعد على تحديد مكان الاهداف الارضية حتى داخل المناطق المكتظة بالسكان.

ووفقا لذات التقارير تتضمن صفقة اجهزة التوجيه شراء الهند 250 قنبلة ذكية فائقة الدقة.

وتحدثت تقارير هندية عن موافقة الهند سرا على شراء 10 طائرات دون طيار من طراز “هرون TP” الضخمة ضمن صفقة “فلاكون” سابقة الذكر.

وماذا ايضا؟

ما سبق هو جزء يسير من صفقات السلاح التي تم توقيعها وتلك التي لا زالت مطروحة للنقاش وهذا ما تم السماح بنشره.

وتحدثت تقارير سابقة عن اهتمام الهند بشراء منظومة ” القبة الحديدية ” كما اقيم مؤخرا في الهند مصنعا اسرائيلي لصناعة الاسلحة الخفية .

ومن المتوقع ان يشهد الخريف القادم مشاركة طيارين هنود لاول مرة في تدريب “الرياية الزرقاء” الذي يجري تنظيمه في قاعدة “عوفدا” الجوية الاسرائيلية منذ عام 2003.

وتتوقع المصادر الاسرائيلية ان يكون تدريب هذا العام 2017 الاكبر من نوه وستشارك فيه اسراب جوية من سبعة دول هي امريكا، المانيا، ايطاليا، اليونان، بولندا، فرنسا الى جانب الهند الزائر الجديد.