راديو موال -في اطار جهوده لتطوير السياحة الفلسطينية استضاف مسار ابراهيم الخليل السياحي وبالتعاون مع المؤسسات الفرنسية الداعمة والمؤسسات الاهلية مجموعة من الطهاة الفرنسيين، وذلك في اطار مشروع خاص لتوثيق انواع الطعام الفلسطيني في كتيب يكون بمثابة قائمة تروج للطعام الفلسطيني التقليدي لا على المستوى المحلي فقط بل على المستوى الدولي.
من جهتها قالت ايفا مديرة مشروع بمؤسسة ايفرت الفرنسية ومنسقة مشروع الجذب بالتعاون مع مؤسات فرنسية اخرى للترويج لسياحة مسار ابراهيم انهم ياتون اليوم للمشاركة بجزء من مسار ابراهيم السياحي من خلال المشي فيه من جهة والمشاركة بفعالية اخرى هي تذوق الطعام الفلسطيني التقليد بمشاركة طهاة فرنسيين مشهورين.
واشارت ايفا انه من الجيد ان يشارك السياح الفرنسيين بالمشي وركوب الدراجات، ولكن هناك جزء مهم اخر الا وهو تجربة الطعام التقليدي الفلسطيني، لانه جزء مهم في اكتشاف فلسطين والتعرف عليها والطعام التقليدي جزء مهم من اليات التعرف على الشعب الفلسطيني.
واشارت المنسقة الفرنسية للمشروع الى ان مسار ابراهيم والمؤسسات الفرنسية تعمل مع مجموعة من المؤسسات المحلية الشعبية في القرى في هذا المجال خصوصا مع المؤسسات النسوية لانه يساهم في تقوية اقتصاد هذه العائلات والنساء والمؤسسات اقتصاديا، مشيرة الى ان وصفات الطعام سيتم وضعها في قائمة “كتيب” وستوزع على مناطق وقرى المسار بحيث يستطيع اي زائر او سائح مشارك في المسار ان يعرف اين يمكن ان يجد وجبته التقليدية المميزة واللذيذة في مناطق مسار ابراهيم .
وأضافت الى ان هذا الكتيب يعود الى تفاصيل الوجبات الفلسطينية التقليدية وكيفية طهوها على الطريقة التراثية القديمة مما يحافظ على الهوية الفلسطينية والجزء الخاص بالطعام وانواعه المختلفة، شاكرة العائلات التي استضافتهم اليوم، حيث اكدت ان وجودها وزيارتها خلقت نوعا من التواصل مع هذه العائلات وهو امر مهم جدا.
ويشمل اعداد الكتيب في مرحلته الاولى تنظيم عمليات طهو للطعام التقليدي الفلسطيني في القرى والمناطق التي يتضمنها مسار ابراهيم السياحي بحيث تم اعداد العديد من الوجبات تخللها توثيق لادق التفاصيل للطهو، حيث تم تدوينها الى جانب اشراك الطهاة الفرنسيين بالاعداد لتكون ضمن القائمة لخدمات الطعام بحيث يستطيع اي سائح ان يطلب وجبته الفلسطينية وهو ما يساهم بتعزيز الاقتصاد من جهة والترويج للطعام الفلسطيني من الجهة الاخرى.
ورئيس الهيئة الادارية في مركز اطراس للتراث الشعبي قال عمر شاهين انه وفي اطار تعاون المركز مع مسار ابراهيم الخليل السياحي هو تنظيم جولة في منطقة برك سليمان وارطاس، بالاضافة الى ذلك انها تضمنت قيام مجموعة المشاركين بالجولة وهم من الطهاة المشهورين في فرنسا بتنظيم فعالية تذوق للطعام الفلسطيني في اطار فعاليات مسار ابراهيم وجهوده لتطوير السياحة خصوصا سياحة المسارات حيث ركزت الفعالية على اعداد طعام تقليدي تراثي فلسطيني .
واضاف شاهين ان مجموعة من نساء بلدة ارطاس قمن باعدجاد وجبة مسخن بالاضافة الى سلطة التبولة المعروفة و وجبة سبانخ بلدية، حيث تم طهوها في احد المنازل التي استضافت الطهاة واعضاء الوفد السياحي الفرنسي ومجموعة من تساء قرية ارطاس تم خلالها طهو الاكلات الفلسطينية.
