راديو موال : اسامة العيسة – عندما يفيق جميل البعبش، و”يصحصح”، سيحاول لملمة المشهد جيدًا، وقد يحقق نجاحًا نسبيًا، ولكنه لا شك سيتذكر، ويزهو بانه تميز، خلال تلك الثواني المحيرة، بسرعة بديهة مَكنته، مِن ضرب أحد “الزملاء” المستعربين، الذين تسللوا وسط رماة الحجارة، يوم الجمعة (6-11-2015)، في محيط قبة راحيل.
في ذلك اليوم الماطر، خاض نحو ستة من المستعربين، تدريبًا عمليًا، لنحو ساعة ونصف (وفقا للفتية المصدومين)، خلال المواجهات، في حين ان “الخبراء”، الذين تجادلوا، وما يزالون، حول ما حدث، يشككون، ويختصرون الزمن الى 8 دقائق (بالطبع يمكن ملاحظة الدقة في تحديد الوقت).
الأمطار الغزيرة التي انهمرت يوم الجمعة، لم تحل دون تجمع الفتية، كما اعتادوا لرشق جنود الاحتلال على خط التماس، مع قوات الاحتلال، في بيت لحم، المحاصرة بالجدران، والحواجز. والتي ستكون احدى “المتهمين” بتسهيل تسلل المستعربين. سيقول الفتية، لاحقا، بان “زملائهم”، أبلوا جيدًا في رشق الحجارة، وتحضير زجاجات المولوتوف، ورشقها على جنود الاحتلال.
أحد الفتية روى، كيف ان “الزملاء المستعربين” فعلوا مثلما يفعل الفتية، تعاونوا في مد بعضهم بالحجارة، وتقدموا وتراجعوا، وهربوا، واستخدموا البصل، للتغلب على الغاز المدمع السام، وشاركوا في تحضير الزجاجات الحارقة، في الأزقة الخلفية، في مخيم العزة، وشارع القدس-الخليل، ومناقشة ما يجب ان يوضع فيها من بنزين، وغير ذلك من نشاطات يومية تحدث خلال المواجهات.
روى الفتى، ان المستعربين الملثمين، تحدثوا بالعربية الفلسطينية، خلال المواجهات، ويبدو انهم اجتازوا تدريبًا احترافيًا طويلا، جعلهم بمنأى عن الشك.
وفجأة، كما يقول الفتى، رفع عليه أحد “رفاقه” المستعربين، المسدس، طالبا منه التراجع، في حين، أطلق آخر النار على جميل خضر البعبيش، من مسافة صفر، فاصيب برقبته، ولكن ليس قبل ان يسدد جميل قبضته في وجهه، في الوقت الذي أمسك مستعرب قدمي هشام السقا، الذي كان يستعد لضرب حجر بمقلاعه، وأوقعه أرضا، ليسيطر عليه ثلاثة من المستعربين.
رفع احد المستعربين علامة النصر (v)، قبل الانقضاض على السقا، مع تقدم جنود الاحتلال، بلباسهم العسكري. يحدث أن تكون علامة النصر، علامة خيانة، وبمثابة اشارة للجنود بان المستعربين، سيعتقلون واحدا، وربما أكثر من الفتية.
يعيش السقا، بين مخيمي الدهيشة وقلنديا. الفتية يرجحون، بان اعتقاله، ربما يكون بسبب، ما تردد عن تمكنه من الافلات من المستعربين الذين هاجموا المنتفضين، قرب خط التماس مع جنود الاحتلال، في مدينة البيرة، في وقت سابق من شهر تشرين الأوّل (أكتوبر) الماضي. أرادوا تصفية حسابهم معه.
انهض يا جميل، ليس لمثلك، خُلقت الأسِرَّة..!