اختتمت كلية دار الكلمة الجامعية للفنون والثقافة في بيت لحم، مشروع “صحاري” حيث تبلورت فكرة المشروع حول تأهيل عدد من شباب المجتمعات البدوية في شرق محافظة القدس او ما تعرف بـ “برية القدس” ليكونوا أدلاء سياحيين في مناطقهم المهددة معظمها بالمصادرة من قبل الإحتلال الإسرائيلي.
حيث أتى هذا المشروع الذي هو الأول من نوعه في فلسطين ضمن مشاريع دائرة الارث الثقافي والدراسات السياحية في كلية دار الكلمة الجامعية وبدعم من الاونروا، وهدف الى تأهيل أدلاء سياحيين فلسطينيين في المناطق البدوية، اذ استمر المشروع لمدة ستة أشهر متتالية ضم العديد من المواضيع التاريخية، الثقافية، البيئية، الطبيعية، الإنسانية، الأثرية، كما وضم رحلات ميدانية تدريبية للمناطق الصحراوية.
ومن جهتها أكدت السيدة جودي البندك رئيس دائرة الإرث الثقافي والدراسات السياحية في كلية دار الكلمة الجامعية على اهمية هذه الدورة التدريبية في وقت ما زال فيه الاهتمام والتركيز ينصب على السياحة الدينية في فلسطين بينما من الضروري بذل جهد اكبر الان في تطوير السياحة التراثية، الثقافية والحضارية، واستغلالها لجذب عدد اكبر من الزائرين.
واشارت: “ان تمكين وتسليح هذه الفئة البدوية بالاخص بالمعرفة والمعلومات بتاريخهم، وتراثهم وثقافتهم يعمل على زيادة الحس القومي لديهم ويزيد من اصرارهم على التواجد في مناطقهم وحمايتها ومنع سيطرة الاحتلال الاسرائيلي عليها”.
وأضافت: “نأمل من وزارة السياحة والاثار والجهات المختصة الاخرى ان يدعموا هذه المناطق من خلال مشاريع تطويرية تهيىئها لجعلها مصادر استقطاب للسائح ليس فقط لرفع الستوى الاقتصادي لهذه المجتمعات البدوية بل ايضا لتقديم صورة صحيحة لتاريخهم، حضارتهم، تراثهم، عاداتهم وتقاليدهم”.
وبدوره نوه الأستاذ سامي بقلة مدير المشاريع في دائرة الارث الثقافي والدراسات السياحية في كلية دار الكلمة الجامعية: “أن مشروع صحاري هو فكرة رائدة من نوعها، إذ تم تصميمه كمبادرة لترويج السياحة البيئية ضمن المجتمعات البدوية في برية القدس، والتي من شأنها أن توفر مسارات بيئية خاصة في تلك المناطق وما يتضمنها من خلق فرص عمل وزيادة الوعي لأهمية تلك المناطق. وتهدف تلك المبادرة الى دعم دور الشباب وتمكين مهاراتهم التقليدية، إضافة الى تسليط الضوء على واحدة من اهم المناطق المؤهلة للسياحة لما لها من تراث طبيعي وثقافي مميز”.
ومن الجدير بالذكر أن كلية دار الكلمة الجامعية للفنون والثقافة تركز تخصصاتها على الفنون الأدائية والمرئية والإرث الثقافي والدراسات السياحية وتعمل على تطوير مهارات ومواهب طلابها لتخرجهم سفراء لوطنهم وثقافتهم وحضارتهم، حيث أن خريجيها وطلبتها يشاركون باستمرار في المعارض والنشاطات والمهرجانات الفنية والثقافية المحلية والدولية.