راديو موال – سلّمت جامعة القدس، رُفاة ثلاثة قديسين لكنيسة الروم الأرثوذكس، تعود للقرن الثامن الميلادي في مقر الكنيسة بمدينة رام الله، اكتشفتهم الجامعة في مقبرة أثرية خلال عمليات البحث والتنقيب في خربة الطيرة قضاء مدينة رام الله.
وجرى تسليم الرفاة في صلاة قداس وجنّاز أقامتها الكنيسة في رام الله، بحضور عدد من الرهبان ورجال الدين وضيوف مسيحيين ومسلمين، وبرفقة رئيس جامعة القدس أ.د عماد أبو كشك، والبروفيسور صلاح الهودلية مدير مشروع التنقيب في المعهد العالي للآثار، ورئيس بلدية رام الله موسى حديد ، ونائب محافظ رام الله والبيرة، حمدان البرغوثي .
وعبر رئيس جامعة القدس عن اعتزاز وفخر الجامعة الكبير بهذا الاكتشاف العظيم للجامعة والكنيسة ولكل الفلسطينيين.
وقال “سيساهم هذا الاكتشاف في ترسيخ وتثبيت الوجود الفلسطيني بهذه الأرض، وإعادة كتابة الرواية الصحيحة عن فلسطين التاريخية ، وهذا شرف عظيم لجامعة القدس أن تكون الأولى في إكتشاف هذه المقبرة و الموقع الأثري الهام، بالتعاون مع كنيسة الروم الأرثوذكس”.
وأكد أبو كشك “أن جامعة القدس تعمل بكل جهودها الى إعادة ترميم المكان ليعود كما كان في سابق عهده حتى يصبح مزاراً دينياً وثقافيا و سياحيا لكل الزائرين الى فلسطين، وتوعية الجمهور الفلسطيني بقيمة وأهمية التراث للهوية والكينونة الفلسطينية ، وتوظيف المواقع الاثرية في تنميية الاقتصاد المحلي .
بدوره قال الأرشمند ريتا غلاكسيون عواد من كنيسة الروم الأرثوذكس إن الاكتشاف حدث تاريخي لكل المسيحيين والمسلمين في فلسطين والعالم، لان هذا المعلم يحمل تراثاً وتاريخاً غاية في الأهمية.
وقال “كلنا سرور وبهجة أن الاكتشاف تم بجهود جامعة القدس والمعهد العالي للآثار فيها”، مؤكداً على أن المسيحيين والمسلمين وحدة واحدة في الحفاظ على الموروث التاريخي والثقافي والديني”.
وبارك البروفيسور صلاح الهودلية مدير المشروع في جامعة القدس، للشعب الفلسطيني هذا الإنجاز التاريخي، قائلاً ” وضعنا جميع إمكانيات جامعة القدس العلمية والبشرية والمالية، من أجل انجاح هذا المشروع ، وقد تتوج هذا النجاح باكتشاف رفاة الثلاثة رهبان أو الكهنة في ذلك الوقت.
وأكد على أهمية هذا الموقع ، والتي تكمن في التسلسل الحضاري، حيث تم الحصول على دلائل مختلفة تعود الى عصور مختلفة أقدمها اليوناني، ثم الروماني، ثم البيزنطي، ومن ثم الاسلامي المبكر في الفترة الاموية ، حيث شهد هذا المكان استقراراً بشريا من منتصف القرن الرابع قبل الميلاد وحتى منتصف القرن الثامن الميلادي ، حيث تم اكتشاف الدلائل التي تؤكد أن هذه الموقع اشتمل على مقبرة للرهبان الثلاثة، إلى أن تم الوصول لرفاتهم .
ويعتبر الموقع خربة الطيرة أو خربة غلما واحداً من أبرز وأهم المواقع الأثرية التاريخية الدينية في فلسطين، والذي تم اكتشافه من خلال المعهد العالي للآثار في جامعة القدس ، حيث ترتبط أهميته الدينية بالديانة المسيحية تحديداً بعد وجود دلائل تشير لزيارة السيد المسيح عليه السلام للموقع، والذي شيد فيه قصر وكنيسة من قبل القديسة ديانا تخليداً لهذه الزيارة المقدسة.