الضابط والباحث والشاعر الوسيم

انا فلسطينيّ من شجر البلوط المقدّس ..

ولكن عند قدومِ الشتاء،

يصبح عود الثقآب أكثر هيبة من صدفة البلوط.

راديو موال – محمد عمر – اللقاء الاول مع كاتب هذه الكلمات يأخذك الى عالم ممزوج بالعديد من المواضيع ولتعداد الشخصيات في شخصية واحدة، العسكرية، الثقافية، الادبية، والاجتماعية، والاكاديمية، حيث لا يمكن لاياً كان ان يفرق او يصدق تلك الصفات المجتمعة في شخصية عسكرية شابة منضبطة مخلصة لكل ما تقوم به من واجبات للوطن وللمجتمع.

الملازم اول رأفت صوايفة الضابط في جهاز الارتباط العسكري الفلسطيني، او كما يلقبونه “شاعر الجهاز”، يعمل في قسم العلاقات العامة والاعلام، وهو ايضاً باحث في الشؤون الامريكية، وكاتب وشاعر مثقف، لم يتجاوز عمره الخامسة والعشرين عاماً، لكن شخصيته تأخذ من يجلس معه الى رحلة في عالم من الحكايا العسكرية والادبية والاعلامية.

رأفت، شخص يحب الحياة، يحب الناس، يحب عمله، ويحب وطنه، ومنذ انضمامه للحياة العسكرية حاول ان يضع بصمات جديدة في وظائف عمله وعمل الجهاز العسكري، وفعلا وضعها وعمل على تنفيذها، ربط الليل بالنهار، عمل جاهدا من اجل نجاحها ونجحت، حيث عبر عن ذلك بكلمات بسيطة:

أنا متطرّفٌ في ثلاثة :

الحريّة

حبّ البلاد وأهلها

وإن شاء السلام تطرفتُ فيه .

وكما تعلمون ليس من المعتاد ان يعامل القائد العسكري ضابطه، كما يعامل قائد جهاز الارتباط العسكري اللواء الركن جهاد الجيوسي صديقنا رأفت، ليس لسوء الاخرين، ولكن شخصية الاخير برزت بالأخلاق والادب والاخلاص بالعمل والطموح الدائم للتغيير والتقرب من المجتمع والمواطن، الامر الذي يتطلع له اي مجتمع خارجي بالعلاقة الودودة  بين الاجهزة الامنية والعسكرية والمواطنين، هذا ما فعله الضابط صوايفة بالضبط، قرّب الجهاز العسكري ضباط كبار وضباط صف وجنود من المجتمع المحلي.

الكثير يردد! ما علاقة جهاز الارتباط العسكري بزيارة المؤسسات التعليمية او المدنية او الصحية او الاعلامية، او الاماكن السياحية او زيارة المواطنين…

كم من السهل لقاء اصغر عسكري في الجهاز حتى قائد الجهاز، ولكني رافقتهم يوما، واطّلعت عن قرب كم هو جميل مرافقة هؤلاء، كم هم عظماء في عملهم والعلاقات التي تربطهم بالطلاب الصغار والكبار والاساتذة والاعلاميين… وكم هو جميل ان يجلس القائد ويدع الجميع يجلس معه ويحاوره، ان يداعب الاطفال ويمازح الجميع، شخصيته قوية جدا ولكنها بسيطة ومحببة لدى الجميع، هذه هي رسالة الضابط التي خطها وطبقها ونجحت.. نعم نجحت.

ذات الحال، الذي جعلني التقي بهذا الشخص والتعرف بشخصه اثناء دراسة الماجستير في ذات الكلية، وبسرعة البرق اصبحنا اصدقاء، لا يمكن ان يزور المدينة التي اسكن بها دون اللقاء بي والعكس تماما، لا يمكنني ان التقي به دون سماع اشعاره القبانية، ولا اريد ذلك ان لم يكن بلباسه العسكري الانيق.

يقول رأفت في احدى قصائده:

شٓربتُ ترياقًا لا يقهره الموت، أنا شابٌ مُصابٌ بحبِّ هذهِ البلاد، وهذه يا سادة .. فاجعتي الرحيمة .

لم اكتب هذا المقال كي امدحه او ابرزه او اشهره، ولكن الكلمات لم استطع ان احفظها بداخلي تجاهه، رأيت عن قرب كل كلمة قلتها، هذا الضابط الوسيم الذي تسابق الاطفال لاخذ صورة معه واسمعوه ما يستحق من كلام جميل واعجاب، انه يستحق كلمة شكر، نعم يستحق.

بقلم / محمد عمر

13023656_10153404670426780_1909147067_n 13051518_1295684723781063_2418801665068900233_n 13055204_499742263545941_5763150975114829332_o 13063482_1031664796912523_1241158322102856809_o c6babf0c-1a83-4dc7-8ae5-bcaf1b8335e1