راديو موال: أختتمت أعمال مؤتمر “لاهوت المقاومة” الدولي، وبمشاركة أساتذة جامعيين وأكاديميين من ثلاثة عشر دولة، بالإضافة الى عدد كبير من المهتمين في مجال اللاهوت السياقي، والذي نظم من قبل مؤسسة Church world Mission ومقرها في جمهورية سنغافورة، وبالتعاون مع مجموعة ديار في بيت لحم.
وقد قدم المشاركون وعبر ثلاثة أيام عشرين ورقة علمية بحثت في واقع الجماعات المهمشة في دول مثل جامايكا، والفلبين، وجزر المحيط الهادي، بالإضافة إلى واقع الأمريكان من أصل أفريقي، وجميعها جماعات تتعرض للإستعمار واضطهاد والتمييز العنصري بالإضافة الى الاستغلال الاقتصادي والقمع العسكري.
وقد تعرف المشاركون في اليوم الأول على الواقع الفلسطيني، اذ قاموا بزيارة بير عونة وشاهدوا كيف تقلع أشجار الزيتون الأصيلة ليبنى مكانها الاأسوار الاسمنتية، كما واطلع المشاركون على معاناة العمال الفلسطينيين على جاجز 300، بالإضافة الى جولة على المستوطنات الأمريكية في غلاف القدس والتي تبلع الأرضي الفلسطينية في انتهاك واضح لمواثيق الشرع الدولية .
وقد وثق المشاركون كيف أن النظام الدولي السائد حالياً هو نظام قائم على القوة العسكرية الغاشمة، ويصاحبها قوة اقتصادية انتهازية، بالإضافة الى القوة الإعلامية والتي تصور المضطهدين كإرهابيين بينما تقم القوة الغاشمة ديمقراطية.
وقد ركز المشاركون ابحاثهم على دور اللاهوت في دعم المضطهدين واعطاءهم صوت، وادوات ليصبروا عن قضاياهم ولخلق حركات تضامن دولية تعلي صوت الحق.
وفي البيان الختامي عبر المشاركون عن سعادتهم لزيارة فلسطين في هذا الوقت بالذات للتعرف عن كثب والالام الفلسطينيين وامالهم، ولقد خرج المؤتمر بالتوصيات التالية: اصدار كتاب بمقررات المؤتمر، الحث على زيارة فلسطين والفلسطينيين، عقد مؤتمرات في أماكن مختلفة من العالم لتركيز على القضية الفلسطينية، استكمال الحوار حول قراءات جديدة للكتاب المقدس بعيون المضطهدين.
وقد عبر القس الدكتور متري الراهب رئيس مجموعة ديار عن سعادته بإقامة هذا المؤتمر في هذا الوقت بالذات، وأكد على أهمية عقد مثل هذه المؤتمرات في فلسطين للتشبيك مع الجامعات والأكاديميين الفلسطينيين وزملائهم في الدول المختلفة، وأضاف قائلاً: “الملفت للنظر أن المشاركين خرجوا بإنطباع أن الفلسطينيين شعب يحب الحياة، بالرغم من الموت التي يلاحقهم ليل نهار إلا أنهم شعب يعشقون الحرية والإبداع”.
وبدوره قال السيد رفعت عودة: “على مدار ثلاثة أيام استمعنا وتفاعلنا مع نخبة من المفكرين اللاهوتيين الذين اتوا الى فلسطين لنقاش مواضيع سياسية وحقوقية سياسية في محاولة لخلق جبهة لاهوتية دولية مقاومة للتفسيرات اللاهوتية الخاطئة للكتاب المقدس ومقاومة للظلم الواقع على الشعب الفلسطيني وداعمه لسلام عادل في فلسطين مبني على احترام حقوق الفلسطينيين في وطنهم.
أما السيد سودبتو سنغ والمنظم لهذا المؤتمر فقد تابع المؤتمر عبر نظام السكايب بعد أن منعت السلطات الاسرائيلية اعطاءه تأشيرة لزيارة فلسطين، فقد أعرب عن سروره بإقامة هذا المؤتمر رغم كل المعيقات وبالرغم من غيابه الشخصي في المؤتمر، وأكد على استعداد مؤسسته لدعم مثل هذه الحوارات في المستقبل