راديو موال-نشر الجيش الاسرائيلي عددا كبيرا من الكاميرات على الطرق في الضفة الغربية وفي محيط المستوطنات خلال الفترة الماضية، تحت مبررات المراقبة البصرية، لمنع تنفيذ العمليات، وفقا لما كشفه موقع صحيفة “هأرتس” العبرية اليوم الاثنين.
وأشار الموقع إلى أن الجمهور الفلسطيني بات مراقبا في الضفة الغربية من قبل 1700 كاميرا جرى تركيبها على الطرقات البرية وكذلك في محيط المستوطنات، والتي تقوم بتسجيل حركة المواصلات والمارة على هذه الطرقات بشكل دائم، وتخضع هذه الكاميرات لقيادة الجيش الاسرائيلية في الضفة ولجهاز “الشاباك” الذي يتابع ما تسجله هذه الكاميرات.
وأضاف الموقع أن الجيش الاسرائيلي مع جهاز “الشاباك” وجدوا أن الطرق التي كانت متبعة في جمع المعلومات ليس لها تأثير كبير في الاحداث التي اندلعت عام 2015، والتي اعتمدت بشكل كبير على تنفيذ العمليات من قبل افراد فلسطينيين أو خلايا محلية صغيرة، ولم تكن هذه العمليات كما حدث في الانتفاضة الثانية التي اندلعت عام 2000، والتي كانت التنظيمات الفلسطينية بأذرعها العسكرية تعمل وتقوم بتنفيذها، بحيث كانت الطرق المتبعة لدى “الشاباك” في حينه تفي بالغرض وتصل الى الخلايا وتحبط العمليات، في حين الاحداث التي اندلعت في شهر تشرين أول عام 2015 كانت مختلفة، وهذا ما تطلب “الاستخبارات البصرية” من خلال وضع الكاميرات لملاحقة ومراقبة التفاصيل في الضفة الغربية ومحيط المستوطنات.
وأشار الموقع إلى أن هذا التفكير بدأ لدى الجيش وجهاز “الشاباك” بوضع الكاميرات وما بات يسمى بـ “الاستخبارات البصرية” بعد اختطاف وقتل المستوطنين الثلاثة عام 2014، حيث كان في تلك الفترة عدد بسيط من الكاميرات مثبت على بعض الطرقات، وكان ممكن مع عدد من الكاميرات مشاهدة تسجيل عملية الاختطاف وصعود المستوطنين الثلاثة للسيارة على مدخل مستوطنة “ألون شفوت” جنوب بيت لحم، وكذلك حرق السيارة على طريق دورا جنوب مدينة الخليل، وصولا الى الحقل الزراعي غربي الخليل ودفن جثث المستوطنين.
وأضاف الموقع أنه منذ نهاية عام 2015 تم تركيب العديد من الكاميرات المتطورة والتي تغطي زوايا حتى 360 درجة وتلتقط صور واضحة ومن بعد على طرقات الضفة الغربية ومحيط المستوطنات، وجرى التركيز على المناطق التي شهدت تنفيذ عمليات مثل مفترق مستوطنات “غوش عتصيون” جنوب بيت لحم، وطريق 443 الواصل بين مدينة القدس ومستوطنة “موديعين” غربي رام الله، ويوجد بين هذه الكاميرات انواع متنقلة يجري نقلها للموقع الذي يجده الجيش بأنه مهم وبحاجة للرقابة البصرية.
وأشار الموقع أنه خلال اقل من عام وحتى شهر نسيان الماضي جرى رصد 2200 فلسطيني من خلال هذه الكاميرات في وضع محدد لتنفيذ عمليات، وقام الجيش الاسرائيلي باعتقال 400 شاب منهم وتحويلهم الى الاعتقال الاداري، في حين جرى تسليم اسماء 400 من الفتية الى السلطة الفلسطينية واجهزتها الأمنية، وقامت الاجهزة باستدعاء هؤلاء الفتية وتحذيرهم لمنعهم من تنفيذ عمليات وبأنهم باتوا مكشوفين للجيش الاسرائيلي.