بيان صحفي من ذوي شهداء القدس المحتجزة جثامينهم

راديو موال : خمسة اشهر وبضع ايام وتحديدا منذ بداية انتفاضة القدس المباركة ، وامهات الشهداء المحتجزة جثامنهم في ثلاجات الاحتلال ، لا يعرفن الراحة او الهدوء ، تعب في النهار ووحشة في الليل بانتظار ما يعتبر اول واهم وابسط الحقوق الانسانية ، وهو توديع ، وربما تقبيل ابنائهن الشهداء ، ودفنهم في تراب الوطن ، ربما بعد تكفين ان امكن ذلك او صلاة اذا سمح الاحتلال .. منذ خمسة اشهر وبضع ايام والاحتلال يمارس الضغط النفسي والتعذيب اليومي للأمهات والاباء والابناء والاجداد .. الكل ينتظر ، البيت ينتظر ، القدس تنتظر ودفء الارض ينتظر .. والاحتلال لا يأبه لكل هذا الانتظار بل يعتبره تعذيبا فوق تعذيب .. حاولنا كل ما في وسعنا ، واستخدمنا كل الوسائل المتاحة ، واجرينا اتصالات مع اعلى المستويات السياسية والشعبية وقمنا بمشاركة الحملة الشعبية لاستعادة الجثامين بكل الفعاليات الشعبية والاعلامية والسياسية الممكنة ولم نحقق نحن المقدسيون حتى الان النتيجة المرجوة ، وما زال ابناؤنا اسرى الثلاجات وما زال الاحتلال يمارس كل ما ابتدعه العقل الصهيوني من ابتزاز واجراءات قهر ، فقد فرض علينا الغرامة المالية التي تعتبر في نظرنا شراء جثامين شهداء من القاتل نفسه ، والدفن ليلا وفي العتمة ، وبعدد محدود من المشاركين لا يسمح حتى بمشاركة اقرباء من الدرجة الاولى ، والاخطر من كل ذلك الدفن خلال ساعة او ساعة ونصف على الاكثر وفي وضع يكون فيه الجثمان كتلة من صقيع لا يسمح حتى بتقبيله خشية التصاق الشفتين بطبقة الصقيع ، والاكثر ايلاما من كل ذلك التسويف والمماطلة في الافراج عن الجثامين هذه العملية التي تستغرق عدة اسابيع لكل جثمان بكل ما يعنيه ذلك من الم ووجع الانتظار والترقب .
نحن عائلات الشهداء المقدسيين التي ما زال الاحتلال يجعل منهم حقل تجارب لاجراءاته التعسفية والعقوبات الجماعية والتي لم تقتصر فقط على احتجاز الجثامين بل هدم البيوت والتلويح بالابعاد عن مسقط الرأس والملاحقات اليومية المعروفة ..
واذ نؤكد على ان كل هذه الاجراءات وفي مقدمتها احتجاز جثامين شهدائنا الابرار تعتبر مخالفة صارخة لكل القيم والاعراف والمواثيق الاتفاقيات الدولية ، وامعانا من الاحتلال في تنفيذ العقوبات الجماعية التي لم تحقق له أي فائدة فيما يسميه ( الحرب ضد الانتفاضة ) ،
واذ نؤكد اننا لن نتنازل عن حقنا في مواصلة الكفاح من اجل دفن ابناءنا وفق المعايير الانسانية والشريعة الاسلامية والمسيحية ، فاننا نعلن ما يلي :
1. المطالبة بالافراج الفوري عن كامل الجثامين المحتجزة فورا وبدون أي تأخير وبشروط مناسبة لثقافتنا وديننا الحنيف.
2. نعلن رفضنا التام لكل محاولات الابتزاز والاستفراد بذوي الشهداء المقدسيين وفرض شروط مهينة وغير انسانية
3. نعلن رفضنا الكامل لاستلام جثامين ابنائنا الشهداء وهم في وضع لا يسمح بدفنه بسبب طبقة الصقيع التي تحيط بالجثمان .
4. نعلن التوجه الى خيار محكمة العدل العليا في قضية التأخير في تسليم الجثامين والشروط المفروضة مع علمنا اليقين بمخاطر ونتائج هذا الخيار .
5. نتوجه الى القيادة السياسية لمواصلة الضغط على الحكومة الاسرائيلية بشتى الوسائل المتاحة لها .
6. التوجه الى المؤسسات والمحافل الدولية لطرح هذا الملف وفضح اسرائيل باعتبارها تخالف القانون الدولي الانساني باحتجاز الجثامين .
7. دعوة الاعلام الى اعتبار قضية الجثامين قضية انسانية يجب ان تحتل مساحة معقولة في كل تغطية اعلامية .
8. دعوة المجتمع المقدسي والفلسطيني عموما للالتفاف حول ذوي الشهداء والحملة الشعبية في معركتنا الانسانية لاستعادة جثامين شهدائنا .
9. الدعوة لتشكيل طاقم قانوني فلسطيني متخصص لإعداد ملفات بهذا الخصوص وتقديمها الى محكمة الجنايات والمحاكم الدولية .
واخيرا واذ نشكر كل من وقف ويقف معنا نؤكد ان هذه ليست معركة شخصية تختص بذوي الشهداء المحتجزين اليوم فنحن لا نعرف من هو الشهيد القادم .