راديو موال _وكالات : يراود حلم الفوز بالأوسكار خيال الممثلين والعاملين في صناعة الفن السابع طوال عمرهم، أملاً في الحصول على الجائزة السينمائية الأرفع، والتي تعد رمز التميز والكمال في مجال الإبداع على كل المستويات.
فعندما فازت الممثلة كايت وينسليت في العام 2008 عن فيلم The Reader، قالت في خطاب تسلمها الجائزة إنها كانت تتمرن طول حياتها على هذه اللحظة منذ كانت طفلة تلهو بعبوة شامبو تمسكها في يدها متظاهرةً بأنها التمثال الذهبي.
في المقابل، فإن 7 أسماء لامعة في مجال السينما رفضت الجائزة الرفيعة، فتراجع أحدهم عن رفضه وقبلها لاحقاً، فيما قبلها آخرون دون أن يهتموا بتسلمها شخصياً أو حضور أي من حفلاتها.
جورج سكوت
رفض الممثل جورج سكوت في العام 1971 الجائزة التي فاز بها عن فئة أفضل ممثل في دور رئيسي في فيلم Patton، بل ذهب إلى أبعد من ذلك، فوجه انتقاداً لاذعاً لمراسم الحفل برمته، واصفاً المناسبة بـ “الاستعراض الرخيص للحم لمدة ساعتين، والعرض العلني الهدف من ورائه جني الأموال”.
منتج Patton فرانك مكارثي تسلم الجائزة بالنيابة عن سكوت، الذي أرجعها لأكاديمية فنون السينما المانحة لها، والغريب أن الأكاديمية رشحته لنيلها مرة أخرى في العام 1972 عن دوره في فيلم Hospital.
دودلي نيكولاس
كان أول ممثل أرجع الأوسكار بعد أن فاز به في العام 1935 عن فئة النص السينمائي المقتبس عن فيلم The Informer، وهو فيلم مأخوذ عن كتاب يروي أحداث حرب الاستقلال الآيرلندية.
لكن الكاتب عاد وقاطع الأكاديمية المانحة للجائزة لوقوع خلاف بين رابطة الكتاب والأكاديمية، لكن صحيفة Los Angeles Time وصفت قرار الكاتب بالتخلي عن الجائزة بالمبالغ به، حيث أرفق الكاتب التمثال الجائزة الذي أعاده إلى الأكاديمية برسالة قال فيها “إذا أبقيت على الجائزة فهذا معناه أنني أدرت ظهري لآلاف الكتاب الذين يحاربون من أجل منظمة تجمعهم”.
كاثرين هيبورن
ترشحت كاثرين هيبورن للجائزة 12 مرة خلال مشوارها الفنّي وفازت بها 4 مرات، لكنها لم تكن أبداً من المعجبين بمراسم توزيع الجائزة التي يتهافت فيها الحاضرون على المنافسة بالملابس والمجوهرات.
يذكر أن الممثلة كسرت هذا الحظر على حضور الاحتفال في العام 1974 لتقوم بتقديم للمنتج المعروف “لورنس ونجرتين”، وقالت في خطابها القصير قبل تكريم زميلها “أنا سعيدة أن أحداً لم يقل لي (آن الأوان)، أنا الدليل الحي على ان الإنسان يستطيع أن يثبت حتى بعد مرور 41 سنة من العمل أنه ليس بأناني”.
مارلون براندو
رفض الممثل المخضرم مارلون براندو تسلم الجائزة في العام 1973 عن قيامه بدور فيتو كورليني في فيلم The Godfather، إذ أعلن في الليلة التي سبقت الحفل الـ 45 أنه لن يحضر الاحتفال وأنه سيرسل ممثلة مغمورة تدعى ساشين ليتلفذر لتحضر بدلاً منه.
وكانت الممثلة وقتها ترأس جمعية لسكان أميركا الأصليين المعروفين بالهنود الحمر، وبالفعل حضرت الاحتفال وصعدت على المسرح عندما نودي براندو فاستلمت هي الجائزة ثم خاطبت الحضور قائلةً، “أنا هنا لأمثل مارلون براندو في هذه الأمسية. وقد طلب مني أن أقول لكم أنه لن يقبل الجائزة الكريمة وذلك لاعتراضه على كيفية تصوير السينما لسكان أميركا الأصليين في صناعة الأفلام”.
