راديو موال : بقلم – الجوال وجدي وليد العلم هي الأم التي أعدت جيلاً طيب الأخلاق، عظيم النجاحات والتطلعات، وهي جامعة الحياة في البدايات والنهايات ورائحة الذكريات ،هي الأخت والزميلة وصاحبة رسالة سيتوارثها الأجيال جيلاً بعد جيل هي من نسجت خيوطاً من الوفاء وعهداً لا إنهزام فيه،هي الام التي غرست في الأرض إبتسامة أمل ووضعت تراثاً مزركشاً عنواناً من عناوين الوجود التاريخي والحضاري لأجيال ستتناقله عبر العصور والذي سيظل أحد أهم ركائز تطور هذا المجتمع وتحضره … هي النفس وروح الحياة المنبعث في فضاء الكون،وحاضنة الرسالة الانسانية الخالدة وجواز عبورها إلى أجيال بإبتسامة وثقة أمل متجدد مفعم بالحياة ، وهي حارسة الحلم وضمانة البقاء وموقدة شعلة العلم ومؤسسة لجيل جديد ، هي المجموعة الكشفية الارثوذكسية العربية البيتجالية التي تأسست في حزيران من عام 1956 حيث قام حينها مجموعة من الشباب الغيورين على مدينتهم بكل ما فيها ، بتشكيل مجموعة من شباب بيت جالا لخدمة الكنيسة أولاً وسكان المدينة ثانياً ، ومن ذلك الوقت عملت وما زالت مستهدفةً الأطفال والشباب حيث اصبح عدد أفرادها في يومنا هذا 370 فرد تتراوح أعمارهم من 7 سنين فما فوق . فهي تعمل على زرع القيم الكشفية في نفوس أفرادها والتي من خلالها تجعلهم قادرين على إتخاذ الخيارات الاخلاقية والمعنوية في حياتهم ، كما وتهدف إلى تطوير فئة الأطفال والشباب من خلال النشاطات الكشفية والتنموية والبدنية والعقلية والثقافية والروحية أيضاً حتى يكونوا قادرين على لعب دور فعال في بناء مجتمعهم ووطنهم . حيث أن المجموعة تشارك في نشاطات ومخيمات وتدريبات ومؤتمرات واحتفالات على مستوى الصعيدين الداخلي والخارجي ، وقد شاركت في عددة دول منها :الاردن وتونس و قبرص وألمانيا وفرنسا وسويد ورسيا .وإنه لفخر لنا أن تشارك هذا العام في العيد الوطني اليوناني أي في الخامس عشر من هذا الشهر ، فسيغادر إخوتي وأخواتي أفراد فرقة عزف القرب التابعة للجموعة بقيادة القائد طارق جهشان أرض الوطن مساء يوم غد الثلاثاء الموافق 22 آذار 2016 متوجهين الى المملكة الهاشمية الاردنية ومنها إلى دولة اليونان ، ملبين هذا النداء حيث ستقوم الفرقة بعزف الأناشيد الوطنية الفلسطينية كما واليونانية متقدمة خلف رايتها على فرقة العرض الكشفي العسكري في محافظة تسالونيكي .
فما أجمل هذا اليوم وما أبهاه ، هذا اليوم الذي يغادر فيه من مدينتنا بيت جالا شباب وشابات كحمامة بيضاء تحمل بفمها غصن زيتون السلام ، يحملون خيرات الأرض في أكفهم وأكاليل الغار على رؤوسهم ، هؤولاء هم أبناء فلسطين ، هم السرج التي لا تطفئها الرياح والملح الذي لا تفسده الدهور ، فهنيئاً لمجموعتنا أولاً ولمدينتنا ثانياً التي ستبقى أماً تلد من رحمها للنور رجالاً ملؤها عزمُ دافعُ إلى الامام ، وقلوبنا جوعُ وشوقُ إلى غير المعروف ، وفي روحها سلسلةٌ أحلام تسعى إلى تحقيقها ليل نهار ولأجل هذا وفي جميع هذا فٌرحنا وطٌربنا وساعدتنا . فهنيئاً لنا جميعاً نحن أفراد هذه المجموعة لأننا أينما نذهب تكون فلسطين مقدمتنا وعنواننا ، هنيئاً لنا ونحن نترعرع على روابي الأمال والأحلام ونتمايل نصبةً غضةً أمام وجه الشمس لنكون كشجرة عظمى تمتد عروقها إلى قلب الارض ، وتتصاعد فروعها إلى أجذار الفضاء . وخلف هذا كله شخص يعجز البيان عن صفات نبله عالماً في الكشاف والعطاء ،حازماً في التدبير والادارة ، وإلى أمثاله في هذه الايام أحوج ما نكون ، فسر قدماً يا قائدي وواصل خطاك ونحن على هديك سائرون ، فهنيئاً لشعبك بمزاياك وهنيئاً لك بحب كل من عرف فضلك فحياك يا أيها القائد المخضرم خالد جورج القسيس ،ورحم الله الشاعر الذي قال : ما ضيع الله في ريف ولا حضر رعيةً أنت بالاحسن راعيها فليحفطكم الله ويديمكم سنداً وذخراً لنا ولشعبنا المناضل . وأنتم أخوتي وأخواتي قائد وأفراد فرقة العزف أضم صوتي الى صوتكم قائلاً لكم: مروا منشدين ، اذا استطعتم أن تعيدوا للخيول صهيلها ، وبعزف النشيد خذوا المعاني كلها واصعدوا بنا جرحاً فجرحا ، ضمدوا النسيان واصعدوا بنا ما أستطعتم إلى الانسان والانسانية ، سيروا أينما حللتم وزلزلوا الارض تحت أقدامكم أسبقوا الريح المارة من أمامكم ،سيروا بطقوسكم التي تغير وجه القلب وصهيل الارض سيروا يا أسياف حق بها تنحن رقاب الظالمين يا رايات نصر مشرقة الجبين. واهتفوا مع اخوتكم الفخورين بكم المنتظرين عودتكم بالسلامة : ما زلت أصعد وحدي ما زلت أصعد ، عيناي بالافق البعيد ترود أرصاد النجوم ، ما زلت أصعد وحدي هنا ما زلت أصعد والريح تجذبني بمخلابها العنيد وأنا أريد ولست أملك ما أريد لكنني سأظل أصعد رغم إعيائي الشديد ، النور في الافق البعيد ، سأظل أرتقب الحصاد، أختاه قد حان وقت الحصاد، حصاد عالمنا الجديد . ما زلت أصعد ما زلت أصعد . أطال الله في عمركم ، وأعادكم إلينا بالسلامة والصحة والعافية ، أدامكم زينة كل المحافل الوطنية والدولية وأسياد المواقف المتميزة.