راديو موال – بأجواء فنية وثقافية مليئة بالتميز والابداع وضمن فعاليات الاحتفالات بمرور عشرين عاماً على تأسيس مجموعة ديار، احتلفت كلية دار الكلمة الجامعية للفنون والثقافة في بيت لحم، وتحت رعاية معالي نائب رئيس الوزراء ووزير الثقافة والفنون الدكتور زياد ابو عمرو، وبحضور عدد من المؤسسات والشخصيات الهامة والمميزة ابرزها القس الدكتور متري الراهب رئيس مجموعة ديار وكلية دار الكلمة الجامعية، والمطران عطا الله حنا، وابن الفنان الدكتور يزيد شموط الذي هو رئيس الجالية الفلسطينية في مدينة هانوفر الألمانية، الى جانب العديد من القناصل الفخريين الفلسطينيين والشخصيات الفنية والاجتماعية والسياسية والدينية الدولية والفلسطينية الاعتبارية العامة رفيعة المستوى بتسليم جائزة الفنان الفلسطيني الراحل اسماعيل شموط للفن التشكيلي لأول مرة على أرض فلسطين.
وقد قدم الجائزة وقيمتها (5000 $) دولار أمريكي مقدمة من السيد رجل الأعمال الاماراتي محمد ابو عيسى صديق الفنان الراحل اسماعيل شموط، وذلك تكريماً وتخليداً لذكرى الفنان الفلسطيني الرحل الذي أبدع بريشته قصة الشعب الفلسطيني ومعاناته خلال وبعد النكبة. وفي بداية الحفل قامت عريفة الحفل الانسة أنجي سابا بالترحيب بالضيوف والحضور، ومن ثم وقف الجميع للنشيد الوطني الفلسطيني.
وافتتح الحفل القس الدكتور متري الراهب رئيس مجموعة ديار وكلية دار الكلمة الجامعية الذي رحب بالحضور تكريماً للفنان الفلسطيني الراحل اسماعيل شموط ومشيراً ان هذا الحفل يأتي ضمن فعاليات الاحتفالات بمرور عشرين عاماً على تأسيس مجموعة ديار وأكد خلال كلمته على رسالة مجموعة ديار على مدى العشرين سنة المنصرمة وما زالت وهي: “نحن نبني وطناً، نعلي دياراً، حجراً حجر وبشراً بشر وداراً تلو الدار”. وأضاف: “أجل نحن نبني وطناً… لا نبني قبيلة… ولا جماعة دينية… ولا حزباً سياسياً… بل نحن نبني وطناً… وطناً يتسع لكل أبناؤه… وطناً ترفرف فوق ربوعه أعلام الحرية… وطناً تسود فيه المواطنة والمساوة والحياه الكريمة… وطناً تشكل فيه الثقافة والفنون غذاء للنفس والقلب البشرية، أجل عشرون عاماً لمجموعة ديار شكلت قصة نجاح، قصة حبكتها عقول فلسطينية… ورسمتها أذرع عربية… قصة نجاح اختبرها اطفال منطقتنا من المهد وعاشتها الاجيال الى اللحد…عشرون عاماً بناء… انماء… رجاء… ”
وأضاف أيضاً: “اسست ديار أخيراً كلية دار الكلمة الجامعية للفنون والثقافة لتكون عنوان الفن الفلسطيني بكافة انواعه… وان تمنح درجات البكالوريوس في الفنون المعاصرة وانتاج الافلام، والموسيقى والمسرح، والدراسات السياحية السياحية وغيرها من المساقات التي اصبحت حاجة ملحة لمجتمعنا الفسطيني.
كما وخاطب القس الدكتور متري الراهب الحضور قائلاً: “لقد اردنا ان نطلق احتفالات ديار العشرين في هذا اليوم بالذات… ذكرى ميلاد أحد عمالقة الفن التشكيلي الفلسطيني… ذكرى ميلاد الراحل اسماعيل شموط… فالفنان الراحل والذي اختبرالنكبة وكان في ريعان شبابه… رفض الهزيمة… ورفض اليأس.. واستلّ ريشته ليخط بها رواية شعبه… بريشته اسس لمقاومة مبدعة ترفض التهجير والاحتلال وترسم ملامح فلسطين الابية”
وألقى كلمة وزارة الثقافة والفنون السيد وليد عبد السلام مدير عام الإدارة للفنون الذي ذكر خلالها: “أن هذه الجائزة تكتسب ميزة خاصة لأنها تزهو بحمل اسم أحد أهم المبدعين الفلسطينيين الذي كرًس حياته ووظف إبداعه لخدمة شعبه وقضيته، إسماعيل شموط شيخ الفنانين ورائد الحركة التشكيلية الفلسطينية ومؤسس إتحاد الفنانين التشكيليين والمؤسس لمدرسة فنية متفردة مفرداتها الأصالة والإبداع والتجديد والإلتزام”.
