راديو موال-اعلنت وزارة الصحة الفلسطينية معطيات بخصوص التحويلات الطبية (شراء الخدمة)، واستراتيجيتها في إصدار التحويلات للمرضى الفلسطينيين وتحديد الجهة المحول إليها.
وأوضحت إحصائيات الوزارة أن مستشفيات القدس تتربع في أعلى سلم أولويات التحويل، تليها المستشفيات الأهلية في الضفة الغربية ثم المستشفيات الخاصة.
ويسلط هذا التقرير الضوء على عدد التحويلات لمشافي القدس والمشافي الأهلية والخاصة إضافة إلى مشافي الداخل، ويوضح كيفية إصدار التحويلات الطبية من قبل دائرة شراء الخدمة بوزارة الصحة.
ويكشف التقرير عن الإصلاحات وإدخال الخدمات الجديدة التي قامت بها وزارة الصحة لتقليل التحويلات الطبية، كما يبحث ملف مستشفى النجاح الوطني الجامعي، وسبب التحويل إليه من قبل وزارة الصحة.
مشافي القدس هي الأولوية
قالت مديرة دائرة شراء الخدمة د. أميرة الهندي إن هناك قرارا سياسيا بإعطاء مستشفيات القدس الأولوية في التحويلات الطبية لتعزيز صمودها، ثم تليها في الأولوية المستشفيات الأهلية ثم المستشفيات الخاصة.
واستقبلت مشافي القدس في النصف الأول من العام الجاري 20879 تحويلة طبية لمرضى من الضفة الغربية وقطاع غزة، وهو ما يفوق عدد التحويلات الطبية لجميع المستشفيات الأهلية والخاصة في الضفة الغربية، والتي بلغ عددها 17647 تحويلة وذلك في نفس الفترة الزمنية.
وشهد النصف الأول من العام الجاري ارتفاعاً بنسبة 11% في عدد التحويلات إلى مشافي القدس وذلك مقارنة مع النصف الأول من عام 2015، حيث كان عدد التحويلات في ذلك العام 18893 تحويلة طبية.
وأضافت د. الهندي أن وزير الصحة يشدد على ضرورة دعم مشافي القدس، لأن بقاءها والمحافظة عليها ترسيخ لوجود الفلسطيني في أرضه.
وأضافت أن وزارة الصحة تحول المرضى الفلسطينيين الذين يحتاجون إلى علاج خارج مشافيها إلى 6 مستشفيات مقدسية.
وأشارت د. الهندي إلى أنه وبعد أن تستقبل هذه المشافي العدد الذي تستطيع استيعابه من المرضى تراسل وزارة الصحة بتخفيف أو إيقاف مؤقت لتحويل المرضى إليها، بسبب عدم مقدرتها على استيعاب المزيد، أو بسبب الرفض الأمني من قبل سلطات الاحتلال، أو لأسباب صحية تتعلق بالمريض نفسه، فتقوم دائرة شراء الخدمة بتوجيه تحويلات المرضى إلى المستشفيات الأهلية في الضفة الغربية ثم الخاصة.
وأشارت إحصائيات وزارة الصحة إلى أنه جرى تحويل 7345 مريضا من الضفة الغربية وقطاع غزة إلى مستشفى المقاصد في النصف الأول من العام الجاري، فيما تم تحويل 10525 مريضا إلى مستشفى المطلع، ويفوق مجموع هذه التحويلات ما يتم تحويله للمشافي الأهلية والخاصة في الضفة الغربية والبالغ عددها 17 مشفى.
التحويل لمشافي الضفة الغربية وقطاع غزة
أشارت إحصائيات وزارة الصحة إلى أنه جرى إصدار 17647 تحويلة للمستشفيات الأهلية والخاصة في الضفة الغربية، منها 2663 للمستشفى الأهلي في مدينة الخليل، و1405 تحويلات للجمعية العربية في بيت لحم، و1355 تحويلة للمستشفى العربي التخصصي بنابلس منها 946 تحويلة للقسطرة وجراحة القلب، و839 تحويلة لمستشفى الميزان في الخليل.
ونوهت وزارة الصحة إلى أن عدد التحويلات إلى مشافي الضفة الغربية ارتفع في النصف الأول من العام الجاري بنسبة 7%، وذلك مقارنة بالنصف الأول من العام الماضي، وقد كان عدد التحويلات حينها 16544 تحويلة طبية.
وأضافت الإحصائيات أن وزارة الصحة أصدرت في النصف الأول من العام الجاري 1659 تحويلة طبية لمرضى من قطاع غزة إلى مستشفيات خاصة وأهلية في القطاع، وذلك بزيادة قدرها 20% مقارنة بالنصف الأول من عام 2015، وقد كان عدد التحويلات حينها 1388 تحويلة طبية.
