راديو موال – ريهام حسين حسن دوابشة لفظت أنفاسها الأخيرة فجر اليوم لتعلن انتهاء حياتها وانتهاء فصول مأساة عنونها التاريخ الحديث بمحرقة عائلة بأكملها تقطن بقرية دوما بمدينة نابلس بالضفة الغربية، رهام غادرت الدنيا دون ان تودع طفلها أحمد الذي ما زال يرقد في سرير المشفى يتلقى العلاج اللازم والشاهد الوحيد على جريمة بشعة ارتكبها عدد من المستوطنين.
اللافت في هذه القصة ان ريهام غادرت الدنيا في نفس اليوم الذي ولدت فيه ، لكن الطفل أحمد ما زالت عيونه ترقب الباب علها تكون هي أمه من تقبل عليه وتضمه الى صدرها وتقبل جبينه لتخفف عليه ما حل به، حتى ينسى آلام النيران التي اشتعلت في جسده.
رحلت ريهام لتلتحق بزوجها وفلذة كبدها ويبقى احمد الابن الاكبر للعائلة الصورة الاخيرة في البوم الموت، وسيبقى الشاهد الوحيد على فضيحة هذا الزمن بعدما التهمت نيران المستوطنين أباه وأمه وشقيقه الرضيع علي أمام صمت “معيب” من العالم أجمع.
أحمد سيبقى وحيداً يروي حكاية النيران والموت، التي تجسد كل معاني الألم والمعاناة ، وسط عجز العالم أجمع عن الانتصار لها، في حين أنه انتفض بتحركات “خجولة” اقتصرت على بيانات الشجب والاستنكار دون أي رادع قوي لمستوطنين احترفوا حرق الفلسطينيين وهم نيام بالنيران.
ويشيع اهالي قرية دوما بعد صلاة ظهر اليوم الاثنين جثمان الشهيدة ريهام دوابشة التي اعلن عن استشهادها الليلة الماضية متأثرة بالحروق البالغة التي اصيبت بها في محرقة دوما التي نفذها مستوطنون.
وقال زهدي دوابشة من مجلس قروي في دوما ان التحضيرات تجري الان لنقل جثمان الشهيدة من المستشفى الاسرائيلي في “تل هاشومير”، الى حاجز زعترة حيث ينتظر الجانب الفلسطيني هناك لاستلام جثمانها.
وأشار دوابشة إلى ان جثمانها سينقل الى جامعة النجاح للتشريح ومن ثم سيتم تشييعها بعد صلاة الظهر في قرية دوما، قبل أن تواري الثرى في مقبرة البلدة بجانب قبري طفلها علي وزوجها سعد اللذان استشهدا جراء المحرقة.
وأعلنت وزارة التربية والتعليم العالي وبتنسيق مع الاتحاد العام للمعلمين الفلسطينيين تعليق الدوام في مدارس مديريتي جنوب نابلس ونابلس لإتاحة المجال أمام المعلمين ومديري المدارس للمشاركة في مراسم تشييع زميلتهم، وتخصيص الحصة الأولى من برنامج يوم غد الثلاثاء للحديث عن الشهيدة والعائلة المنكوبة.