وقفة جماهيرية تضامنية مع الشعب المصري وتنديدا بالجريمة البشعة ضد الكاتدرائية المرقصية في القاهرة

راديو موال-كتب حسن عبد الجواد-نظمت لجنة التنسيق الفصائلي، بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني، وكافة الفعاليات المجتمعية في محافظة بيت لحم، مساء أمس، وقفة تضامنية مع الشعب المصري الشقيق، في ساحة كنيسة المهد وسط مدينة بيت لحم، ندد خلالها المشاركون بالجريمة البشعة التي ارتكبها الإرهاب التكفيري ضد الكاتدرائية المرقصية.

وشارك في الوقفة التي رفعت فيها الإعلام الفلسطينية والمصرية، وشعرات تندد بجريمة الارهاب التكفيري عشرات من ممثلي القوى الوطنية والإسلامية، والمستشار في السفارة المصرية احمد ابو عوف، ومؤسسات المجتمع المدني، ورجال الدين المسيحي والإسلامي، والكشافة، وأعضاء مجالس بلدية وفعاليات مجتمعية رسمية وشعبية من مختلف أنحاء المحافظة.

وفي بداية الوقفة رحب الناشط المجتمعي زغبي زغبي بالحضور، وندد بالجريمة التي ارتكبها الإرهاب التكفيري ضد الكنيسة المرقصية، مؤكدا ان وجود هذه القوى الظلامية يهدد ليس مصر فحسب، وإنما المنطقة العربية بأسرها.

ودعا الى رفع الصوت عاليا في مواجهة الفكر التكفيري الذي يهدد مستقبل الأمة العربية، بعد ان طال بأعماله الإرهابية وحدة الأمة ومصيرها ودمر الكنائس والمساجد والجامعات والمدارس ومراكز الفكر والتراث.

والقى غسان زيدان كلمة باسم لجنة التنسيق الفصائلي في محافظة بيت لحم قال فيها :” ها هو الإرهاب الظلامي التكفيري الأسود يعود مرة اخرى ليحصد مزيد من أرواح الأبرياء الآمنين في مصر فيضرب قلب الكنيسة المرقصية وسط عاصمة العروبة القاهرة، حيث باغت الموت مؤمنين يقفون بين يدي الله، يتلون صلواتهم، مرددين رسالة يسوع المسيح عن المحبة والسلام، مثلما باغت من قبلهم عشرات المواطنين من أبناء مصر، أكانوا مدنيين، نظموا خارطة حياتهم التي انتصروا لها بثورتهم البيضاء، أم رجال امن وشرطة، نذروا شبابهم وطاقاتهم الوطنية لحماية منجزاتها الخلاقة.”

وقال :”مصر الكنانة، كانت ومازالت وستبقى الحاضنة، والعمق العربي ليس لقضية فلسطين وحسب، بل لكافة قضايا شعوبنا العربية، وما يمس امن مصر الداخلي ، يمس الأمن القومي العربي، ومن يعمل على تنفيذ عمليات إرهابية إجرامية، ويستهدف مواطنيها، على اختلاف أطيافهم المجتمعية، وتنوع مشاربهم الثقافية وانتماءاتهم الفكرية والسياسية، ومعتقداتهم الدينية، إنما يسعى لإثارة الفتنة، وإشاعة الفوضى،

واستنزاف مقدرات مصر، وإضعاف مؤسساتها، وتقويض ركائزها البنيوية، وإشغالها عن القيام بدورها اتجاه قضاياها الداخلية، وقضايا العرب الأساسية.”

وأضاف: ” ان الإرهاب التكفيري يستهدف مكانتها الريادية في العالم العربي والمحيط الإقليمي، ويستهدف التزامها المبدئي في الدفاع عن القضية الفلسطينية، ودعم كفاح شعبنا التحرري، وصولا إلى تحقيق حريته، واستقلاليه الوطني الناجز.”

واعتبر زيان إن الإرهاب والاحتلال وجهان لعملة واحدة، ففي الوقت الذي يعاني فيه شعبنا من الجرائم اليومية لجيش الاحتلال وقطعان المستوطنين الإرهابيين، تعاني فيه الشعوب العربية في مصر وسوريا والعراق وليبيا واليمن، وغيرها من البلدان والشعوب، من إرهاب داعش، والجماعات الإرهابية الظلامية التكفيرية، ولاجتثاث جذور هذا الإرهاب الأسود بكافة أشكاله وعناوينه ومسمياته، يتطلب تجفيف مستنقع الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية، الذي يشكل وجوده، بؤرة دائمة للعنف والصراع، وأرضية خصبة لنمو الإرهاب وانتشاره كالنار في الهشيم.

واختتم كلمته بالقول: “كما أننا واثقين بقدرة شعبنا على الخلاص من الاحتلال، وانتزاع حريته وخلاصه الوطني، فإننا واثقين بقدرة مصر، وشعبها الأبي، وقيادتها الحكيمة، على تجاوز هذه المحنة، وقدرتها على ملاحقة ومعاقبة المجرمين القتلة، واجتثاث الإرهاب من جذوره، ومواصلة مسيرة الثورة، التي أعطت الأمل للمصريين، ولنا ولأبناء امتنا العربية وأحرار العالم، بان عصر الظلام والظلاميين قد ولّى إلى غير رجعة، وان مصر التي في قلوبنا، ستبقى قلعة العرب الحصينة، والحاضنة الحقيقية لقضية شعبنا العادلة.”

وشكر ابو عوف في كلمة له خلال الوقفة القوى والوطنية ومؤسسات وفعاليات المجتمع المدني على موقفه التضامني مع الشعب المصري، وتنديدها بالجريمة البشعة التي ارتكبتها مجموعة إرهابية ضد الكاتدرائية المرقصة في مصر، مؤكدا ان هذه الوقفة تعبير عن المصير المشترك، وعمق الروابط التاريخية التي تربط الشعبين المصري والفلسطيني.

واستنكر الاب سهيل فاخوري العمل الإرهابي ضد الكنيسة المرقصية وكل الأعمال الإرهابية التي يرتكبها الإرهاب التكفيري في العالم العربي، مؤكدا ان ذلك يستهدف تقويض المجتمعات العربية ويهدد مستقبلها.

وعبر الشيخ ماهر عساف عن استنكاره الشديد للتفجير الإرهابي الذي ارتكبه الإرهابيين ضد الكنيسة المرقصية في مصر العروبة، لافتا الى ان خطر الإرهاب في السنوات الأخيرة طال مقومات الأمتين العربية والإسلامية، واضعف قدراتها على مواجهة التحديات المستقبلية، ودعا الى مواجهة مخاطر الفكر الإرهابي بالوحدة والتضامن والوعي.