التحويل لاسرائيل
كشفت وزارة الصحة أن مستشفيات الداخل هي الخيار الأخير في التحويل، وذلك بعد استنفاذ كامل الإجراءات وعدم وجود علاج في جميع المستشفيات الحكومية والأهلية والخاصة.
وأضافت الوزارة أنها أصدرت في النصف الأول من العام الجاري 6491 تحويلة طبية لمرضى من الضفة الغربية وقطاع غزة للعلاج في مشافي الداخل، حيث سجل هذا الرقم ارتفاعاً بسبة 35% عن النصف الأول من العام الماضي، حيث كانت في ذلك الوقت 4795 تحويلة؛ وذلك بسبب انتهاج وزارة الصحة لسياسة جديدة مع المستشفيات في الداخل لضبط التحويل إليها، تتمثل في اعتماد كل إجراء طبي كتحويلة طبية منفصلة، بعكس ما يتم مع المستشفيات الفلسطينية والتي قد يجري المريض في تحويلة واحدة أكثر من إجراء طبي.
لماذا التحويل لمستشفى النجاح الجامعي؟
قالت د. الهندي إن مستشفى النجاح الجامعي، وهو مستشفى غير ربحي، يمتلك تخصصات نادرة وغير موجودة في بقية المستشفيات الأهلية والخاصة في الضفة الغربية، مثل أمراض الدم وعلاج الأورام، وزراعة النخاع الذاتي، لذلك تقوم وزارة الصحة بالتحويل إليه تجنبا للتحويل للمشافي الإسرائيلية.
وأضافت د. الهندي أن وزير الصحة السابق د. هاني عابدين وفي عهد حكومة د. سلام فياض وقع اتفاقية عام 2012 مع مستشفى النجاح بتحويل مرضى غسيل الكلى من نابلس إلى مستشفى النجاح، مشيرة إلى أن هذه الخدمة تشتريها وزارة الصحة من مستشفى النجاح بسعر التكلفة، بناء على الاتفاقية، ولم يتم التعديل على هذه الاتفاقية أو أسعار الخدمة التي تشتريها الوزارة منذ ذلك الحين، وقد جرى إصدار 1191 تحويلة طبية لغسيل الكلى بناء على هذه الاتفاقية، في النصف الأول من العام الجاري.
وأكدت وزارة الصحة أنها تعمل على افتتاح قسم غسيل كلى في المستشفى الوطني بسعة 12 ماكينة غسيل، وذلك بسبب الضغط المتزايد على هذه الخدمة، وعدم مقدرة مستشفى النجاح على استيعاب العدد المتزايد من المرضى.
وأشارت إلى أنه جرى إصدار 1773 تحويلة لعلاج الأورام وأمراض الدم لمستشفى النجاح في النصف الأول من العام الجاري منها 16 عملية لزراعة نخاع العظم الذاتي، إضافة إلى 420 تحويلة لأمراض القلب، و266 تحويلة لمرضى العيون.
وأوضحت مديرة دائرة التحويلات أن التحويل لمستشفى النجاح وارتفاع حصته من التحويلات لا يؤثر على المستشفيات الأخرى في الضفة الغربية، فـ”الخدمات التي نحول المرضى لأجل إجرائها في مستشفى النجاح غير موجودة أصلاً في بقية المستشفيات الفلسطينية عدا مستشفى المطلع في القدس”، مؤكدة أن العلاقة ما بين جميع المستشفيات الفلسطينية في هذه الحالة تكون علاقة تكاملية، “فأولويتنا واهتمامنا تقديم أفضل خدمة صحية للمريض الفلسطيني، بغض النظر عن المستشفى الذي نحول إليه“.
وأشارت وزارة الصحة إلى أن خدمة زراعة النخاع لم يتم إدخالها لأي مستشفى خاص أو أهلي في الضفة الغربية باستثناء مستشفى النجاح الجامعي، وحديثاً أدخل مستشفى المطلع هذه الخدمة.
وشددت الوزارة على أهمية إدخال المستشفيات الأهلية والخاصة خدمات جديدة وغير مكررة فيها وغير موجودة في مرافق وزارة الصحة، وذلك للمساعدة في تطوير القطاع الصحي الفلسطيني. وأكدت الوزارة على أنها ستدعم أي مستشفى فلسطيني يدخل خدمات جديدة ونوعية في أقسامه، وغير متوفرة في وزارة الصحة.
كيف تُصدر التحويلات الطبية؟
قالت د. الهندي إن دائرة شراء الخدمة هي إحدى دوائر وزارة الصحة والتي يقع على عاتقها توفير الخدمات الصحية التشخيصية والعلاجية للمرضى الفلسطينيين، فتعمل على الموافقة على صرف نفقات الخدمات الطبية للمرضى في مرافق خارج وزارة الصحة.
