راديو موال : رأفت دراوشة: “صرخة طفولتي” هو فيلم يختصر صرخات أطفال فلسطين أجمع، شجاعتهم، تحديهم، اصرارهم، ثباتهم في ميادين المواجهة مع الاحتلال، كل هذه العوامل شجعتني على خوض غمار تجربة تصوير فيلم جديد يظهر شجاعة هؤلاء الأظفال الذين كبروا قبل أوانهم، وإيصال رسالة تحديهم للعالم أجمع، لكي يعرفوا حجم المعاناة والألم الذي يجترعه أطفال فلسطين جراء الاحتلال وممارساته العنصرية بحقهم”.
بهذه الكلمات لخص المخرج الشاب أحمد موقدي فكرة فيلمه الجديد، الذي تمكن من خلاله من الوصول إلى مهرجان الجزيرة الدولي للأفلام التسجيلية في دورته العاشرة والذي سيعقد في العاصمة القطرية الدوحة في الفترة ما بين (23—26) تشرين الأول، والذي سيحمل هذا العام عنوان ” خطوات”، وسيستضيف عدة فعاليات ثقافية مصاحبة، كالندوات، وورش العمل والفنون الفلكلورية ومعرض الكتاب.
وتعد مشاركة موقدي كمخرج هذا العام هي الثانية على التوالي بعد نجاح فيلمه الأول “أنا لست صورة” والذي شارك في المهرجان العام الماضي بالتعاون مع المخرج الشاب محمد ذوقان.
وعن فكرة الفيلم يضيف موقدي “الفيلم يروي قصة أطفال قرية النبي صالح وخروجهم بالمسيرات الشعبية الأسبوعية التي تجري في القرية لمواجهة قوات الاحتلال، والتصدي بشجاعة منقطعة النظير لهم، ويركز الفيلم أيضاً على الحالة النفسية التي يمر بها الأطفال جراء الإعتقالات المتكررة لهم ولأهاليهم، ومداهمات المنازل في ساعات متأخره من الليل الأمر الذي يتسبب في حالة نفسية صعبه للأطفال.
ويبين موقدي أنه يسعى ومن خلال فلمه إلى إيصال الرسالة التي يجب أن تصل لكافة الشرفاء والأحرار في هذا العالم، وهي “أن للطفل الفلسطيني الحق في العيش الكريم مثله كمثل باقي أقرانه في العالم الحر”.
وشارك موقدي منذ مطلع العام الماضي في ستة مهرجانات عالمية ومحلية، حيث كان بدايتها في مهرجان جامعة النجاح الوطنية بنسخته التاسعة وحصده للمرتبه الثالثة عن فيلم “أنا لست صورة”، ومشاركته وبنفس الفيلم في مهرجان الجزيرة التاسع للأفلام التسجيلية، وكان من بين أفضل ثلاثة أفلام عن فئة الفيلم القصير.
كما وحصد فيلم ” أنا لست صورة” على جائزة أفضل عمل فني وجائزة محمد رمضان في مهرجان خريبكة وسوسة في المملكة المغربية، كما وحصد المرتبة الأولى في مهرجان شاهد على الإبداع، إضافة لتكريمه بأن يكون عرض الافتتاح للمهرجان العاشر للفيلم الوثائقي في جامعة النجاح الوطنية.
وعن مشاركته في المحافل الدولية يقول موقدي ” إن المشاركه الدولية حلم لكل مخرج، يشعر من خلالها بأنه يقطف ثمار عمله بعد وضع كافة امكاناته في إخراج الفيلم، ومثل هذه المشاركة تزيد من نسبة الاحتكاك مع المخرجين العالميين وهو مهم للإطلاع على ثقافات المجتمعات العالمية، واكتساب الخبرات الإخراجية،
وعن الجوائز التي حصل عليها يضيف موقدي “كانت دفعه معنوية كبيرة للاستمرار في هذا المجال، وزيادة الرغبة في انتاج أفلام وثائقية ترقى للعالمية، أسعى من خلالها لرفع علم فلسطين في كافة المحافل الدولية، وتشريفها أفضل تمثيل”.
وتابع موقدي حديثه عن مدة اعداد الفيلم الذي استغرق انتاجه عدة أشهر، أما بخصوص التكلفة فيعتقد أنها ربما تكون الأقل على الإطلاق من بين الأفلام المشاركة في مهرجان الجزيرة الدولي للأفلام الوثائقية، وبالرغم من الامكانات البسيطة كانت النتيجة مميزة من خلال الوصول للمشاركة بفعاليات المهرجان هذا العام، وهناك امكانية لمشاركة الفيلم مطلع العام المقبل في مهرجان سيقام بالمملكة المغربية، ويأمل بأن يكون فيلمه جدير بحصد الجوائز العالمية.
“صرخة طفولتي”، و “أنا لست صورة”، و “هبة فون”، و “نفسي أكون”، و “دولة هاني” أسماء أفلام أخرجها الشاب الطموح أحمد موقدي خلال السنوات الاخيرة، بالإضافة إلى مشاركته في إخراج العديد من الأفلام الوثائقية، ولكن بداية العالمية كانت بعد النجاح الذي حققه فيلم “أنا لست صورة”.
ويستعد موقدي لإخراج فيلم مشترك مع المخرج فائق جراده بعنوان “مهلة الموت” والذي يتحدث عن العدوان الاخير على قطاع غزة، بالإضافة إلى الانتهاء من تصوير فيلم يتحدث عن الاسرى، وعن تكلفة كل هذه الأفلام يقول موقدي “إنها بتمويل ذاتي منه.
جدير بالذكر أن فيلم “صرخة طفولتي” من اخراج أحمد موقدي ، تصوير أحمد موقدي، وبلال التميمي، ومونتاج أحمد موقدي ، وترجمة رأفت دراوشة، وصوت أحمد شاور، ويروي خلال (14) دقيقة ما يتعرض له الأطفال في قرية النبي صالح، وتروي قصته الطفلة جنى التيمي والبالغه (8) سنوات، وتتحدث من خلاله عن ما تتعرض له من صعوبات في تحدي الاحتلال، وتجسد قصة أطفال قريتها من خلال الفيلم.