راديو موال :بقلم الكاتب والشاعر جبرا حنونة
“زمنُ الخوفِ الغامض”
هذا زمنُ الخوفِ ..الغامضِ
أغصان الزيتون المقطوعةُ تبكي ألماً …
وشفاه الوردِ المجروحةُ تنزفُ حزناً
تنزفُ زيتاً مسلوباً من عين العذراء
وحبيباتُ القمحِ المكلومةُ ترضعُ من نسغِ الشهداء
ودماءُ الأطفالِ المسفوحةُ تروي الأرضَ المزروعةَ بالمجدِ
وبالحقدِ …. وبالنارِ … وبالأشلاء
…. …. ….
من عبرات الأم الثكلى…من حرمانِ اليتمِ …وأوجاعِ الأخواتِ
ومن خوفِ الآباءِ على الأبناء
من وجع الجرحِ النازفِ في أعماق القلبِ..وفي الأحشاء
في العينينِ …وفي الشفتينِ
وفي كلِّ حنايا الروحِ بلا استثناء
من آهات المرضى خلفَ القضبانِ المثلوجةِ
في أقبيةِ الموتِ …وفي غرفِ الشبحِ … زنازينِ التعذيبِ
منَ المسلخِ تأتي الأنباء
…. ….. ….
من بسماتِ الفرحِ الغائبِ والأحلامِ العذبةِ فوقَ شفاهِ الأطفالِ
يمزقها الحقدُ المتأصلُ في القلبِ الموتورِ
وفي الأحشاء
…. …. …..
تنهمرُ دموعُ الوجدِ على الخدينِ … على الشفتينِ
وتصرخُ في وجهِ الدنيا :
يا شرفاءَ الأرضِ انتبهوا –
هذا زمنُ الخوفِ الغامضِ
هذا زمنُ الموتِ الغامضِ
هذا زمنُ الأيامِ السوداء
نهربُ من وجهِ الموتِ إلى مجزرةِ الحقدِ …إلى مذبحةِ التاريخِ
ونمضي ..صبحاً ,,ظهراً … عصراً …ومساءً
لنستلمَ جثامينَ الشهداء
ونصلي فوقَ وجوهِ الأطفال المغسولةِ بالدمِ
والإخوةُ في الدمِ يمتلكونَ جيوشاً جرارةْ
لا لحمايةِ قدسِ الأقداسِ …ولا لحمايةِ شرفِ الأقصى المذبوحِ
بل هي تنصبُ في الساحاتِ ..لقتلِ الأحرارِ الشرفاء
تمت