راديو موال – اختتمت نقابة الاخصائيين الاجتماعيين والنفسيين الفلسطينية مؤتمرها الدولي الاول الذي عقدته بمدينتي القدس وبيت لحم على مدار يومين متتاليين بعنوان “الخدمة الاجتماعية في فلسطين؛ المعيقات والتحديات حيث عقدت فعاليات اليوم الاول في مدينة القدس المحتلة بمدرسة الفريربمنطقة الباب الجديد فيما عقدت فعاليات اليوم الثاني في جامعة بيت لحم.
واقيم المؤتمر بالتنسيق الدولي مع الاتحاد البريطاني للاخصائيين الاجتماعيين وبتنسيق مع الاتحاد الدولي للاخصائيين الاجتماعيين، في محاولة لتسليط الضوء على واقع الخدمة الاجتماعية في فلسطين والوقوف على التحديات والازمات التي تواجه العاملين الاجتماعيين في ممارسة الخدمة في الظرف الكولنيالي والمعقد سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ونفسيا، وللتاكيد على اهمية هذه المهنة في فلسطين.
وبدأت فعاليات المؤتمر بالسلام الوطني الفلسطيني وبكلمة رئيس جامعة بيت لحم بيت لحم بيتر براي شكر فيها نقابة الاخصائيين الاجتماعيين والنفسيين الفلسطينيين ووفد الاتحاد البريطاني للاخصائيين الجتماعيين والاتحاد العربي للاخصائيين الاجتماعيين، اضافة للاساتذة وطلاب الجامعة والحضور الذي شارك بشكل فاعل في المؤتمر.
واشار براي الى العمل الدؤوب الذي تواصله الجامعة بفضل اساتذتها وطلابها للوصول الى واقع اجتماعي سليم خالي نوعا ما من المشاكل النفسية والاجتماعية التي يواجهها المجتمع الفلسطيني في ظل الظروف السياسية الصعبة وما تقوم به سلطات الاحتلال من فرض للقيود والتدمير والتهجير.
وفي كلمة رئيس الاتحاد البريطاني للاخصائين الاجتماعيين غاي شنن، أكد على ضرورة مساعدة الشعب الفلسطيني في مواجهة ومعالجة الصعوبات والمشاكل الاجتماعية التي يواجهونها في ظل الظروف السياسية و ضرورة تحسين مستوى التعليم في مجال الخدمة الاجتماعية بشكل خاص لما له دور ايجابي في مواجهة ومعالجة القضايا الاجتماعية.
واشار الى ضرورة التطلع الى مشاركة فلسطينية بريطانية فعالة في هذا المجال، خاصة بعد ما قامت به قوات الاحتلال الاسرائيلية في الحرب الاخيرة على قطاع غزة.
واشار شنن الى ان المؤتمر ساهم في تشكيل الشبكة الفلسطينية البريطانية للاخصائين الاجتماعيين وذلك لخلق تبادل بين الجهتين لكي يتعرف المختصين البريطانيين على التحديات التي يواجهها نظرائهم في فلسطين، وهم هنا للمساعدة ومعرفة الوضع في ظل الاحتلال وتحديد دوره في نشر العنف.
الامين العام للاتحاد الدولي للاخصائيين الاجتماعيين د. روري، تحدث عن معاناة الشعب الفلسطيني وما يواجهونه من ضغوطات وعلى كيفية مساعدة هؤلاء الناس، اضافة لعمل الاخصائين الاجتماعيين ومعيقاتهم، شاكرا جامعة بيت لحم تبنيها لهذه القضايا، حاثا طلاب التخصص على المثابرة في عملهم من اجل النهوض بمستقبل ناجح وكبير كما ودعامهم للأندماج والمشاركة في المجتمع من اجل مواجهة الظروف والتصدي لها.
ولفت روري ذاكرا الشهيد هاشم ابو ماريا عضو نقابة الاخصائين الاجتماعيين الذي استشهد برصاص الغدر الاسرائيلية دون ذنب، والذي ترك بصمة في مجال الخدمة الاجتماعية في فلسطين وحقوق الانسان.
وعبر روري عن سعادته بالمشاركة بالمؤتمر مشيرا الى المستوى العالي الذي كان به والمواضيع التي نوقشت في الخدمة الاجتماعية، مؤكدا على دعمه للمختصين الاجتماعيين في فلسطين.
