بيت لحم- نظمت مؤسسة تحالف السلام الفلسطيني على مدار يومين- الجمعة والسبت- دورة تدريبية لعدد من مجموعات شبابية من القدس والخليل وبيت لحم، بعنوان: “تفعيل دور الشباب في المشاركة السياسية”.
وافتتح الدورة التي عقدت في فندق “الشبرد” ببيت لحم، منسق التحالف بشار فراشات بكلمة ترحيبية بالمشاركين والحضور، معرفاً بأهمية دور ومشاركة الشباب الفلسطيني في الحياة السياسية وتقلد مواقع صنع القرار.
وأكد على ضرورة تمكينهم من وضع السياسات والاستراتيجيات وتفعيل دورهم الرقابي على العمل الحكومي والتشريعي والمؤسساتي.
وفي اليوم الاول من الدورة، أوضحت الناشطة المجتمعية الاعلامية ميسون قواسمة أهمية تعزيز دور الشباب في صنع القرار وضرورة وجود مقومات اساسية لتفعيل دورهم بالمشاركة السياسية.
وأشارت قواسمة إلى أن تفعيل المشاركة السياسية لدى فئة الشباب تتطلب وجود قيادة متفهمه تنقل الشباب من مرتبة المشاركة إلى اتخاذ القرار، ووجود نظام سياسي قادر على نقل الشباب من الدور السلبي وتدعيم الاعلام لأنه الضمان لتشكيل رأي الشباب.
وقالت إن دور الشباب ينحصر فقط على الدور القاعدي ولم يصل إلى الدور القيادي، كما أن الانتخابات الفلسطينية سواء الرئاسية أو التشريعية لم تشهد وجود العناصر الشبابية بالشكل المطلوب.
من ناحيته، الناشط السياسي عزمي الأطرش، تحدث في فقرته للمشاركين عن المد الاوروبي الفلسطيني الحالي في البرلمانات الأوروبية، وتأثير ذلك على القضية الفلسطينية.
ولفت إلى أن عددا من برلمانات دول اوروبا صوتت مؤخراً لصالح الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وبالتالي أن يصدر عنها قراراً سياسياً بدعم الاعتراف بدولة فلسطين، ودعم التوجه إلى الأمم المتحدة، ودعم سياسة الرئيس محمود عباس وحكومة الوفاق الوطني، والمطالبة بوقف الإجراءات أحادية الجانب الإسرائيلية، ورفض استمرار العدوان، كل ذلك يجعل من هذا القرارات هامة بل وتاريخية بالمعنى السياسي.
وأكد الاطرش على أهمية أن يدرس الفلسطينيون هذه المواقف السياسية حتى يحسنوا من توظيفها واستغلالها لصالح دعم الحق الفلسطيني بدولة مستقلة.
وربط الاطرش قضية تفعيل دور الشباب في المشاركة السياسية، بالجهود الدبلوماسية والسياسية الدولية الحالية انطلاقا من مفهوم الشراكة وتمكين كافة الفئات في المجتمع من أخذ دورها في العمل الدبلوماسي الفلسطيني.
ومن جهتها، الناشطة المجتمعية في مدينة بيت لحم رولا شويكي، تحدثت عن العديد من المفاهيم المرتبطة بالمشاركة الشبابية في الحياة السياسية، موضحة أن مفهومي الانتماء والمواطنة يعتبران ضرورة ومطلب اساسي لتفعيل المشاركة السياسية.
وشددت على أهمية ثقة الشباب بأنفسهم ودورهم في بناء المجتمع، فهم العنصر الأساسي في عملية البناء وتحقيق الذات وهم جوهر الديمقراطية في المجتمع.
وأكدت شويكي على أهمية تعزيز روح المبادرة والعمل التطوعي في المجتمع وأهمية تعزيز سيادة القانون واستقلال القضاء، بالإضافة إلى تعزيز مفاهيم الديمقراطية وحقوق الإنسان والمساواة وتعزيز مفاهيم الحريات العامة بما لا يتعارض مع القانون.
أما سليمان أبو دية الناشط السياسي والمجتمعي فتحدث خلال الدورة بشكل مفصل وموسع عن دور الشباب في مواجهة التطرف اليميني الاسرائيلي، الذي تنتهجه حكومة ناتنياهو.
وخرج المشاركون في الدورة بعدد من التوصيات من بينها: المطالبة ببرامج عمل تستطيع جذب الشباب وتحاكي اهتماماتهم وتدافع عن حقوقهم ومصالحهم، والتركيز على تعزيز ثقافة الديمقراطية لدى الفئة الشابة، والوعي الثقافي والسياسي وتنمية روح المبادرة والعمل لدى الشباب، وبث مبادئ العدالة الاجتماعية واحترام الحريات.
ومن ضمن التوصيات أيضا العمل على تحسين البرامج الاجتماعية في الاحزاب السياسية وتطوير التشريعات المتعلقة بالعمل السياسي كخفض سن الترشح للانتخابات.