راديو موال – بدأت الدوائر الأوروبية تضع تونس في بؤرة الاهتمام ضمن جهود الحد من الهجرة غير الشرعية عبر المتوسط، مع تسليط الضوء على دور تونسيين وليبيين مقيمين في تونس في عمليات التهريب للبشر وغيره، خاصة بعد اعتقال السلطات الإيطالية للبحار التونسي في المركب الذي شهد كارثة مقتل العشرات قبالة سواحل ليبيا.
في الوقت نفسه، نفت السلطات التونسية أنباء حشد الأوروبيين لعشرين سفينة تنطلق من موانئ تونس لمراقبة الهجرة غير الشرعية من الشواطئ الليبية ـ خاصة الغربية منها الخاضعة لسيطرة الميليشيات وسلطتهم المتمردة على الشرعية في طرابلس.
وبالتزامن مع تقديم إيطاليا صيغة قرار لمجلس الأمن بهدف وضع إطار عملي يسمح للاتحاد الأوروبي بضرب مراكب مهربي المهاجرين بما في ذلك الساحل الليبي، كشفت تقارير عن وقوف مليشيات فجر ليبيا وراء موجات الهجرة غير الشرعية التي تتم من ليبيا باتجاه الساحل الأوروبي.
ويعتبر الاتحاد الأوروبي أن ضرب مراكب مهربي المهاجرين ضرورة ملحة لأمنه القومي، وإن إيطاليا لم تعد قادرة على تحمل أعباء الهجرة في المتوسط.
ومع ساحل طوله ألف و770 كلم، تعتبر ليبيا نقطة انطلاق المهاجرين غير الشرعيين الذي يحاولون عبور المتوسط للوصول إلى أوروبا.
وإذا ما انتزع الأوروبيون موافقة مبدئية من الأمم المتحدة لتنفيذ عمل عسكري ما فإن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الذين يجتمعون في بروكسل في 18 مايو الجاري سيضعون الأسس العملية لذلك.
تورط فجر ليبيا
وكشفت تقارير أن غالبية المهاجرين غير الشرعيين تبدأ رحلتهم من مطار معيتيقة بالعاصمة طرابلس، والذي تسيطر عليه ميليشيات فجر ليبيا، حيث وصلت أعداد كبيرة من السوريين والفلسطينيين إلى هذا المطار، ومن ثم تنقلهم عناصر تابعة لمليشيات فجر ليبيا إلى المدن المجاورة كزوارة وصرمان وصبراته ومصراته.
وتعتبر مدينة زوارة أهم مراكز انطلاق الهجرة غير الشرعية من ليبيا، وتعد مصدرا لثروة الكثيرين من سكانها الذين يعملون في هذا المجال.
وتضم زوارة، التي تقع على ساحل يمتد على مسافة 77 كلم، وتمثل بذلك إحدى نقطتي انطلاق رئيسيتين للمهربين إلى جانب منطقة القره بوللي شرق طرابلس.
ونقلت فرانس برس عن مسؤول بأمن السواحل في زوارة “ليس لدينا أي إمكانيات فعلية في ميناء زوارة البحري”، هناك زورق واحد ورثناه عن النظام السابق، غالبًا ما يتعطل يغطي وحده ساحل زوارة بكامله.
وهناك عشرات الآلاف من القوارب في زوارة الآن تعمل في التهريب، ليس فقط البشر المهاجرين بشكل غير قانوني ولكن أيضا تهريب الوقود وغيره.
وتضاعف عدد القوارب في زوارة في الفترة الأخيرة بعدما كانت مركزا للصيد على الساحل، لكن عمليات التهريب تدر أرباحا اكبر بكثير من الصيد.
يذكر أن نوري بوسهمين، رئيس المجلس الوطني المنتهية ولايته والممثل الآن للميليشيات المتمردة، من زوارة ولعائلته نفوذ كبير فيها.