وفي كلمة نقابة الاخصائين الاجتماعيين والنفسيين الفلسطينيين، أكد رياض عرار، على الدور الكبير الذي يبذله الاخصائيين الاجتماعيين والذين يعملون منذ 66 عاما في ظروف غير عادية خاصة في ظل الحروب والاحتلال، لافتا الى ما حصل في قتل غزة من قتل وتدمير مشيرا الى انه اكثر من 27% من الذين استشهدو في الحرب الاخيرة على القطاع هم من فئة الاطفال وان ما يزيد عن 200 امراة استشهدت خلال هذا العدوان الغاشم. مؤكدا على ان دور الاخصائيين الاجتماعيين لعب دور بارز مستخدمين كافة المفردات من اجل دراسة المشاكل التي وقعت على الشعب الفلسطيني في حروبه خاصة حرب غزة الاخيرة.
ووجه رسالة باسمه وباسم النقابة لافتا الى ان هناك قضية يجب ان يتم التعامل معها بالبعد الانساني، وان الشعب الفلسطيني له حقوق وانه شعب يستحق ان يكون له الخارطة السياسية الخاصة، كما وشكر الاتحاد البريطاني بالتصويت للاعتراف بالدولة الفلسطينية، مشيرا الى انه يجب الوقوف معا من اجل اقامة الدولة والعمل معا من اجل احقاق حق العودة لأكثر من 6 مليون لاجئ خارج فلسطين، ومن اجل اطلاق سراح الاطفال المعتقلين في سجون الاحتلال والنساء، وان حريتهم من الاولويات.
وقال ان الاخصائين الاجتماعيين يحملون دائما الامل في تقديم العون والمساعدة والاستشارة والدفاع عن الضمان الاجتماعي في كل اماكن تواجد الشعب الفلسطيني ليس فقط من احتياجاتهم بل من مبدا القيام على المنهج وان مفهوم الحق هو ما يجب العمل عليه.
وتضمن المؤتمر ايضا كلمة للاتحاد العربي للأخصائين الاجتماعيين القاها محمد الارضي عبر الفيديو كونفرس من دولة المغرب، أكد فيها ان المؤتمر ثمرة جهود بين الاتحاد الدولي البريطاني لتسليط الضوء على واقع الخدمة الاجتماعية في فلسطين والصعوبات والمعيقات التي تواجهه فئة الممارسين لهذا المجال في ظل الظروف السياسية وتأثيراتها على السكان، وان يخرجوا بتوصيات من اجل تطوير الممارسة الناجحة في فلسطين.
ودعا الارضي الاخصائيين الىلدعم الجهود لانجاح فكرة الاتحاد العربي وبذل المزيد على المستوى العربي لتطوير الخدمة الاجتماعية داعيا كافة نقابات الاجتماعيين والهيئات الى بذل مزيد من الجهود والوعي لمستقبل هذه المهنة.
من ناحيته قال منسق المؤتمر ونائب رئيس فرع النقابة بمحافظة بيت لحم رائد عميرة ان المؤتمر متميز كونه المؤتمر الاول الذي ياتي بمبادرة من النقابة لتسليط الضوء على معاناة الاخصائيين الاجتماعيين والمعيقات والتحديات التي يواجهها الاخصائيين الاجتماعيين في عملهم لاسباب مختلفة اهمها المعيقات والمشاكل بفعل الاحتلال الاسرائيلي وممارساته اليومية على الارض وانعكاساته على المجتمع والاسرة الفلسطينية وعلى طبيعة ودور واداء الاخصائيين الاجتماعيين الفلسطينين.
واضاف ان هناك العديد من الاخصائيين الاجتماعيين الاجانب يمثلون اتحادات بلادنهم كما ان هناك مشاركة رسمية من الاتحاد الدولي لنقابة الاخصائيين الاجتماعيين الذي سيساهم في نقل التجربة الفلسطينية في هذا المجال الى اتحادات للاخصائيين الاجتماعيين في 116 دولة في مختلف انحاء العالم بعد هذا المؤتمر .
واكد ان عدد الاخصائيين الاجتماعيين الذين شاركوا بالمؤتمر بلغ 500 اخصائي وباحث اجتماعي معظمهم من فلسطين الى جانب المشاركة الدولية.
بدوره قال حمادة ربيع رئيس فرع نقابة الاخصائيين الاجتماعيين ان هذا المؤتمر يكتسب اهمية خاصة كونه المؤتمر الاول الذي يعقد في مدينة القدس حيث انه يوجه رسالة مهمة في هذا الوقت بالذات تتمثل ان مدينة القدس مدينة عربية فلسطينية وان شعبنا الفلسطيني يواصل تمسكه بمدينته وعاصمته الابدية.
