راديو موال – حسن عبد الجواد: في كل مرة تكرر الأسباب والمبررات والذرائع عند حدوث أزمة اسطوانات الغاز في السوق المحلي في محافظة بيت لحم، وبخاصة مع اقتراب الحديث عن المنخفضات الجوية، والجبهات الهوائية القطبية الباردة جدا، وتوقع سقوط الثلوج، وازدحام توجيهات وإرشادات البلديات ومراكز الدفاع المدني، ومديريات الصحة مع بدابة تأثر الأراضي الفلسطينية بهذه المنخفضات.
ورغم انخفاض أسعار الوقود في الأسواق الفلسطينية، ارتباطا بالتراجع المستمر لأسعار البترول في الأسواق العالمية، وإمكانية توفير اسطوانات غاز الطهي والتدفئة للمستهلك في السوق الفلسطينية، إلا إن أزمة توفرها، ما زال قائما، رغم النفي المتكرر من قبل المسؤولين؟!
وفي محافظة بيت لحم كما غيرها، حيث تساقط الثلوج على الأبواب، توقع مواطنون وأصحاب محطات بيع وتوزيع الغاز، وموزعون، ونقابيون، استفحال هذه الأزمة خلال الأسابيع القادمة، مشيرين إلى ان أزمة اسطوانات الغاز في السوق المحلية بدأت قبل ثلاثة أسابيع، ما أدى إلى عجز كبير في توفرها، وإلى زيادة الطلب عليها.
وقال نقيب وكلاء بيع وتوزيع الغاز في محافظة بيت لحم احمد السجدي، يوجد 55 موزع وبائع لاسطوانات الغاز في المحافظة، ومحطتان لتوزيع الغاز، وان كميات الغاز التي تصل إليها، لا تتعدى 35% من احتياجات السوق، والذي يحتاج الى 50 طن يوميا على مدى أسبوعين لسد العجز في الطلب على هذه السلعة.
ولفت إلى ان أزمة الغاز وصلت الى العديد من المؤسسات الخدماتية، مثل المستشفيات والمراكز الاجتماعية والأفران والفنادق والمطاعم وغير ذلك، لافتا إلى ان الأزمة قلصت أيام العمل لدى موزعي وبائعي اسطوانات الغاز إلى أربعة أيام في الأسبوع، ودفعت بأعداد كبيرة من المواطنين بالتوجه الى محطات الغاز على غير العادة، والانتظار ساعات طويلة دون جدوى، كما وتكدست اسطوانات الغاز الفارغة لدى وكلاء التوزيع.
وطالب سليم قصقص صاحب محطة قصقص لتوزيع وبيع الغاز، ان أضرارا جسيمة لحقت به جراء عدم توفر الكميات المطلوبة من الغاز، وخصوصا فيما يتعلق بالالتزامات المالية للبنوك، والشركات التي يلتزم معها بعقود توريد الغاز، مشيرا ان محطته تحتاج الى 50 طن يوميا لتغطية احتياجات المواطنين، ومع ازدياد الطلب خصوصا في الشتاء القارص، تزداد وتتسع الأزمة دون حلول ناجعة.
وطالب قصقص بالسماح لمحطات الغاز بفتح مخازن في المناطق غير المأهولة لتخزين الغاز، الأمر الذي يساهم في تخفيف حدة الأزمة.
وتساءل ابراهيم بداونة وهو موزع لغاز الطهي، حول الأسباب الحقيقية لاستمرار أزمة الغاز كل هذه الفترة، في جميع محافظات الوطن، ولماذا يترك المواطن في هذا البرد القارص، ونحن على عتبة تساقط الثلوج تحت وطأة سياسات لا ترحم. وأشار ان عدد أيام العمل في هذه الأزمة لا يتجاوز 3 الى 4 أيام أسبوعيا.
وقال الحاج محمد ابراهيم موسى، والذي كان يستعين بحماره لحمل جرار الغاز، متوجها إلى محطة غاز قصقص لتعبئتها، أن أزمة الغاز لا تحدث الا في مثل هذه الأيام من كل سنة، وعن استغرابه من حدوثها في هذا الوقت قائلا: “الله اعلم” .
اللقاء التالي يوضح ذلك..