راديو موال – يصادف اليوم 15 تشرين الاول “اليوم العالمي للعصا البيضاء” العصا التي يسترشد بها الكفيف في تنقلاته، وترشد في المقابل المجتمع الى ان حاملها كفيف.
و”العصا البيضاء”، كما اسمها، لونها ابيض فوسفوري، لتضيء بالليل. اما حين تكون العصا بيضاء وحمراء، فانها تشير الى ان حاملها كفيف واصم. العصا، تلك الاداة التي يتلمس الكفيف بها طريقه، تعطيه استقلالية في الحركة، وتجعله يعتمد على نفسه في حياته اليومية وفي عمله.
برنامج حديث البلد للزميل عثمان صلاح فتح الموضوع مع رئيس اتحاد الاشخاص ذو الاعاقة في بيت لحم عوض عبيات الذي اكد انه في بلادنا لا يطبق فيه قانون السير ولا يحترم، فيما بناه التحتية لا تراعي حقوق الانسان المبصر، فكيف بحقوق اصحاب الحاجات الخاصة، قد يحتاج حامل “العصا البيضاء” في خروجه الى مساعدة.
اللقاء التالي يوضح ذلك…
ما لا يحتاجه الكفيف هو الشفقة، والمبالغة في اظهار العطف. فهو “شخص عادي” انما يستعيض عن نظره بحاستي اللمس والسمع. فعندما تصافح كفيفا اضغط على يده لان ذلك ينوب عن الابتسامة. وعندما تدخل مكانا فيه كفيفا او تغادره، تكلم معه ليعلم بوجودك وبمغادرتك. وفي الاماكن التي يتردد عليها الكفيف، اترك الابواب، اما مفتوحة بالكامل واما مقفلة بالكامل، فالباب نصف مفتوح يشكل خطرا عليه.
اما اذا رأيت حامل عصا بيضاء، الى جانب الطريق او الرصيف، فاسأله ان كان يحتاج الى مساعدتك لاجتياز الطريق مثلا، او ايقاف سيارة لنقله. ودعه يمسك ذراعك لان ذلك يمكنه من معرفة حركتك واتجاه سيرك، وتقدم قليلا عنه ولا تدعه يسير امامك. عند اعتراض الكفيف عقبة ما في الطريق نبهه الى طبيعتها وارشده الى كيفية تخطيها. وقبل ارتقاء سلم، لا يعلم بوجوده، اخبره عنه عند الاقتراب منه، وتمهل قبل المباشرة بالصعود. وعند الدخول الى السيارة ارشده الى اعلى هيكل الباب، واتجاه السيارة، واتركه يدخل بمفرده، وعند الترجل منها كن دائما في المقدمة. لا تحاول ان تجلس الكفيف بدفعه على المقعد، ارشده لوضع يده على ظهر المقعد ثم اتركه يجلس بمفرده.
تلك بعض المساعدة التي يمكن ان يقدمها افراد لافراد آخرين في المجتمع، للتعويض عن نقص فادح تعانيه مجتمعاتنا في اجراءات السلامة العامة للمواطنين عموما، واصحاب الحاجات الخاصة خصوصا، كمثل ارصفة مستوية، طرق خالية من الحفر، ومن العوائق كالاشجار المتدلية اغصانها، لوحات الاعلان، النوافذ المفتوحة في عرض الطريق وغيرها من المعوقات التي قد يقع في فخها اي انسان في مسيره، فكيف بغير مبصر، لاسيما وان عصاه البيضاء لا تعينه على الاستدلال على الحواجز ما فوق مستوى الصدر والرأس.