راديو موال : أكد الرئيس محمود عباس أنه تلقى تهديدات تصل حد قطع المساعدات المالية عن السلطة الفلسطينية حال تنفيذ سعيه لطرح مشروع قرار على مجلس الأمن الدولي للمطالبة بجدول زمني لإقامة الدولة الفلسطينية.
وقال عباس خلال لقاء مع صحافيين في مقر الرئاسة بمدينة رام الله في الضفة الغربية: “سنذهب إلى مجلس الأمن لنحصل على دولة على حدود الرابع من حزيران العام 1967 ونضع مدة لإنهاء الاحتلال وتحديد الحدود بفترة قصيرة من الزمن، وإذا حصل ذلك سنذهب إلى مفاوضات على أساس ذلك”.
وأضاف: “هناك ضغوط تمارس علينا وأبرز هذه الضغوط هو أن تقطع عنا المساعدات، لكن يجب أن نصبر (..) يمكن أن تذهب الأمور إلى مرحلة كسر العظم وندفع ثمنا باهظا لذلك إلا أننا سنذهب إلى مجلس الأمن ولن نخسر شيئا”.
وأكد رفض هذه التهديدات مهما بلغت حدتها، معتبرا أن التوجه لمجلس الأمن “حق فلسطيني خالص”.
وذكر أن مشاورات فلسطينية انطلقت مع المجموعات الدولية لبحث صيغة مشروع القرار على أن تنتهي خلال أسبوعين أو ثلاثة.
ويريد عباس تقديم مشروع قرار بدعم عربي إلى مجلس الأمن للتصويت على وضع سقف زمني لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية على حدود العام 1967.
وقال مسؤولون فلسطينيون في وقت سابق إن الولايات المتحدة الأميركية أبلغتهم برفضها الخطوة الفلسطينية وتلويحها باستخدام حق النقض الفيتو في مجلس الأمن في حال طرح مشروع قرارهم.
وتعتبر واشنطن التوجه الفلسطيني لمؤسسات الأمم المتحدة خطوات أحادية الجانب وتطالب باستئناف المفاوضات الثنائية مع إسرائيل.
إلا أن عباس شدد على رفضه استئناف مفاوضات السلام بالطريقة السابقة، معتبرا أن تعثر صدور قرار من مجلس الأمن بشأن الدولة الفلسطينية “يعني أنه غير مؤمن بحل الدولتين”.
ولوح عباس بأن الفلسطينيين سينضمون إلى 533 مؤسسة ومنظمة دولية بما فيها محكمة الجنايات الدولية في حال رفض إصدار قرار من مجلس الأمن بشأن إقامة الدولة الفلسطينية.
وحول مخاطر الانضمام إلى محكمة الجنايات الدولية وإمكانية أن تقوم إسرائيل برفع دعوى على القادة الفلسطينيين، قال: “أول شخص سيتم استدعاؤه هو أنا لأنني رئيس الشعب الفلسطيني وأنا قلت للإسرائيليين سأذهب وأجلبكم إلى محكمة الجنايات الدولية حتى لو جلبت معكم”.
كما هدد عباس بإعادة النظر في العلاقات مع إسرائيل والاتفاقيات الثنائية معها “حيث هنا سندخل في معركة بلا شك لأنه بدأت التصريحات الأميركية والإسرائيلية التي تهدد بذلك”.
واتهم عباس إسرائيل بالعمل على فرض دولة بنظامين مختلفين “نظام لنا ونظام لهم يعطوننا حرية العبادة وحقوقا مدنية فقط وهذا لا نريده”، مشددا على أن المساعي الفلسطينية ستستمر حتى إقامة الدولة الفلسطينية على حدود العام 1967.
وتوقفت آخر مفاوضات للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل نهاية مارس الماضي بعد تسعة أشهر من المحادثات برعاية أميركية دون التوصل لاتفاق ينهي الصراع المستمر بين الجانبين منذ عدة عقود.