راديو موال – أزيحت الستارة مساء أمس الخميس عن صرح كبير للكاتب الفلسطيني الكبير الشهيد غسان كنفاني بمناسبة الذكرى السنوية الرابعة والاربعين لاستشهاده، وذلك خلال مهرجان حاشد نظمته الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في الشارع الرئيسي القدس الخليل المحاذي لمخيم الدهيشة عند المدخل الرئيس لبلدة الدوحة.
وبدأ المهرجان بدخول العشرات من الملثمين الذين رفعوا الاعلام الفلسطينية والسورية والجزائرية والتونسية والرايات، وصور الشهيد كنفاني وقادة الجبهة، حيث رحب عريف الحفل محمد بريجية بالحضور وقال ” أن هذه المناسبة تعتبر من بين أهم المناسبات التي يحيها شعبنا الفلسطيني ليس لأنها تتناول مسيرة كاتب واديب كبير بحجم غسان كنفاني وحسب بل أنها رمز واضح على مدى اهمية الجبهة الثقافية في صراعنا مع الحركة الصهيونية التي استهدفت هذا الاديب لأنه رفع القلم والريشة والكلمة ليستخدمها في ادوات الدفاع عن النفس والحقوق والقضية فجرى اغتياله بهذه الطريقة البشعة، وبالتالي فقد اوصل بدمائه رسالة هامة بانه يجب علينا ان لا نقبل الخسارة على الجبهة الثقافية لانها جبهة تدافع عن التاريخ والحضارة والارث والحضور الوارف على مدى الاف السنين لشعبنا على هذه الارض التي تستحق كل التضحيات من اجلها.
وبعد ذلك القى عيسى قراقع رئيس هيئة الاسرى والمحررين كلمة القوى والمؤسسات الوطنية حيث استشهد بما قاله الشاعر الكبير محمود درويش عن غسان بقوله “لقد تمكن غسان من أداء دوره لأن له دور، ولأنه مؤهل فنياً للقيام بهذا الدور، كان نتاج رحلة العذاب الفلسطيني من السقوط المتمثل في وعاء المخيم حتى الصعود المتمثل في واقعية البندقية، وفي عمله الكتابي الذي مارس من خلاله دوره الاجتماعي والوطني وتاريخ الحركة الفنية في قلب فنان، لقد كان ثوريا من حيث هو كاتب ثوري، لم تنتزع هذه الصفة من لحظة الاستشهاد، وكان يعرف لماذا يكتب ولمن يكتب ولكنه كان يعرف ايضا ان قيمة هاتين المسألتين مشروطة لانتاج الفن باتفاق تطبيق المسألة كيف يكتب”.
وقال قراقع “نستذكر الكاتب الشهيد غسان كنفاني في روايته “رجال في الشمس وكيف ارتفعت صرخته المدوية “لماذا لم تدقوا جدران الخزان” لتظل تماثل القلب والوجدان فها هم عشرات آلاف الاسرى قد التقطوا هذه البديهية وهم يدقون جدران السجون بكل قوة وعنفوان، موجهاً كلمته بالتحية الى كافة الاسرى في تلك الاكياس الحجرية الذين يواجهون بصدرهم العارية وامعائهم الخاوية بطش السجان الفاشية بكل روح التحدي والصمود والايمان على حتمية الانتصار مستذكرا الاسير كايد بلال الذي يواصل اضرابه عن الطعام لليوم الثالث والعشرون على التوالي ضد اعتقاله الاداري حيث صدر قرار بحقه بعد انهى محكوميته البالغة اربعة عشر عاما ونصف وبدلا من ان يعود الى منزله واحضان عائلته جرى تحويله الى الاداري، انها معركة مستمرة ولن تنتهي الا بانتهاء الاحتلال البغيض عن ارضنا.
وألقى القيادي محمود فنون كلمة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حيث قال فيها “ان غسان كنفاني كان رمزاً وطنياً وقومياً بامتياز وهو لا يخص فلسطين وحسب بل يخص البشرية جمعاء لأنه ببساطة كتب عن الانسان بفقره وثوريته وانسانيته وفطريته التي تتحدى كل الحدود فتربع على عرش القلوب بامتياز، مشدداً على ان الوطنية الفلسطينية لا تؤمن إلا بالحق الذي دافع عنه غسان كنفاني فكانت فلسطين من بحرها الى نهرها تتربع في كل المحاور ومفترقات الطرق المصيرية ولهذا سقط شهيدا بعيدا عن ارضه مهجرا مشتتا كما شعبه في كل اصقاع الدنيا.
وتحدث شقيق الشهيد عبر الهاتف من الخارج حيث وجه التحية الى كافة المحتشدين بهذه المناسبة وقال ان الوفاء لدماء الشهيد غسان هو الوفاء لكل الشهداء الابرار الذين سقطوا على مذبح القضية الوطنية ودفاعا عن فلسطين وعروبتها وكرامة شعبها الى ان تعود اليه معززة كريمة حرة ومستقلة.
هذا وتخلل الحفل الحاشد فقرات فنية واغاني شعبية احياها الفنان الفلسطيني محمد نواهضة.