مفتي بيت لحم: داعش لا تمثل الاسلام

راديو موال – اكد مفتي محافظ بيت لحم الشيخ عبد المجيد عطا ان الاعمال التي تنفذها داعش من قتل وحرق ليس لها علاقة بالاسلام.

وفيما يلي الاسباب كما يراها الشيخ عطا:

من المستفيد من نتائج مجازر داعش ،تقاس الأعمال أحياناً بنتائجها، من الطرق التي يتم بها تقييم الأحداث الغامضة هو النظر إلى مآل الحدث، يخدم من ومن يستفيد منه؟

وبعد الاطلاع على الآيات والأحاديث التي تأمر بالإحسان إلى الأسرى، وعدم الاعتداء على المدنيين بغير ذنب، نرى أن علامات استفهام كثيرة تبرز من المجازر التي يقوم بها تنظيم داعش بحق المسلمين وغير المسلمين، مما ينم عن أسرار مكنونة وراء هذه الأعمال المفزعة التي يقوم بها باسم الإسلام، والتي لم يصدر مثلها عن الرسول صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام؛ إنما تأتي للتغطية على الجرائم البشعة التي يقوم بها الأحلاف في سوريا والعراق واليمن وليبيا ومصر، ضد المدنيين من المسلمين وغير المسلمين، والقصف الهمجي الذي يدمر الأخضر واليابس، في هذه الدول التي كانت آمنة مطمئنة، فتحولت إلى مدن مدمرة وشعوب مهجرة، وضحايا بمئات الآلاف، ثم يأتي دور الجرائم التي تحدث ضد المسلمين في الغرب والشرق، والتي راح ضحيتها أخيرا ثلاثة من طلبة العلم المسلمين في أمريكا، إضافة إلى جرائم الحرق والتقتيل في ميانمار وأواسط إفريقيا. والتدمير الكامل والقتل والتهجير في رفح وسيناء.
لذلك نشم رائحة كريهة من أفعال داعش، نرى من نتائجها التغطية على تلك الجرائم التي تحدث في العالم الإسلامي وغيره، وتجييش الشرق والغرب ضد الإسلام، فما كادت الحادثة الأليمة للطلبة المسلمين تغطي على بشاعة حرق الطيار الكساسبة، حتى جاءت جريمة قتل الأقباط المصريين البشعة لتغطي على ذلك الحدث الرهيب الذي استهدف به الطلبة الآمنون في أمريكا.
وإن تلك الأعمال المنكرة التي تقوم بها داعش، لتشوه سمعة الإسلام العظيم، وصورته المشرقة.
في الوقت الذي يتخوف الغرب وغيرهم من المد الإسلامي العالمي، وما يسمى : الإسلاموفوبيا، فإن مثل تلك الأفعال الداعشية البشعة تساعدهم في إظهار الإسلام بأبشع صورة، وتبرر لكل ماكر أن يدفع تلك الدول لكي تضع عوائق في طريق المد الإسلامي، وتحد من حريات المسلمين في العالم.
لذلك فإنني أظن أن ما يسمى ( تنظيم داعش ) أو ( الدولة الإسلامية ) ما هو إلا شبيه بغرف العصافير التي تشتهر بها المخابرات الإسرائيلية في السجون، فقد أنشأت تلك الغرف لخداع الأسرى، وابتزازهم، وتسهيل اعترافهم عندما يعجز المحقق الإسرائيلي، فإنه يقوم بوضع الأسير في قسم يهيأ له أنهم أسرى فلسطينيون متدينون، يقومون بجميع الأفعال التي يقوم بها المتدين المسلم، باحتراف بالغ، وما هم في الحقيقة إلا مجموعة من العملاء لإسرائيل، يتقنون التمثيل بأدوار مميزة خادعة، يسقط الأسير المسكين في حبائلهم دون أن يعلم.
كما أن فكرة تنظيم داعش، تذكرني بشركة بلاك ووتر، التي اعتمدها الجيش الأمريكي لقتل العراقيين وامتهان كرامتهم، حيث قامت الحكومة الأمريكية بالإفراج عن السجناء الأمريكان المجرمين، ممن احترفوا الجريمة، وعملت لهم غسيل دماغ ممنهج، وأعطتهم المغريات الكثيرة، وزجت بهم في شركات الموت التي أطلقتها لتعيث في العراق قتلاً ودماراً، وليس بعيداً أن تكون فكرة (داعش من نفس المنتج )
كما تذكرني تلك الفكرة الخبيثة، بالتنظيمات الوهمية التي تقوم بها المخابرات الإسرائيلية، حيث تستغل حماس وجهل بعض الشباب والفتيات العرب، واندفاعهم نحو حب الجهاد في سبيل الله، وتنظمهم دون أن يعلموا، وتمولهم، وتسلحهم، ليكونوا في النهاية فريسة إما في السجون أو القبور.

