لاحظت قوات الاحتلال وجهاز الشاباك الاسرائيلي اشارات تدل على امكانية انفجار موجة عنف شاملة وبكامل قوتها في الضفة الغربية، في اعقاب تنامي العمليات المسلحة خاصة سلسلة العمليات التي شهدتها الساعات الــ 48 الماضية.
ونسبت قوات الاحتلال والشاباك هذه السلسلة من العمليات “القاتلة” الى سببين رئيسيين يرتبط الاول بشهر رمضان ويتمثل بإشتعال المشاعر الدينية في الجمعة الاخيرة من رمضان، اما السبب الثاني فيتمثل بعملية قتل المستوطنة في كريات اربع تلك العملية التي يرى فيها الشبان الفلسطينيون نموذجا جديا بالتقليد والمحاكاة ويبدو ان عملية الطعن التي وقعت امس في نتنانيا ونفذها فلسطيني دخل المدينة دون تصريح ما هي الا محاولة للتقليد حسب تعبير “روني بن يشاي” المحلل العسكري لصحيفة “يديعوت احرونوت” الذي نشر تحليله اليوم السبت على موقع الصحيفة المذكورة.
وتوصلت الجيش الاسرائيلي والشاباك الى نتيجة مفادها ضرورة قطع سلسلة العمليات الناجحة هذه بكل وسيلة ممكنة وإلا ستقود الاحداث الى تغيير حاد ومتطرف في الوضع الامني السائد في الضفة الغربية وسيعيدنا الى ايام كانت تشهد ثلاثة او اربعة عمليات في اليوم.وأول وسيلة لجا اليها الجيش وفقا للمحلل العسكري “روني بن يشاي” كانت زيادة عدد الحواجز العسكرية على مفترقات الطرق الرئيسية في الضفة الغربية وتكثيف العمليات الامنية التي تجري في محيط وحول محاور الطرق الرئيسية، انطلاقا من التقدير الامني القائل باحتمالية وجود خلايا اخرى او مجموعات محلية التنظيم ستحاول تنفيذ عمليات اطلاق نار على محاور الطرق الرئيسية الامر الذي دفع الجيش الاسرائيلية لتكثيف عمليات حماية وتامين هذه المحاور.
وعزز الجيش الاسرائيلي يوم امس حتى قبل وقوع عملية اطلاق النار من قواته المنتشرة في الضفة الغربية كعادته في كل يوم جمعة من شهر رمضان لكن يبدو ان الخلية التي نفذت عملية اطلاق النار من داخل سيارة قد نجحت باختراق الاجراءات الوقائية التي اتخذها الجيش الاسرائيلي والتملص منها.وفرض “الطوق الامني” والاغلاق على مناطق واسعة في منطقة الخليل لم تشهده المنطقة منذ عملية اختطاف المستوطنين الثلاثة 2014 ، وفرض طوق امني شامل ايضا على بلدة بني نعيم التي خرج منها منفذ عملية كريات اربع وجرت عمليات بحث وتفتيش واستجواب واسعة النطاق داخل البلدة بهدف رصد واعتقال “مخربين مفترضين” لكن “قريبة” منفذ العملية حاولت طعن احد الجنود قرب الحرم الابراهيمي في الخليل فتم اطلاق النار عليها وقتلها ما يدل على ان الاغلاق الذي فرض على بني نعيم التي تعتبر “دفيئة للإرهاب” لم يحقق حتى الان النتائج المرجوة حسب ادعاء وتعبير المحلل الاسرائيلي.”فقط عملية فاشلة يمكنها ان تقطع سلسلة المعليات الناجحة لذلك نعزز تواجدنا تحديدا على مفترقات الطرق والمحاور الرئيسية” قال ضابط في الجيش الاسرائيلي وصفه “بن يشاي” بالرفيع.
ويستشف من اقوال هذا الضابط مدى الشعور بالإلحاح والضرورة الملحة لهذا الهدف “عملية فاشلة” لكن لا زال الجيش الاسرائيلي والشاباك يعتقدان ان الاحداث الاخيرة بعيدا نسبيا من ان تشكيل اشارة قوية على استئناف موجة العنف بكامل قوتها وهذا الامر سيتضح اسبوعا او اسبوعين بعد شهر رمضان.