بطلةٌ أخرى ترحل عن هذا العالم بصمت

راديو موال-كتب عدنان زيدان-رحلت الرفيقة اللبنانية والفدائية البطلة (( جاكلين اسبر )) التي اغتالت ضابطا في الموساد الاسرائيلي وسط باريس عام 1982 وفشل الموساد في الوصول اليها. والتي حكمت عليها محكمةً فرنسيّةً غيابيًا بالسجن المؤبّد، وعادت إلى لبنان، حيث كانت تتنقّل بحذرٍ في مخيمات اللجوء الفلسطينيّ.
وُلدت الرفيقة جاكلين اسبر في العام 1959 ببلدة “جبرايل عكار”، وتُعتبر واحدة من مؤسسي الفصائل المسلحّة الثوريّة اللبنانيّة التي شاركت بعملياتٍ نوعيّةٍ ضدّ أهدافٍ إسرائيليّةٍ وأمريكيّةٍ في العالم إلى جانب رفقاء لها في الفصائل، خاصّةً عميد الأسرى في العالم جورج إبراهيم عبد الله الذي ما زال يقبع في سجنٍ فرنسيٍّ حتى اليوم.


ووفقًا للمواد الشحيحة المُتوفرّة عن اسبر، فإنّها انطلقت من بلدتها لتنضّم فيما بعد إلى صفوف الثوريين، وخصوصًا أنّها آمنت بقضية فلسطين كقضيّةٍ مركزيّةٍ لا يُمكن أنْ تتحرر إلّا بالقوة، إذْ لا يفل الحديد إلّا الحديد ومواجهة النار بالنار.


اليوم، وبعد مرور أكثر من 34 عامًا، يُمكن القول والفصل والجزم أيضًا إنّ الفدائيّة التي قامت بتنفيذ عملية الاغتيال في قلب عاصمة الأضواء، رحلت من هذه الدنيا الفانية، دون أنْ تتمكّن المخابرات الإسرائيليّة والغربيّة النيل منها. ماتت بعيدةً عن الضوضاء والأضواء، رحلت بصمتٍ وبهدوءٍ. إنّها اللبنانيّة الثوريّة جاكلين أسبر (57 عامًا)، والتي عُرفت عالميًا باسمها الحركيّ “ريما”


رحلت جاكلين، ولكنّ رفيقها جورج عبد الله ما زال يقبع في السجون الفرنسيّة. وكانت الإدارة القضائيّة الفرنسيّة المتخصصة في تنفيذ الأحكام قد أصدرت قرارًا بالموافقة على إطلاق سراحه، في تشرين الثاني (نوفمبر) 2003، إلّا أنّ وزارة العدل الفرنسية عطّلت ذلك حتى الآن.

وداعاً رفيقتي الجميلة والبطلة
عدنان زيدان