وبالفعل كان براندو من أشد المعترضين على تصوير السكان الأصليين بصورة دونية تخلو من الاحترام، وهو بموقفه المساند لحقوقهم أعطاهم فرصة كبيرة للتعريف بقضيتهم.
وبحسب Business Insider، فإن هذه اللحظة تعتبر “واحدة من أقوى اللحظات في تاريخ الأوسكار”.
وودي آلن
المخرج ذائع الصيت لم يحضر أبداً أياً من حفلات الأوسكار رغم أنه ترشح للجائزة 13 مرة، وفاز بها 4 مرات.
لكنه مثل كاثرين هيبورن، كسر هذا التقليد وحضر حفل العام 2002 وذلك بعد مضي عدة أشهر على أحداث 11 من سبتمبر/أيلول للتعريف ببعض الأفلام التي صورت في نيويورك تأكيداً على جمال المدينة لكل من يرغب في التصوير فيها.
أما رأيه الشخصي في الجائزة هو أنه لا يرى لها أي قيمة فعلية، “فأنا لا أعبأ بهذه الجائزة ومراسمها، ولا أعتقد أن القائمين عليها واعون بما يقومون به، فعندما ترى من يفوز ومن يخسر (هذه الأشياء) ستعرف أنه لا معنى لهذه الجائزة”.
جان كلود غودارد
منحت أكاديمية الفنون جائزة فخرية تحمل اسم “جائزة الحاكم” للمخرج الفرنسي غودارد ولشهور طويلة حاول أعضاؤها التواصل معه دون جدوى.
وعندما سأله أحد الصحافيين عن سبب إهماله للجائزة، أجاب “إذا كانت الأكاديمية تريد منحي الجائزة فلتفعل، لكني أتساءل هل رأوا أياً من أفلامي؟ كما أن اسم الجائزة الفخرية هو جائزة الحاكم هل يعني أن شوارزنيغر منحني إياها؟” في إشارة إلى حاكم ولاية كاليفورنيا آنذاك آرنولد شوارزنيغر.
وشرح كذلك أنه من أجل أن يسافر إلى الولايات المتحدة لتسلم الجائزة، عليه أن يتقدم للحصول على فيزا، وهو لا يريد ذلك ولا يريد السفر لوقت طويل.
بيتر اوتول
قصة بيتر اوتول مع الأوسكار مشابهة إلى حد كبير لقصة ليوناردو دي كابريو معها، فهو ترشح لها مرات عديدة ولم ينلها.
اوتول ترشح للجائزة 8 مرات، وكلها عن أفضل ممثل في دور رئيسي وأولها فيلم “لورانس العرب” في العام 1962 حتى فيلم “فينوس” في العام 2006.
وفي العام 2003، قررت الأكاديمية منح أوسكار فخري نظراً لما وصفوه “بالعلامات الفارقة التي تركها الممثل على تاريخ صناعة السينما”.
لكنه بعث برسالة رد فيها على الأكاديمية قائلاً، “أنا لا أزال جزءاً من اللعبة وربما أستحق الجائزة عن دور ما، هل تستطيع الأكاديمية الانتظار حتى أبلغ الـ80 من العمر؟”.
وقتها رد عليه رئيس الأكاديمية فرانك بيرسون قائلاً، “أشخاص كثيرون مثل بول نيومان وهنري فوندا منحوا أوسكارات فخرية ثم فازوا بعدها عن أعمالهم”.
كانت هذه الكلمات من رئيس الأكاديمية كفيلة بتغيير رأي اوتول الذي تسلم الجائزة وقبلها من الممثلة الأميركية ميريل ستريب قائلاً، “أنا دائماً الوصيف ولم أكن العريس أبداً، والآن حصلت على الجائزة التي ستبقى معي حتى يفرقنا الموت”.