راديو موال – عقد الديوان الثقافي الساحوري يوم 22 أيار 2015 ندوة حول وسائل الاتصال الاجتماعي بمناسبة اليوم العالمي لمجتمع المعلومات الذي يصادف 17 أيار 2015. وقد تم الاحتفال بهذا اليوم في العالم تحت عنوان “تكنولوجيا المعلومات والاتصالات؛ قوة دافعة للابتكار، فيما ناقش الديوان المظاهر الاجتماعية والاقتصادية لوسائل الاتصال الاجتماعي تحت عنوان “الكتاب والايباد والأيفون”. ولقد تحدث في هذه الندوة كل من السيد فيليب داود النائب المساعد لرئيس جامعة بيت لحم في مجال التكنولوجيا والمعلومات، والأستاذ الدكتور قسطندي شوملي. وقد أشار كل من المحاضرين إلى أهمية وسائل الاتصال الاجتماعي في المجتمع المعاصر لما لها من دور في تحديد طريقة تفكيرنا، فقد غيرت العالم الذي نعرفه وجعلته أصغر. إلا أن الخلفية الفكرية والفلسفية المؤسسة لها في الغرب تختلف عنها في الشرق، فقد نشأت في الغرب لتعوض النقص الحال في التواصل الاجتماعي في المجتمعات الصناعية، في حين أن العالم الثالث يعاني أصلا من فائض في التواصل وجاءت شبكات التواصل لتخلق حالة فائض الفائض. وقد أشار كل من المحاضرين إلى أن نسبة استخدام الفيس بوك في فلسطين تعتبر من بين أعلى الدول على مستوى العالم. ويبلغ عدد مستخدمي الفيس بوك في فلسطين ما يزيد عن مليون ونصف مستخدم، 30% من مجموع السكان. (عدد السكان في منتصف العام 2014 = 4552000) ومعظمهم من الشباب الذين يشكلون 74% من المجتمع الفلسطيني.
وقد أشار كل من المحاضرين إلى أن النقص في الثقافية التقنية وطرق وأهداف استخدام وسائل الاتصال الاجتماعي أدى إلى ظهور العديد من المظاهر السلبية لها، فهي تمثل فضاء افتراضيا متخيلا غير متاح في العالم المادي، إذ توفر خيارات تعويضية افتراضية لما يواجه المستخدم من نقص حاصل في تلبية احتياجه ورغباته في الواقع الفعلي، كما أنها توفر التشويق والإثارة مقابل ما توفره فضاءات التواصل المادية. وهي أداة للتغيير ولكنها بحاجة إلى أناس يقفون خلفها، فهي قادرة على زيادة وعي الجمهور حيال قضية ما. إلا أنها في نفس الوقت لا تعكس الفضاء الاجتماعي الواقعي، وتزيد من اغتراب المستخدم وابتعاده عن الواقع. كما عززت مبدأ التلصلصية وأذكت مظاهر الغيرة والحسد، وشجعت العزلة والانغلاق وفككت البنى الاجتماعية القائمة. ويعيش المستخدم حالة تيه على شبكات التواصل الاجتماعي، لأن استخدامها الافتراضي استهلاكي وليس إنتاجي، وهي تدفع المستخدمين إلى ازدواج الشخصية : استخدام الأسماء المستعارة وصور غير حقيقية. إضافة إلى أن القراءة الإلكترونية متعبة وتأثير الضوء المنبعث من تلك الأجهزة مضر بالصحة.
ومن المظاهر السلبية الأخرى التي تم الإشارة إليها هي التحدث عن الآخرين بدون علمهم (الغيبة والنميمة)، وتصوير الآخرين ونشرصورهم بدون علمهم، وتبادل مقاطع فيديو وصور غير لائقة مع الآخرين، والتقليل من العلاقات داخل نطاق الأسرة، وإعطاء البيانات الشخصية للغير، وتكوين علاقات وهمية وصداقات خيالية مع الجنس الآخر، وتعزيز ثقافة الاستعراض وحب الظهور. فخلقت فجوة واغترابا بين الواقع الفعلي المعاش وطقوس المجتمعات التقنية. ولذلك هي تمثل قفزة في الهواء: انتقال من عصر الاستبداد السياسي إلى عصر الانكشاف على التقنية.
وقد أدارة الأخت ناديا الأطرش في نهاية الندوة نقاشا اشترك فيه عدد كبير من الحضور حول الوسائل التي يمكن من خلالها الحد من هذه المظاهر السلبية، وبصورة خاصة أهمية التوعية والتنشئة الاجتماعية المناسبة الخاصة بهذه الوسائل عن طريق الأسرة أولا والمدرسة ثانيا، والقوانين والتشريعات التي تضعها الدولة والخاصة بهذه الوسائل.