راديو موال _ وكالات: الشاب منتمي أبو عرب (29 عامًا)، الذي يدير المركز الإعلامي لنادي بيت الطفل الفلسطيني في مدينة الخليل، ومحاضرًا في جمعية التعليم المستمر التابعة للجامعة الأهلية بمدينة بيت لحم، ومخرجًا للأفلام الوثائقية التي “تسرد واقع ومعاناة الشعب الفلسطيني في صراعه مع الاحتلال، وحقه بالوجود والعيش بكرامة” وفق ما يقول، كما أنه حاصل على العديد من الجوائز الدولية عن أفلامه.
يقول أبو عرب، القاطن في الدوحة (غرب بيت لحم) إنه “يؤمن بقدرة الشباب على التغيير ومناصرة قضايا مجتمعية هامة، لذا رأى في قضية المعلمين ما يفرض عليه التدخل لقول كلمته، التي تصب في مصلحة المعلم والطالب، وتطالب بإنصاف المعلمين لأهمية دورهم في المجتمع”.
ماذا تريد أن تقول عبر مقاطع الفيديو التي تنشرها؟ يجيب أبو عرب: “أريد لفت أنظار المجتمع إلى ضرورة تأييد حق المعلمين لأنه مشروع ويجب علينا دعمهم بآرائنا، كما أسعى لزيادة اهتمام الشارع الفلسطيني بهذه القضية وتبنّيها”.
وعن سبب اختياره للفيديو كأداة لإيصال أفكاره، يقول أبو عرب: “مؤخرًا، بتُ مقتنعًا أنني لا أحتاج إلى أفلام وثائقية أو روائية طويلة لإيصال رسالة، بل يمكنني من خلال فيديوهات قصيرة وسريعة وبأسلوب نقدي ساخر، طرح مواضيع تهم المجتمع، وهي توازي قوة رسائل الأفلام التي أخرجتُها”، مضيفًا “وجعلت من مواقع التواصل الاجتماعي منبرًا لهذه الفيديوهات، ولم يكن إضراب المعلمين أول ما أتكلم بشأنه، بل قمت بنشر مقاطع سابقة حول مواضيع متعددة”.
ويجد الباحث في الصفحة الرسمية لمنتمي أبو عرب (أكثر من 10 آلاف متابع) مقاطع فيديو عديدة، يتحدث فيها عن مواضيع آنية مثل المنخفضات الجوية وعيد الحب وأثر القهوة على نشاط الموظف، وغيرها، بأسلوب فكاهي ساخر.
لكن هل يطمح أبو عرب لأن يصبح “ستاند أب كوميدي” جديد؟ يقول: “لا أجد في نفسي القدرة على ذلك، بكل بساطة أنا أستطيع الوقوف أمام الكاميرا والتحدث، ومقتنع بأن أي مسألة موضوع رغم ألمها وتأثيرها أستطيع طرحها بشكل ساخر وناقد بعيدًا عن استخدام أشكال هذا الفن في إضحاك الناس. وأعتمد في أعمالي على (المضحِك المحزِن) وهو ليس بالتحدّي السهل بالنسبة لي”.
وأبو عرب واحدٌ من آلاف النشطاء العرب في مواقع التواصل الاجتماعي، الذين يستخدمون الفيديو أداة للتواصل مع الناس، بتقنيات بسيطة جدًا ودون إطالة، خاصّة أن مقاطع الفيديو القصيرة تلاقي رواجًا أكبر في هذه المواقع، ويحوز الكثير منها على ملايين المشاهدات، وباتت محطات إخبارية شهيرة على المستوى العربي والعالمي تخصص طواقم عمل خاصّة لإنتاجها.
وعن ذلك يقول أبو عرب: “الجودة والتقنيات ليست كل شيء، وبعد سنوات من العمل في الإخراج للأفلام بتعقيدات إنتاجها تقنيًا وماليًا، توصّلت إلى أن العمل الصادق والصريح والجريء هو الأساس، والجودة آخر اهتمامات المشاهد، ودليل ذلك أن أعمالًا ضخمة تُطرح في التلفزيون والسينما لا تجد صدىً”.
وفيديو الـ “20 شيكل” كما نال إعجاب الآلاف من روّاد “فيسبوك” لم يعجب آخرين، الذين هاجموا أبو عرب بشتائمهم في الفضاء العام، وعن ذلك يقول أبو عرب: “حين بدأت نشر مقاطع الفيديو لم تكن العدائية والتهجم في حساباتي أو تقديراتي، لكنني تعرضت لعدد من المضايقات والإساءة لشخصي، وبعد كل مضايقة أسجّل مقطعًا جديدًا، لأنني أدركت بعدها أنني أحدثت تغييرًا، وهذا التغيير لم يعجب بعض المنتفعين أو الرافضين للتغيير”.