راديو موال – قال صائب عريقات، كبير المفاوضين الفلسطينيين: لا يمكن اليوم لأي واحد من القادة العرب أن ينافس البغدادي في وعوده للشباب العربي اليائس. فالبغدادي يعد بالغنائم والأموال، وفوق ذلك يعد بقصور في الجنة وبالحور العين.
وحذر عريقات من السماح بتكرار ما حدث في سوريا والعراق في مصر، ودعا الدول العربية إلى محاربة الفساد، والاستجابة لمتطلبات الشباب من تعليم وشغل وحياة كريمة.
جاء ذلك خلال مداخلة له في منتدى “ميدايز” لدول الجنوب، الذي يختتم أعماله اليوم في طنجة، حيث هيمنت على أعمال المنتدى، الذي استمر 3 أيام، مخاطر التهديدات الإرهابية في المنطقة المتوسطية، وبروز تنظيم «داعش»، حيث عبر الكثير من المتحدثين عن قلقهم من قدرة هذا التنظيم على استقطاب الشباب، مستغلا في ذلك فشل الكثير من الدول العربية في توفير متطلباتهم المادية، خصوصا التعليم والعمل والزواج
وخلص المشاركون في إلى أن حل إشكاليات الشرق الأوسط تمر عبر حل القضية الفلسطينية، باعتبارها نواة إشكاليات المنطقة، وشددوا على ضرورة التوافق بين دول المنطقة على مشروع بناء منطقة للسلم والازدهار، يكون محورها الرئيسي من السعودية وإيران ومصر وتركيا.
وأكد برنارد كوشنر، وزير الخارجية الفرنسي الأسبق، أنه لا حل في الشرق الأوسط من دون منح دولة للفلسطينيين، مشيرا إلى أن الحكومة الإسرائيلية لا تسهل هذا الأمر.
وقال كوشنر إن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ملتهبة وتهدد بالانفجار، مشيرا إلى أن العناصر الإيجابية الوحيدة في المنطقة والتي تبعث على الأمل هي ما يحدث في المغرب وتونس.
بدوره قال مهدي جمعة، رئيس الحكومة التونسية، إن مرحلة الانتقال إلى الديمقراطية بشكلها الكامل والصافي لم تكتمل بعد في تونس، مشيرا إلى أن التحديات والإصلاحات التي تنتظر البلاد خلال السنوات المقبلة تتطلب اعتماد الحوار والتوافق الوطني.
وأضاف جمعة أن الأمور في تونس لن تسير مع وجود معارضة قوية وغالبية في الحكومة، فما زالت أمامنا سنتان إلى 5 سنوات من الإصلاحات التي تتطلب توافقا وطنيا. لقد قطعنا مرحلة الانتقال السياسي، لكن لا يزال أمامنا تحدي إنجاز الانتقال الاقتصادي والاجتماعي. فكما خرجنا من المرحلة السابقة بالحوار والتوافق والصراحة، فإننا لن ننجح إلا بذلك في المراحل المقبلة.
وأشار جمعة إلى أن تصويت 92 في المائة من التونسيين على دستور يكرس علمانية الدولة وطابعها المدني، لا يعني أن ذلك قد تحقق فعلا على أرض الواقع، وأضاف موضحا أن «بلوغ هذا الهدف يتطلب بذل مجهود في مجال التربية وتغيير العقليات وتوفير الشروط الاقتصادية والاجتماعية».
وبخصوص الوضع الأمني في تونس، أكد جمعة أن حكومته التي اعتمدت الصراحة والشفافية نجحت في مصالحة الأجهزة الأمنية مع الشعب التونسي. وقال بهذا الخصوص إن التونسيين «لا ينظرون اليوم إلى الأجهزة الأمنية على أنها أداة قمع، بل أداة لحمايتهم. فبالصراحة والوضوح تمكنا من كسب المعركة الأمنية ضد الإرهاب في تونس، لكننا قلقون جدا مما يجري في دول الجوار، خصوصا ليبيا، ونحن نخاف أن نستيقظ على أفغانستان جديدة في المنطقة المتوسطية. لقد عانينا منها كثيرا وهي بعيدة، فكيف إن كانت على الأبواب؟