واستهل الباحث ومقتني الأعمال الأستاذ جورج ميشيل الأعمى حفل تسليم الجائزة وقدم نبذة عن حياة الفنان الراحل اسماعيل شموط وعن أعماله الفنية واهميتها وتأثيرها على مسيرة الفن الفلسطيني حيث ان الفنان من أهم الشخصيات الفنية في تاريخ الفن الفلسطيني.
بدورها، قدمت الفنانة فاتن فوزي نسطاس متواسي رئيسة دائرة الفنون المرئية في الكلية الجامعية نبذة عن المسابقة وموضوعها ومرحلة اختيار الأعمال الاولى والمعرض الذي اقيم لهذه الأعمال ومن ثم استعرضت اعمال احدى عشر فنان الذين وصلوا الى المرحلة النهائية وتحدثت أيضاً عن المعايير التي اتخذت من قبل لجنة التحكيم لاختيار العمل الفائز، كما ونوهت ان الاختيار كان صعب جدا اذ ان الاعمال الفنية التي قدمت للمسابقة تميزت بالابداع مما أدى الى تقسم الجائزة بالمناصفة على فائزين اثنين.
وقام القس الدكتور متري الراهب برفقة كل من الدكتور يزيد شموط وسط فرحة كبيرة عمت أوساط الحضور بتسليم الجائزة الى الفائزين هما: الفنان بينجي بويادجيان الذي رسم مشهد من الطبيعة الفلسطينية يعبّر عن الواقع الفلسطيني من خلال شجرة الزيتون العريقة الشامخة والصامدة بالرغم من اقتلاعها من الجذور، حيث تتناغم ألوان الطبيعة في لوحة “رقصة في ظهيرة يوم حار” وتنبيء بمستقبل مشرق وسماء زرقاء.
والفنان بشار خلف الذي عبر من خلال عمله الفني عن مشهد فلسطيني مربك يبحث في هوية المكان ويجمع بين كرسي القش التقليدي وكاميرا المراقبة، هذا الكرسي يذكرنا بكرسي الفنان اسماعيل شموط في لوحة “هنا جلس أبي” من العام 1957، ويعيدنا في الذكريات إلى الماضي التراثي بينما تذكرنا الكاميرا بحاضرنا وبالاحتلال الذي يراقب كافة نواحي الحياة الفلسطينية، سياسيا واجتماعيا وثقافيا.
ثم القى ابن الفنان الدكتور يزيد شموط كلمته تحدث خلالها عن حياة الفنان اسماعيا شموط وعن مشواره الفني، وذكر: “ان اسماعيل شموط كان انساناً وفناناً مميزاً، ولعل أهم ما يميزه شيئان أولا: أنه كان يسير على غير المعتاد ولا يخشى الجديد وثانيا: اصراره على اتقان العمل”.
واضاف: “اسماعيل شموط كان اباً حنوناً متواضعاً دمثاً لابنائه الثلاث واحفاده….اسماعيل شموط كان انساناً مميزاً فنان تشكيلي ذات موهبة عالمية فريد”.
وشكرا الدكتور يزيد شموط كل من ساهم بانجاح هذا العمل الجبار وبالتحديد كلية دار الكلمة الجامعية للفنون والثقافة لرعاية وتنظيم الحفل مشيراً: “ان الحفاظ على الثقافة والفن الفلسطيني هو عامل اساسي في الحفاظ على الهوية الفلسطينية”.
وتخلل الاحتفال فقرات فنية مميزة منها عرض فيلم عن مجموعة ديار، ومعزوفات موسيقية على البيانو وعلى الة السنطور قدمها الفنان انطونيو إيهاب السقا من بيت جالا، كما وعرض فيلم عن حياة الفنان الراحل اسماعيل شموط بعنوان “يوم من حياة اسماعيل شموط”.
وفي ختام الاحتفال تم افتتاح معرض فني بعنوان “الهوية والمكان” عرض فيه احدى عشر عملاً لإحدى عشر فنان وفنانة المتأهلين للمرحلة النهائية وهم: بشار خلف، بنجي بويادجيان، فادي بتريس، لارا هودالي، مارك إعميا، محمد مصطفى، وائل أبو يابس، سامية مصري، مجاهد خلاف، دينا دعبوب، ولاء جبران، حيث تميز كل منهم باسلوب فني وفكر خاص وموهبة متألقة.
وتعتبر كلية دار الكلمة الجامعية للفنون والثقافة هي أول مؤسسة تعليم عالي فلسطينية تركز تخصصاتها على الفنون الأدائية والمرئية والتراث الفلسطيني والتصميم كما وتمنح درجة البكالوريوس في الفنون المعاصرة وانتاج الأفلام وتعمل على تطوير مهارات ومواهب طلابها لتخرجهم سفراء لوطنهم وثقافتهم وحضارتهم، حيث أن خريجيها وطلبتها يشاركون باستمرار في المعارض والنشاطات والمهرجانات والمسابقات الفنية والثقافية المحلية والدولية.