كما اضاف ان الطهاة الفلسطينين دونوا كل تفاصيل الوجبات، كما انهم شاركوا بالاعداد كما انهم شاركوا المزارعين بقطف الماكولات التي تم اعداد الوجبات منها، حيث قطفوا الخس و السبانخ مشيرا الى ان كل ذلك يساهم في توثيق ونقل التراث الفلسطينية الى جانب واقع وحياة ابناء شعبنا الفلسطيني وكيفية سعي الفلسطينين للحفاظ على اراضيهم من خلال زراعتها، هذا الى جانب محافظتنا على تراثنا وعاداتنا معربا عن امله بان تعزز هذه الفعاليات المزيد من السياحة التي يقودها مسار ابراهيم.
من جهتها قالت المواطنة نسرين اسعد ” ام خليل” التي استضافت وزوجها وعائلتها الطباخين في منزلهم في قرية ارطاس ان مشروع توثيق الوجبات التقليدية والتراثية الفلسطينية الاصلية، هو مشروع مهم يساهم بنقل الواقع الفلسطيني الى العالم مشيرة الى ان الطهاة الفرنسيين تعرفوا على اليات اعداد طبخات التبولة والسبانخ والمسخن البلدي الفلسطيني .
كما اشارت الى ان الزوار الفرنسيين تعرفوا على واقع الحياة في القرية الفلسطينية والاكلات التقليدية الفلسطينية التي لا تنافس كونها اكلات صحية وتستخدم فيها المواد الصحية الطبيعية الغير مصنعة .
بدورهم الطهاة الفرنسيين عبروا عن سعادتهم بالتعرف على الطعام الفلسطيني التقليدي، مؤكدين انهم لا يجدون هذا الطعام المميز بكل نواحيه من حيث انه صحي ولذيذ في المطاعم الفلسطينية، وهو امر مؤسف للغاية وبالتالي كان لا بد من العمل من اجل ايجاد هذا الكتيب الخاص بالطعام الفلسطيني التقليدي.
وفي هذا الاطار قال الطاهي الفرنسي الشهير بفرنسا فنسنت غرلي نحن هنا اليوم في فلسطين لنقوم بالطهي مع مجموعة من النساء الماهرات في الطبخ، حيث نقوم بطهي اشياء عديدة منها السبانخ والبصل المطبوخ للمسخن والدجاج المشوي والطعام هنا يختلف عما هو في فرنسا ونحن تعلمنا الكثير عن الوصفات للطعام بالاضافة الى انواع البهارات التي تستخدمها النساء مما يجعل الطعام غني ولذيذ.
واشار الى انه يزور فلسطين للمرة الثانية، مشددا على انه من المهم ان نعرف الطعام الفلسطيني التقليدي مما يساعدنا على الحفاظ عليه وتدوينه من خلال مسار ابراهيم، حتى لا ينسى وهو امر مهم للفلسطينين ولنا جميعا لاننا نسعى لتبادل الثقافات .
بدوره قال الطاهي الفرنسي نيكولاس بولونجية وهو مدرس طبخ فرنسي معروف انه من المؤسف جدا اننا كسياح الى فلسطين لا نرى هذه الوجبات الفلسطينية التقليدية في غالبية المطاعم ونجدها فقط في المراكز النسوية او مراكز حفظ التراث، وبالتالي كان لا بد من التعرف عليها وفهمها و تعميمها من خلال الكتيب الجاري العمل على اعداده.
واشار بولونجيه الى انه تعرف على العديد من الماكولات الفلسطينية التقليدية خلال زيارته لفلسطين وهي الزيارة الاولى من نوعها.
وفي ختام المسار على مدار يوم كامل انهى المشاركون الفرنسيون بزيارة ارطاس عبر مسار ابراهيم يومهم بطبق فلسطيني متنوع عبر الجميع فيه عن سعادته بتناول هذه الوجبات التي يسعى مسار ابراهيم لحفظها وترويجها في مبادرة خلاقة من اجل تعزيز السياحة الفلسطينية وتوفير مصادر دخل للعائلات والقرى الفلسطينية التي يشملها مسار ابراهيم الخليل لسياحة المسارات الهادفة للربط بين السياح وابناء الشعب الفلسطيني.