قال الرئيس محمود عباس إنه بات من المستحيل العودة لمفاوضات يفرض الاحتلال نتائجها المسبقة من خلال استمرار الاستيطان، ولا قيمة لمفاوضات لا ترتبط بجدول زمني يحقق هدفها، ولا معنى ولا فائدة ترتجى من مفاوضات لا يكون هدفها المتفق عليه إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وقيام دولة فلسطين، مؤكداً أن فلسطين تعد قرارا في مجلس الامن يجسد اساسا للحل السلمي، لاننا مؤمنين بالسلام.
وأضاف الرئيس في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أن في خطابه للعالم “هناك احتلال يجب أن ينتهي الآن، وهناك شعب يجب أن يتحرر على الفور، دقت ساعة استقلال دولة فلسطين” وسط تصفيق حاد لأكثر من دقيقين.
وأشار الرئيس إلى أن فلسطين والمجموعة العربية قامت خلال الأسبوعين الماضيين باتصالات مكثفة مع مختلف المجموعات الإقليمية في الأمم المتحدة من أجل الإعداد لتقديم مشروع قرار لاعتماده في مجلس الأمن الدولي حول النزاع الفلسطيني- الإسرائيلي وللدفع بجهود تحقيق السلام.
وبين أن هذا المسعى يطمح لتصويب ما أعترى الجهود السابقة لتحقيق السلام من ثغرات بتأكيده على هدف إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق حل الدولتين، دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية على كامل الأراضي التي احتلت في العام 1967 إلى جانب دولة اسرائيل، وحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين حلاً عادلاً ومتفقاً عليه على أساس القرار 194 كما ورد في المبادرة العربية للسلام مع وضع سقف زمني محدد لتنفيذ هذه الأهداف، وسيرتبط ذلك باستئناف فوري للمفاوضات بين فلسطين وإسرائيل لترسيم الحدود بينهما والتوصل لاتفاق تفصيلي شامل وصياغة معاهدة سلام بينهما.
وشدد على أن “المصادقة على القرار ستكون تأكيداً على ما أردتموه بأن يكون هذا العام عاماً دولياً للتضامن مع لشعب الفلسطيني الذي سيواصل نضاله وصموده وسينهض شجاعاً وقوياً من بين الركام والدمار”.
ونوه الرئيس يجب انهاء الحصار البشع على غزة وحريصون على تثبيت وقف النار برعاية مصر، مؤكدا أن القاهرة ستستضيف الشهر المقبل مؤتمرا دوليا لإغاثة وإعادة اعمار غزة.
وتحدث الرئيس عن حجم جريمة الابادة الاسرائيلية في غزة في الحرب الثالثة الذي وصفه بغير المسبوق، وأن نحو نصف مليون مشرد عن بيوتهم، وأن دورة مجلس الأمن الحالية اختارت إسرائيل أن تجعلها شاهدا على حرب إبادة جديدة.
وأكد الرئيس أن الاحتلال لحق الشباب والمواطنين الفلسطينيين في المقابر لينتقم منهم، وأن دولة الاحتلال اختارت أن تتحدى العالم وكانت طائراتها تغتال بوحشية الأطفال، مؤكداً لن ننسى ولن نغفر وسنحاسب كل مجرمي الحرب، وسنحافظ على احترامنا للقانون الدولي والإجماع الدولي.
وأشار الرئيس إلى أن اسرائيل ترفض انهاء الاحتلال لأراضي دولة فلسطين التي احتلها عام 67 وترفض قيام دولة فلسطينية وإيجاد حل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين وهذا هو الموقف الرسمي للحكومة الاسرائيلية.
وتابع: الشعب الفلسطيني متمسك بالدفاع عن نفسه ومقاومة الاحتلال، ونتمنى ألا يساعد أحد الاحتلال هذه المرة بالإفلات من جرائمه فتجاهل البعض للحقائق على الأرض في قطاع غزة لا ينفي وجودها وعلى المجتمع الدولي أن يمنع نكبة جديدة في فلسطين.
وأضاف الرئيس: عندما نجحت جهودنا في إنهاء الانقسام الداخلي وشكلنا حكومة توافق وطني لإجراء انتخابات رحبت بها جميع دول العالم إلا إسرائيل.
وقال الرئيس: لن نبقى الى الابد في مربع الذين يثبتون حسن نواياهم وتنازلات عن حقوقنا، آن للسلام العادل أن يُمكن في ارض السلام، فنحن الشعب الوحدي الذي بقي تحت الاحتلال ولا نستحق هذا.
وأكد عباس: لن نقبل أن نبقى إلى الأبد في مربع من يقدم حسن النوايا وتقديم التنازلات والصمت وسئمنا الدخول في امتحانات إضافية.