راديو موال -خاص- ضرار الساحوري- شهدت الايام الاخيرة انتشار فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي لشاب من مدينة ام الفحم في مدينة القدس يشرح فيه عن كنيسة القيامة بصورة سيئة .
من هو هذا الشاب ؟
أيمن محاميد هو الشاب الذي قام بنشر مقطع فيديو تم تصويره داخل كنيسة القيامة في القدس والذي اسآء فيه للمسيحيين ,ايمن هو من مدينة ام الفحم و حاصل على شهادة الماجستير في الشريعة الإسلامية من جامعة اليرموك في الأردن، يعمل حاليا مدرساً في أحدى مدارس النقب وله نشاط دعوي واجتماعي واسع.
ماذا كان رد رجال الدين الاسلامي والمسيحي بخصوص هذا الموضوع :
وفي تصريح خاص لراديو موال رد مفتي مدينة بيت لحم الشيخ عبد المجيد العمارنة على ايمن محاميد بخصوص الفيديو الذي نشره على مواقع التواصل الاجتماعي :
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الله تعالى : ” ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ”
ما يقوم به بعض الدعاة في هذه الأيام، من قراءة الكتب، ونشر ما فيها من أفكار دون شرح وتحليل، أو أدنى تفكير يناسب روح الدين، ومقاصد الشريعة، ينتج مشاكل تشوه صورة الأديان، وتفتعل الخلافات بين أتباعها.
وما ورد عن المدعو أيمن محاميد أمر مستنكر لا يتفق مع ما سطره الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه من وثيقة التآخي والتعايش الرائع بين أتباع الديانتين الإسلامية والمسيحية.
وقد شهد التاريخ القديم والمعاصر على هذه العلاقة الجميلة الرائعة من احترام المقدسات لدى الطرفين، ومنع الاعتداء عليها باللفظ أو أي نوع من أنواع الإيذاء، حتى أن إظهار العبادة لدين في موقع دين آخر غير جائز إلا بإذنهم ، وقد باشر عمر بن الخطاب ذلك بنفسه لما رفض الصلاة في كنيسة القيامة، احتراما لزوارها من المسيحيين، وصلى خارجها، في المكان الذي أقيم فيه مسجد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، تكريما لهذا الخليفة العادل، وتخليداً لفعلته السمحة، وهذا ما سطره أيضاً في العهدة العمرية بقوله : ( هذا ما أعطى عبد الله عمر أمير المؤمنين أهل إيلياء من الأمان : أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم ، وكنائسهم وصلبانهم ، سقيمها وبريئها وسائر ملتها ، إنه لا تسكن كنائسهم ولا تهدم ولا ينتقص منها ولا من حيزها ولا من صليبهم ولا شيء من أموالهم ، ولا يكرهون على دينهم ولا يضار احد منهم ولا يسكن بإيلياء معهم أحد من اليهود ).
بينما كانت الإمبراطورية الرومانية في عهد الوثنية تدنس المقدسات، فقد أطلقوا على المكان الذي أعدوا فيه الصليب لممارسة فعلتهم الشنيعة بحق المسيح عليه السلام، أطلقوا عليه اسم: القمامة، وملأوا مكان المسجد الأقصى المبارك بالقمامة.
فلما جاءت القديسة هيلانة نظفت ذلك المكان، وبنت عليه كنيسة القيامة، ولما جاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه: نظف المكان، وكان ينقل القمامة بثوبه، وبنى مكانها المسجد الأقصى المبارك (كما ذكر في كتب التاريخ ) .
لذلك فإن على الدعاة والمبشرين من المسلمين والمسيحيين أن ينتبهوا لما هو مكتوب في كتب التاريخ ولا ينقلوه للعامة على علاته دون تمحيص، بل يهذبوه بما يتناسب مع سماحة الأديان، وروحها الداعي إلى التآلف والتعايش والوحدة.
كما وكان لنا لقاء حصري مع الاب عيسى مصلح المتحدث الرسمي باسم البطريركية الارثوذكسية بالقدس عبر فيه عن رد الكنيسة الارثوذكسية بشكل خاص والمسيحيين بشكل عام :
“بداية نستهجن ما حدث داخل كنيسة القيامة ونستنكره جملة وتفصيلا , اولا يجب على هذا الانسان عندما يتحدث بهذه الطريقة ان ياخذ الاذن من المسؤولين عن كنيسة القيامة لكي يسمح له بالدخول الى هذا المكان المقدس والعظيم لتصوير الاحداث الدينية والخلاصية للبشرية عامة من قلب كنيسة القيامة , وهو يتحدث بطريقة بحيث انه يريد زرع الفتن بين العالمين الاسلامي والمسيحي وان يفتن الشعب المقدس خاصة في القدس الشريق قدس الانداف وفلسطين عامة ونقول له نحن اصحاب العهدة العمرية التي تمت في سماء القدس قدس الاقداس بين الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه والبطريرك صفرونيوس وعليه ان يقرئها جيداً وهي التي توصي بالاخاء والمحبة والتسامح وتظهر النموذج الانساني وقبول الاخر والذي نعتز بهذا النوذج ونقول له ولغيره اننا لن نسمح ان يغرقنا نحن المسلمين والمسيحيين في هذه الفتن واننا معاً وسوياً حتى تحقيق امالنا واهدافنا التي نصبو اليها من اجل تقام دولتنا وعاصمتها القدس الشريف شاء من شاء وابا من ابا نحن نؤكد على شجبنا واستنكارنا هذه الاعمال والتي شجبناها في الماضي عندما سمعنا ورأينا ماذا حدث في فرنسا قبل فترة قصيرة , ونحن نؤكد على استنكارنا وشجبنا لما يقوله البعض عن الرموز الدينية بغض النظر عن الديانات السماوية التي هي معروفة للجميع سواء كانت اسلامية او مسيحية او يهودية ونحن ضد كل من يحاول المساس بهذه الرموز وزرع الفتن في ظل هذه الظروف الصعبة التي نعيشها ايامنا هذه وخاصة ما يحدث للمسيحين في الشرق الاوسط والعمل من قبل الاحتلال لاستخراج المسيحيين منه , وفي النهاية اذا استخرج المسيحيين انتهت القضية الفلسطينية .
فنحن الهلال والصليب معاً وسوياً واثبتنا ذلك في القدس عندما تم الاعتداء على المسجد الاقصى فهب العالم المسيحي على راسهم بطريرك طائفة الروم الارثوذكسي ثيوفيلوس وبطاركة القدس ورؤوساء الكنائس ذهبنا لدعم مواقف اخواننا المسلمين والذي يحاول المستوطن الاسرائيلي تدمير هذا المكان المقدس ونحن لن نسمح لهم بهذا مهما كلفنا الامر .
وفي النهاية اشكركم جزيل الشكر لاهتمامكم بهذا الموضوع والذي هدفه تشتيت افكار زرع الفتن والتي انا على يقين بان اخواننا المسلمين بتفهمون هذا جيداً ما هو وراء مثل هذه التصرفات وان شاء الله سنتحدث معكم مستقبلاً مجتمعين مسلمين ومسيحيين تحت قيادة فلسطينية واحد برئاسة سيادة الرئيس محمود عباس .”
جدير بالذكر ان هذا الفيديو لاقى استياء كبير من قبل المسيحيين و المسلمين لما فيه من تشويه سيء للاماكن المقدسة في فلسطين.