وليس بعيدا عن النظم المجرمة أن تتآمر على شعوبها، فقد تورط وزير الداخلية المصري الأسبق حبيب العدلي في مذبحة كنائس الإسكندرية ويذكر أن حادث كنيسة القديسين قد بدأ مع دقات الساعة الأولى لعام 2011 فى ليلة رأس السنة، حيث حدث انفجار أمام كنيسة القديسين مار مرقس وبطرس الرسولين بالإسكندرية زلزل أركان الكنيسة، وحاول تلفيق التهمة بالسلفية الجهادية من أجل شبك المصريين وإذكاء نار الفتنة الطائفية، ثم تبين أن الفعل الإجرامي مدبر منه شخصياً لإذكاء نار الفتنة بين المسلمين والأقباط.

حتى أن نتنياهو جعل دعايته الانتخابية فزاعة داعش، لذلك أرى أن أفلام الكساسبة والأقباط وغيرها من الأفلام الداعشية المحروقة تهدف إلى :
1- توريط الشعوب العربية في الفتنة السورية العراقية الحالية، كما حدث في فتنة الطيار الأردني معاذ الكساسبة، حيث تم استغلالها بأبشع طريقة لزج الأردن في بوتقة الصراع، بعد أن كان الرأي العام الأردني منقسم على نفسه في مشاركة الجيش الأردني في الحرب على العراق وسوريا، فتوحد بعد نشر فيديو إحراق الكساسبة وأصبح عنوان عمليات الجيش الأردني: الانتقام من داعش، والثأر لللكساسبة، وبدأ الطيارون ومساعديهم والعاملين في مخازن صواريخ الطائرات يكتبون على صواريخهم: الانتقام والثأر.
وهذا هو السيسي يزج بالجيش المصري في أتون المعركة في ليبيا بعد فيديو مصرع الأقباط، بحجة الانتقام من داعش، كأن العملية مدبرة، والسيسي والجيش المصري بحاجة إلى تبرير لخوض معركته في ليبيا.
2- دول التحالف قررت الانتقام من الشعوب العربية بعد ثورات الربيع العربي، وبدأت بإذلال هذه الشعوب بحرب مدمرة، وحتى لا ينفلت العقال وتتضرر إسرائيل ومنابع النفط والثروات، فإن دول التحالف شكلت جيشا سمته : ( الأسد المتأهب ) وبدأت عملياتها في سوريا والعراق بحجة تحجيم تنظيم الدولة الإسلامية، واتخذت من عمليات داعش ذريعة لهذا التدخل العسكري الرهيب.
3- كانت فرنسا من الدول المترددة في دخول هذه الحرب الإجرامية على المنطقة العربية، فجاءت حادثة صحيفة تشارلي لتعطي الرئيس الفرنسي الذريعة لإعلان الحرب تنظيم على الدولة الإسلامية ( داعش ) وحرك حاملة الطائرات ( ديغول ) مع بارجة حربية وغواصة نووية باتجاه المنطقة العربية ليشارك بفاعلية في ضرب الشعوب العربية بحجة محاربة داعش.
4- وجاء دور الحوثيون ليكملوا المشهد، وليعطوا الذريعة لهذا التحالف المجرم لكي يحتل اليمن، والحبل على الجرار
(مبروك) لفكرة الدولة الإسلامية وأفعال داعش والحوثيين وجماعة حزب الله تحريك العالم في استكمال الحرب العالمية على الإسلام والمنطقة العربية

ألا فلننتبه قبل أن نحكم، وحتى لا ننخدع، بمن يحمل اسم الإسلام، وفعله فعل الشياطين.
إن العالم في شوق لقيام دولة إسلامية سمحة عادلة، تتسع لكل أجناس وأديان البشر، كما اتسعت الدولة الإسلامية الأولى في عهد النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين، حيث جمعت دولة الإسلام أتباع الديانات السماوية، وغير السماوية، تحت مظلة الحكم الإسلامي العادل، وعاش في كنفها الناس على اختلاف مللهم، وتحولت شعوب بالملايين إلى دين الإسلام، لما لمسوا الأخلاق الكريمة، والسلوك الحسن، الذي ربى أجيالاً من الأجناد الربانية ، على قوله سبحانه وتعالى ” إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ “. [ سورة النحل الآية : 90 ]
وقوله : ” وإنك لعلى خلق عظيم ”
ولما يسمي تنظيم نفسه: ( الدولة الإسلامية ) ويقوم بهذه الجرائم البشعة، فإنه يدفع الناس إلى كره أي داع يدعو إلى إقامة دولة إسلامية حقيقية عتيدة، مما يؤدي إلى إجهاض فكرة : الدولة الإسلامية الحقيقية.
ولذلك فإنني أرى أن اختيار أجهزة المكر الاستخباري الدولي لهذا الاسم، لإطلاقه على تلك المجموعات المتوحشة، لهو ضربة في الصميم، لفكرة الدولة الإسلامية الحقيقية.
وقد أخبرنا الله عن المكر والدهاء الذي يتم به محاربة الإسلام بقوله تعال: ” وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال “.

ولكن؛ ثقتنا بالله تعالى عظيمة، لأن هذا الدين دينه سبحانه، فهو الذي قال: ” ويمكرون ويمكر الله، والله خير الماكرين “.
ثم إن ثقتنا بأمتنا عالية، لأن فيها من المفكرين والعقلاء ممن لا ينخدع بمثل هذه الألاعيب .