راديو موال-في اليوم الثاني عشر من الشهر الجاري، وفي تمام الثامنة صباحاً، دخلت الشابة مريم دواس (27 عاماً) غرفة العمليات في المستشفى الإندونيسي الواقع شمال قطاع غزة، لإجراء عملية “مرارة” بعد آلام شديدة صاحبتها لآكثر من عام، بعد إتمام فترة الحجز للعملية.
دخلت “مريم” غرفة العمليات بعد تطمينات من الطبيب بوجود الأجهزة اللازمة داخل المستشفى، لكنها لم تعلم أن العملية البسيطة كما يقال عنها، ستحول حياتها إلى جحيم، وستنتقل في نفس يوم العملية للقدس لمتابعة حالتها.
وبدأت فصول المعاناة مع دخولها غرفة العمليات، حيث تفاجأ زوجها باسم دواس ووالدتها والمنتظرون أمام باب غرفة العمليات، بخروج الطبيب من غرفة العمليات بعد عشر دقائق من دخولها الغرفة، ليبلغهم بأن العملية توقفت لحصول مضاعفات مع المريضة، وتم تحويلها لقسم العناية المركزة، ليتضح فيما بعد أن قلبها توقف عن العمل لحظة العملية نتيجة “خطاً طبي” وأجرى الطاقم عملية انعاش مباشرة لها تمت بنجاح بإعادة القلب للعمل.
وكل هذه المضاعفات حصلت قبل بدء الطبيب المختص بإجراء العملية الجراحية لها، ولكن المضاعفات كانت نتيجة جرعة البنج “حسبما قال شقيق المريضة أحمد شاهين”، ونتج عن توقف القلب نقص كبير في الأكسجين في خلايا المخ أدى لتلف بعض الخلايا، ودخلت في غيبوبة من تاريخ دخولها حتى الآن.
وتم تحويل المريضة لمستشفى المطلع في مدينة القدس على الثانية عشرة ليلاً في اليوم نفسه، بعد حصولهم على تحويلة مباشرة من المستشفي نتيجة خطورة حالتها، بتقرير طبي يذكر أن تدهور حالة المريضة كان نتيجة “حساسية بنج”.
وبعد الفحص المكثف في مستشفى المطلع، تبين وجود نقص في الأكسجين على الدماغ، كما أبلغ الأطباء هناك ذوي المريضة، بأنها في حال أفاقت من الغيبوبة ستصاب بشلل أو إعاقة، ونتيجة حالتها لم تجر لها إدارة المستشفى هناك سوى وضع جهاز تنفس خارجي من الرقبة، لعدم قدرتهم على التعامل مع الحالة، وعادت “مريم ” الى المستشفى الاندونيسي بعد مكوثها سبعة أيام في مستشفى المطلع بالقدس، دون تحسن يذكر على حالتها.
ولا يزال الألم يعتصر عائلتها وزوجها، لعدم حصول أي تقدم ملموس على حالتها، كما لم تبلغ عائلتها بنات المريضة الثلاثة بحالة والدتهن، في ظل مطالبتهن اليومية برؤية والدتهن، التي ما زالت ترقد في المستشفي بين يدي رحمة الله، وإن عادت ستعود بحالة جديدة، فيما يصبر الأب أطفاله بأن والدتهن ذهبت للولادة رغم أنها ليست حاملاً.
“مريم” هي نفسها خرجت من ظروف معيشية صعبة، فبيتها لا يصلح للحياة الآدمية، ويجتمع المطبخ مع الحمام في مكان واحد، وما زالت بانتظار أن تعود لحياتها البسيطة بإعاقة.
وتقدمت عائلة المريضة بشكوى لدى وزارة الصحة في مدينة غزة بتفاصيل ما جرى مع ابنتهم، وما زالت العائلة نتنظر رد الوزارة على الشكوى، كما ستتقدم العائلة بشكوى أمام النائب العام بعد ذلك.
وناشد أحمد شاهين شقيق المريضة، الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء الدكتور رامي الحمد الله بضرورة تحويل شقيقتهم للمستشفيات الإسرائيلية لمحاولة علاجها، لتعود لبيتها وتحتضن أطفالها الذين يبلغ أصغرهم عامين فقط، ويصرخ دائماً” أريد أمي”.
أسامة الكحلوت..دنيا الوطن