واشار ربيع الى الى ان هذا المؤتمر هو الاول من نوعه بفلسطين حيث انه يتناول شريحة مهمة في المجتمع الفلسطيني كونها تتناول بعملها الواقع الصعب الذي يعيشه كل انسان فلسطيني موضحا انه ياتي كثمرة نجاح وتنسيق وتشبيك دولي مع الاتحاد البريطاني للاخصائيين الاجتماعيين وبتنسيق مع الاتحاد الدولي للاخصائيين الاجتماعيين في محاولة لتسليط الضوء على واقع الخدمة الاجتماعية في فلسطين
عيسى الربضي رئيس نقابة الاخصائيين الاجتماعيين بمدينة القدس المحتلة قال ان هذا المؤتمر ياتي في ظل اوضاع معيشية صعبة بمدينة القدس المحتلة للتاكيد على ان مدينة القدس هي العاصمة الابدية لشعبنا الفلسطيني رغم هذه الهجمة الشرسة التي تشنها قوات الاحتلال الاسرائيلية وحكومة الاحتلال والمستوطنين.
وقال الربضي ان نقابة الاخصائيين الاجتماعيين والنفسيين بالقدس عملت بجهد لعقد المؤتمر في المدينة المقدسة موضحا ان فعاليات الافتتاح الرسمية للمؤتمر كانت في مدينة القدس بمشاركة مهنية متخصصة من قبل الاخصائيين الاجتماعيين المقدسيين بالاضافة الى الضيوف الاجانب المشاركين بالمؤتمر هذا الى جانب عدد من الشخصيات النمقدسية البارزة.
واشار الربضي الى ان فكرة المؤتمر انبثقت من خلال تطورات المشهد الفلسطيني المعقد ودور الاحتلال في تشويه وتعطيل السياق الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والثقافي بسبب ممارسات الاحتلال وانتهاكاته ذات الطابع الممنهج والمخطط، وفي نفس الوقت برزت الحاجة الملحة لتعريف الاخرين من ثقافات مختلفة بواقع العمل المهني الصعب، وما يفرزه من تحديات ومعيقات وقصص نجاح.
واوضح الربضي ان اهمية المؤتمر مهنيا تتركز في كونه يطرح قضايا الاخصائيين الاجتماعيين ومعاناة الناس من الاحتلال في ظل ظروف قاسية لتداولها ونقاشها وايجاد فرصة للبحث العلمي والمهني من قبل المتخصصين، والوقوف على الاشكاليات والتحديات التي تواجه الاخصائيين الاجتماعيين في ظروف محيطة مختلفة، ومن جانب اخر هي مرحلة جديده لانطلاق وتعزيز مفهوم العمل المهني في فلسطين رغم التحديات وصولا لقانون تنظيم المهنة
كما وتضمن المؤتمر جلسات لمجموعة من الاخصائين الاجتماعيين، حيث كانت الجلسة الاولى حول الخدمة الاجتماعية والعنف السياسي سيرتها منيرفا جرايسة قسيس، رئيسة دائرة العلوم الاجتماعية في جامعة بيت لحم وهي محاضرة في نفس الكلية وفاعلة في المجال النسوي في فلسطين.
وشملت الجلسة الاولى ورقة عن الاحتلال الاسرائيلي وأثره على مشكلة العنف في المجتمع الفلسطيني تحدث فيها البروفيسور محمد الحاج يحيى، استاذ في الجامعة العبرية.
اما الورقة الثانية فكانت عن الاثر النفسي لتجربة الاعتقال على العائلة الفلسطينية قادتها خولة الازرق، مديرة مركز الارشاد النفسي والاجتماعي للمرأة.
كما وشمل المؤتمر على جلسة ثانية سيرها رياض عرار نوقشت خلالها الفوضى في سرد المشقة واثر الحوجز الاسرائيلية على العاملين في حقل الصحة النفسية والعامل الاجتماعي: رؤية نقدية على ضوء تحديات المشهد الفلسطيني.
كما وتخلل المؤتمر مداخلات ومناقشات وتساؤلات حول الجلستين الاولى والثانية.
وخرج المؤتمر بتوصيات لفئتين العاملين في مجال الخدمة الاجتماعية وتداعيات المجتمع في حل مشاكلهم ومعوقاتهم، اضافة الى كيفية معالجتها لهم ولافراد المجتمع الذين يعانون من مشاكل سياسية خاصة الفئة التي وقعت تحت تأثير جرم الاحتلال بشكل خاص.