راديو موال : سيدي الرئيس أتحمل الإبعاد ولكن ماذا افعل لدموع شقيقتي الحبيبة ؟
حقيقةً أنني احتار من أين ابدأ وكيف أبدا ، قصة إبعاد ليس لها بداية ولا نهاية ، يعيشها المبعدون من كنيسة المهد منذ عشرة أعوام ، وها هو عيد الأضحى العاشر الذي يمر علينا ولم نعرف الفرحة الحقيقية منذ إبعادنا وحتى اليوم ، فبالأمس وتحديداً عندما نادى المؤذن لصلاة المغرب الله اكبر، وبينما كنت أهُم بتناول طعام الإفطار، وإذا بمكالمة جاءت على هاتفي النقال ، وعندما فتحت هاتفي وإذا بصوتِ شقيقتي أم محمد تهنئني بحلول عيد الأضحى ، ولكن تكاد تخرج منها الكلمات لأنها كانت ممزوجة بالدموع والبكاء ، حاولتْ أن تخفي عني دموعها وهي لا تعلم أن قلبي أحس بها وبدموعها قبل أن تدرك أذني بكاءها ، سألتها حينها لماذا تبكين فأنكرت بكاءها حتى لا تزيد من ألمي الذي يزداد يوما بعد يوم منذ اللحظة الأولى من الإبعاد .
سالت نفسي بعد أن أنهيت المكالمة مع شقيقتي ما افعل بهذه الدموع العزيزة علي ؟ أحسست بعدها بألم ومرارة الإبعاد ، وذكرتني باللحظة الصعبة التي مررت بها قبل شهرين ، عندما ودعت شقيقتي أم نزار التي التقيتها في مكة في رمضان الماضي ، بعد تسعة أعوام ونصف من الفراق وشاءت الأقدار أن يجمعني الله بها عندما خرجتُ لأداء العمرة ، كتبت عندما عدتٌ إلى غزة عن اللحظات الجميلة التي قضيتها مع شقيقتي في مكة ، والتي مرت كأنها يوم واحد وكيف كان الفراق صعبا لحظة عودتها
يمر علينا عيد الأضحى العاشر ونحن في الإبعاد ، نتظاهر بالفرحة لأن ديننا أمرنا بها لكن لا نشعر حقيقةَ بهذه الفرحة ، نتظاهر أننا نفرح أمام أهلنا في غزة الذين شاركونا الألم والمعاناة وكذلك شاركونا الأمل والفرحة ، وكذلك نتظاهر بالفرح أمام أطفالنا الذين يتساءلون في كل عيد أين الجد والجدة ؟ أين الأعمام والأخوال ؟ أين العائلة ولماذا يتردد المهنئون على جيراننا كل عيد ولا يطرق بابنا احد ؟ أسئلة مكونة من كلمات بسيطة يطرحها علينا أطفالنا ، ولكن وقع كلماتهم علينا يُمزق أفئدتنا ، ولربما نسوق لهم المبررات التي لا نقتنع نحن بها ، ولكن لنزرع فيهم الأمل بان اللقاء قادم بل العيد قادم وحتماً انه لقادم بإذن الله .
أوجه اليوم سؤالي إلى كافة القادة والمسئولين في عيد الأضحى العاشر الذي يمر علينا كمبعدين ، وتحديدا عندما تحضنون أبناءكم وأحبائكم في صبيحةِ العيد ، هل تتذكرون أن لكم إخوة لم يحضنوا آباءهم وأمهاتهم وأبناءهم وأحبائهم منذ عشرة أعوام وحتى اليوم ،وهم على أمل أن يأتي عيد جديد يجمعهم بأهلهم وذويهم وقد تحققت عودتهم .
وختاماً من حقي أن أتسال سيدي الرئيس أتحمل الإبعاد ولكن ماذا افعل لدموع شقيقتي الحبيبة ؟
المبعد فهمي كنعان