وأضافت أن إصدار أي تحويلة طبية تبدأ من المستشفى الحكومي وتنتهي به، موضحة أن الكوادر الطبية في مشافي وزارة الصحة يجرون التشخيص اللازم للمريض، فإذا كان العلاج يتوفر في مرافق وزارة الصحة فإنه يُجرى للمريض، وإذا لم يكن متوفراً فإنه يتم إعطاء المريض نموذجاً للتحويل.
وأضافت: يعرض النموذج على لجان مختصة (وهي 4 لجان في المحافظات الشمالية والجنوبية إضافة إلى لجنتين فنيتين)، هذه اللجان تعقد مرة كل أسبوع، وهي التي توافق أو ترفض منح التحويلات بناء على بروتوكولات محددة واعتماداً على توفر الخدمة الطبية في مرافق الوزارة من عدمه.
إصلاحات جذرية ونظام رقابي صارم
قالت د. الهندي إن وزير الصحة د. جواد عواد أصدر تعليماته بشكل صارم لتوطين الخدمات الطبية والحد من النزيف المستمر في التحويلات الطبية، فعملت الدائرة على ترشيد النفقات بما لا يتعارض مع صحة المواطنين، وإدخال إصلاحات في عمل الدائرة ما أدى لتخفيف تكلفة فاتورة التحويلات للمستشفيات الإسرائيلية من 35 مليون شيقل شهرياً إلى حوالي 18 مليون شيقل، بانخفاض نسبته حوالي 50%.
وأضافت: جرى إعداد خطة استراتيجية للعمل، وتكثيف الرقابة الداخلية على الأداء، وتحديث العقود والاتفاقيات مع المستشفيات الإسرائيلية.
وأشارت د. الهندي إلى أن وزارة الصحة عملت على تقوية البناء الهيكلي لدائرة شراء الخدمة، ووضعت بروتوكولات موحدة فيما يتعلق بالتحويلات، وأدخلت نظام معلومات محوسب لضبط كافة التحويلات الطبية، إضافة إلى العمل على إرساء تسعيرة وطنية لكافة الخدمات التي تشتريها وزارة الصحة من المستشفيات الأخرى.
خدمات طبية جديدة لتقليل التحويلات
سعت وزارة الصحة خلال السنوات الثلاث الماضية إلى تطوير الخدمات الطبية المقدمة في مرافقها، إضافة إلى تدريب الكوادر الطبية والإدارية واستقطاب كوادر جديدة، وتوفير أجهزة ومعدات وتطوير قائمة الأدوية الأساسية، ما كان له الأثر الكبير في تخفيف فاتورة التحويلات الطبية.
وأضافت الوزارة أنها سعت لتقليل التحويلات الطبية خارج مرافق وزارة الصحة من خلال عدد من الإجراءات تمثلت في إدخال خدمات العناية المكثفة في جميع المستشفيات الحكومية بالضفة الغربية باستثناء مستشفى واحد، ويجري العمل حالياً على إدخال هذه الخدمة إليه، وزيادة عدد الحاضنات في المشافي الحكومية وإدخال أجهزة الرنين المغناطيسي في 3 مستشفيات حكومية، وأجهزة التصوير الطبقي، إضافة إلى تطوير أقسام الأشعة.
وأشارت الوزارة إلى أنها عملت على تشغيل مستشفى طوباس التركي الحكومي وضم مستشفى محمد علي المحتسب في الخليل وإجراء توسعة في مستشفى الخليل الحكومي وافتتاح 6 غرف عمليات جديدة فيه، إضافة إلى إنشاء قسم للحروق، والبدء بجراحة قلب الأطفال في مجمع فلسطين الطبي. وأوضحت الوزارة أنها تنوي إدخال خدمة زراعة الكبد في مجمع فلسطين الطبي في رام الله، مضيفة أنها ابتعثت كادراً طبياً للتدرب على زراعة الكبد في المملكة الأردنية، ما سيساهم في توطين الخدمة الطبية وتقليل التحويلات.
مدير عام مستشفى المطلع بالقدس وليد نمور قال إن علاقة مستشفيات القدس مع وزارة الصحة مميزة جدا على جميع المستويات، مضيفا أن أولوية وزارة الصحة في تحويل المرضى هي لمشافي القدس.
وأضاف: دائماً تكون نسبة الإشغال لدينا تدور حول الـ100% بسبب كم التحويلات من وزارة الصحة، وهذا دليل على مدى اهتمام الوزارة بمشافي القدس، مؤكدا على أن وجود مستشفيات فلسطينية أخرى تمتلك تخصصات نادرة يساعد في استقرار النظام الصحي الفلسطيني والتخفيف من العبء على المشافي الأخرى.
