راديو موال – احتضن المعهد الروسي ببيت لحم حفل تخريج الفوج الثالث عشر لمعهد الأزياء والنسيج التابع لدير اللاتين ببيت ساحور، وسط عرض لمجموعة تصاميم عصرية للخريجين وحضور حشد غفير من ذويهم وممثلي مؤسسات رسمية وأهلية ومهتمين.
وانطلقت فعاليات الحفل الذي رعاه وزير العمل مأمون أبو شهلا، بكلمات ترحيب تلاها تكريم الخريجين والعاملات في المعهد، فيما وصل خط النهاية بعرض مجموعة تصاميم للطلبة الخريجين، لاقت استحسان الحاضرين. فيما تولت عرافته روان قمصية.
وقال رئيس مجلس إدارة المعهد سيمون عوض: ننسج اليوم رداء فرح يعانق خيوط الشمس، ونحتفل ببراعم ندية يسكنها الأمل والإبداع من خريجي وخريجات معهدنا، ونسعد بتخريج فوج جديد بعد سنتين من التعليم والتدريب واكتساب المهارات المختلفة في تخصصي الأزياء و”البترون”.
22 سنة عطاء
وأضاف: ينال المعهد اليوم، وهو يتوج 22 سنة من العطاء، اعتماد وزارة العمل لشهادة الدبلوم المهني بمستوى العامل الماهر لسنتين، والتي تمنح لأول مرة هذا العام ، وإذ نعبر عن سرورنا لهذا الانجاز وعلى هذه الثقة بأداء المعهد، نشكر وزارة العمل، ممثلة بوزيرها مأمون أبو شهلة وبطاقمها.
وأكد عوض أن المعهد يطمح إلى إظهار الطاقات الخلاقة في مجال تصميم الأزياء، ونحت أسماء فلسطينية تنافس في كل المحافل، بعد أن أتقنت مبادئ وعناصر التصميم. وشقت خطاها في عالم الموضة بما يتناسب وهويتنا، ويتماشى وتقاليد مجتمعنا.
وتابع: تشكل الملابس بألوانها وعراقتها وارتباطها بموروثنا وأرضنا ثقافة، وهي وامتداد لهويتنا الوطنية، التي تتعرض للتحريف والتهويد والتزوير والسرقة. ونسعى منذ انطلاقتنا عام 1994 لتطوير صناعة الأزياء والنسيج عبر برنامج أكاديمي ومهني للتعليم والتدريب، ولرفد قطاع الألبسة والمنسوجات بكفاءات متميزة تنخرط في سوق العمل لتطوير هذه الصناعة.
وأنهى عوض: نحرص كل عام على عمل تراكمي، يستفيد من التجارب السابقة، ويمضي لإظهار الطاقات المحلقة، ويضع فلسطين بنسيجها وخيوطها وقماشها الملون على خريطة العالم، لتصبح صناعة الأزياء رافداً لاقتصادنا الوطني، وتساهم في دخلنا القومي بما تحيكه أنامل الخريجين من تصاميم مبهرة.
بدورها، قالت الطالبة مرام دخل الله في كلمة الخريجين: إنها تشعر بالسعادة، وبخاصة وأن المعهد وفر فرصة لتطبيق المهارات إلى تصاميم، وساهم في وضع الطلبة على بداية الطريق، وصولاً نحو العالمية، وتمثيل فلسطين في معارض عربية ودولية.
خيار مهني
من جانبه، نقل ناصر قطامي وكيل وزارة العمل تحيات الوزير أبو شهلة وتهانيه للخريجين ، متمنيا لهم التوفيق والنجاح ، وهنأ مركز الأزياء والنسيج على المهنية العالية والتدريب المتميز الذي يرتقي لمستوى المنافسة الإقليمية والعالمية.
وقال: يشكل هذا العرض دليلًا على أن خيار التدريب المهني هو الخيار الصحيح والأفضل لشق طريق ناجح، ففيه مساحات واسعة للإبداع والتمييز وتحقيق الذات .
ودعا قطامي الخريجين إلى الانطلاق بأفكارهم الريادية، وتأسيس مشاريعهم الخاصة، مؤكدًا استعداد وزارة العمل لتقديم الدعم لهم لتحقيق أهدافهم، لما يمثله قطاع النسيج والأزياء من أهمية، ولما يتطلبه من تنسيق لكل الجهود، في سبيل النهوض بهذا القطاع.
سنابل وزهور
وانطلقت مواكب الخريجين في عروض حمل بعضها أسماء تراثية، فقدمت حنين خليفة وبيان صليبي عبر مجموعة سنابل القمح معرضًا اتخذ من ملح الأرض اسما حركيا وخطًا في الموضة.
وطَوَعت فاطمة الزهراء العويوي وكرستين شهوان البوم، الطائر الذي نخطئ ونظن أنه نَذير بؤس وشقاء، فصدح الطائر بأجود الألحان، وحَلَقت المصممات بقماشهِنَ عاليًا.
ومضت بثينة عبيات وهمام هشلمون في مجموعة زهر اللوز، ففاح التصميم بعطر استعصى على الريح، ومتع النظر.
واقتبست مرام النواورة من باربي الفتاة الشقراء البريئة وصديقة الطفولة، ألوانا زاهية تحركت ونطقت بالإبداع، ونالت إعجاب الحاضرين.
وأبطلت نسرين الجبرية وبيسان صلاح صفات الشوكلاتة التي تذوب تحت الشمس، وأضفن عبر عرض حملت اسم الحلوى البنية سحر القماش.
وحلقت مرام البو ومحمد عادي بالقيق الطائر الأزرق الجميل، الذي يصول ويجول بين كندا والولايات المتحدة، وتفوقا على هذا الطائر الجميل. في قماش عطل لغة الكلام.
وعاندت جين أيو دية وعمر شنيور قوانين الغابات، فقررا أن يجعلا للذهب النفيس غابة، تجلى في تصميم يفيض بالإتقان والمتعة.
وصَمِمَت إسراء حراحشة وسلام الجعبري، عرضاً حمل اسم الألماس، وأنطَقْنَ القماش فباح وجاد وتنفس إبداعًا. واشتقت ليال عياد وتهاني مناصرة تصميما حمل اسم الليل، فصار يبرق بالضياء، ويمد الأزهار بأكسيد الحياة، وغنين بالقماش على ليلهن.
واستعارت نور أبو لبين وعبد الهادي سعيد من المشمش لونه الذهبي الأصفر فصمما رداءً طويل القامة، بلوحة معمرة تُعمّر بخلاف حياة المشمش القصيرة.. وفي نهاية العروض جرى تكريم رئيس مجلس إدارة المعهد سيمون عوض، ووزير العمل مأمون أبو شهلا، والمعلمات: هايدي حنونة، وجين سلمان، وميناس قسيس، وميسون صبابا، والمعلم عماد صليبي.