حاكت أحداث مسرحية “حرب” التي عرضت على خشبة مسرح الرواد التابع لجمعية الرواد للثقافة والمسرح في مخيم عايدة الواقع المرير للحياة في قطاع غزة، جراء انتهاكات الاحتلال الاسرائيلي لحقوق الإنسان اثناء الحرب الأخيرة على غزة.
وتشابكت أحداث مسرحية “حرب” فيما بينها، ناسجة عمل مسرحى يحاكى الواقع المرير الذى تعيشه الأسر الفلسطينية في غزة بتناقضاتها، فانتقلت بسلاسة من بين الاوراق والمعاجم إلى ترجمة حقيقية لمعنى كلمة حرب من خلال تجسيد أثرها في نفوس الأطفال الذين فقدوا ذويهم ومنازلهم خلال الحرب وللطلبة الذي حرموا من تحقيق أحلامهم وفرحتهم بنتائج الثانوية العامة.
ولامست مسرحية “حرب” الآلم الذي وسمه الإحتلال على قلوب الفلسطينيين في كل مكان في ظل خذلان العرب للقضية الفلسطينية وعدم مناصرتهم لها وأظهرت عدم إكتراثهم بالمجازر التي ارتكبها الإحتلال في غزة.
واستطاع مخرج وكاتب العمل المسرحي عيسى مصطفى أبو سرور، تعرية جملة الإنتهاكات التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني ، من خلال قدرته على تجسيد نموذج مصغر لواقع الأحداث في غزة حيث تناول العمل المسرحي انتهاكات الكرامة الإنسانية وبشاعة الحرب التي مسحت عائلات باكملها من السجلات المدنية وحولت غزة الى مقبرة أرقام .
من ناحيته أكد الدكتور عبد الفتاح أبو سرور مؤسس ومدير عام جمعية الرواد على المعاني والمضامين التي تحملها مسرحية “حرب” ومحاولتها كشف حقيقة الجرائم التي ارتكبها الإحتلال الذي يعمل على قتل روح فلسطين بأكملها من خلال حربه على قطاع غزة، وأن المجتمع الدولي والعربي تقاعس في صد الإنتهاكات وردع اسرائيل عن ارتكاب مجازرها بحق ابناء الشعب الفلسطيني.
الجدل بدا واضحا بين جمهور الحاضرين حول ماهية التشبيه بين حرمة الخمر التي تذهب العقول والتي اراد كاتب المسرحية سردها في ثنايا العمل المسرحي من خلالها المطالبة بإقرار حق مشروع يحرم الحرب التي تزهق ارواح الابرياء في كل مكان، لتحمل مسرحية “حرب” معنى جديدا لهذه الكلمة يضاف لها في كتب التاريخ ينبع من إيمان الشعب الفلسطيني بقضيته ورسالته لتجسد كرامة شعب وحق وجود.