وأوضح نمور أن مشافي القدس هي في نفس خندق وزارة الصحة الفلسطينية، قائلا:” للأمانة فإن وزارة الصحة تضع كل طاقتها في سبيل تقديم أفضل خدمة للمواطن الفلسطيني، وهي دائماً ما تراقب علينا وتؤكد أن الأولوية والأهم هو المريض الفلسطيني“.
وقال: “بحكم اطلاعي على موضوع التحويلات لمشافي القدس فإن باستطاعتي القول إن وزارة الصحة لم تبخل يوماً على مريض فلسطيني تم تحويله إلينا، ولم أر أي محاباة أو انحياز في ملف التحويلات الطبية“.
من جهته، قال مدير مستشفى نابلس التخصصي د. كمال الوزني إن وزارة الصحة تنصف المستشفيات الخاصة والأهلية في موضوع التحويلات الطبية ولا وجود للمحاباة في هذا الملف، حيث تحول الوزارة المرضى الذين يحتاجون لعلاج خارج مرافقها إلى المستشفى الذي يقدم خدمات نوعية وغير موجودة في مستشفيات الحكومة.
وأضاف د. الوزني: “نشعر في مستشفى نابلس التخصصي بالارتياح في جانب تحويل وزارة الصحة للمرضى، ولا نشعر بالتمييز أبداً بيننا وبين أي مستشفى آخر، مشيرا إلى أن العلاقة ما بين القطاع الصحي الحكومي والأهلي والخاص هي علاقة تكاملية“.
وأشاد مدير مستشفى نابلس التخصص بمديرة دائرة شراء الخدمة في وزارة الصحة د. الهندي، قائلاً إنها من أكثر موظفي وزارة الصحة نزاهة وشفافية، وقد اعتبر دائرتها من أهم الدوائر وأكثرها حساسية، قائلا: “استطاعت وزارة الصحة ضبط هذه الدائرة والارتقاء بعملها لخدمة المواطن الفلسطيني“.
وأوضح د. الوزني أن تحويل وزارة الصحة للمرضى إلى مشافي الضفة الغربية والقدس هو دعم للاقتصاد الفلسطيني وتشغيل للأيادي العاملة وخدمة للمريض الفلسطيني أيضاً، مؤكداً أن إدارة مستشفاه أدخلت حديثا خدمة قسطرة الدماغ والتي كلفتها مبالغ باهظة لكي يصبح المستشفى متميزاً بجانب معين.
مدير عام المستشفى الأهلي د. يوسف التكروي قال إن هناك عدالة في التوزيع بخصوص التحويلات الطبية ما بين جميع مشافي الضفة الغربية والقدس، مؤكداً على أهمية استراتيجية وزارة الصحة في دعم مشافي القدس.
وأضاف د. التكروري أن على المشافي الأهلية والخاصة البحث عن تخصصات نادرة وإدخالها في سلة خدماتها لتطوير القطاع الصحي الفلسطيني، فالعلاقة ما بين المشافي الأهلية والخاصة وما بين وزارة الصحة هي علاقة تكاملية لا تنافسية.
وأشار إلى أن بعض المشافي الأهلية والخاصة تتميز بخدمات غير موجودة عند بقية المشافي الفلسطينية ما يدفع وزارة الصحة إلى التحويل إليها بدل التحويل إلى إسرائيل.
من جهته، قال المدير الطبي لمستشفى المقاصد الخيرية الإسلامية د. بسام أبو لبدة إن سياسة الحكومة الفلسطينية ووزارة الصحة جعلت من مشافي القدس مراكز رئيسية للتحويل، وهذا ما ساهم في تعزيز صمود هذه المشافي.
وأضاف: هناك شعور واضح لدينا بأن مشافي القدس هي الأولوية في التحويل عند وزارة الصحة، مؤكداً أن وزير الصحة درس عدة مطالب تقدمت بها مشافي القدس لزيادة تحويل الحالات التي تستلزم تخصصات نادرة، وقد أبدى وزير الصحة تفهمه وعرض عدة طرق لتحقيق هذا المطلب.
وأشاد د. أبو لبدة باهتمام الحكومة الفلسطينية ووزارة الصحة بمشافي القدس واعتبارها أولوية فلسطينية.
من جانبه، قال مدير عام جمعية بيت لحم العربية للتأهيل أدمون شحادة إن على المستشفيات الأهلية والخاصة إدخال خدمات جديدة في أقسامها للعمل على إحداث نهضة في القطاع الصحي الفلسطيني، فهذه المستشفيات تقع على عاتقها مسؤولية كبيرة في تطوير القطاع الصحي.
وأضاف أنه لا يوجد تمييز أو تحيز في علاقة وزارة الصحة مع المشافي الخاصة والأهلية، بل هي علاقة تعاون، مؤكداً أن هذا التعاون هو ما يبني مؤسسات الوطن وخصوصاً الصحية والطبية منها.