أكد الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله، مساء الثلاثاء، أن حزبه يرفض الضربات التي تشنها الولايات المتحدة وحلفاؤها ضد المقاتلين في سوريا، رافضًا الانضمام إلى هذا التحالف الذي يخدم “المصالح الأميركية”.
وقال نصرالله في كلمة متلفزة “عندنا مبدأ: الأميركيون، سواء هاجموا داعش أو طالبان أو النظام العراقي السابق نحن ضد التدخل العسكري الأميركي وضد تحالف دولي في سوريا”.
وأضاف أن “موقفنا مبدئي لا يتغير، التدخل العسكري الأميركي سواء تحت غطاء دولي او غطاء الناتو (الحلف الأطلسي) أو غطاء قوات متعددة الجنسيات نحن لا نوافق عليه”.
وشدد نصرالله على رفضه لهذا التدخل رغم كونه يخوض نزاعا مع تنظيم “الدولة الإسلامية” الذي يقاتله في سوريا إلى جانب الجيش السوري.
والجدير ذكره، أن النظام السوري، ممثلًا برئيسه بشار الأسد، كان أيد عبر تصريحات، الثلاثاء، أي جهد دولي يرمي إلى مكافحة الإرهاب.
وقال الأسد، الذي يعد نظامه حليفًا إستراتيجيًا لحزب الله اللبناني، إن “نجاح هذه الجهود لا يرتبط فقط بالعمل العسكري على أهميته بل بالتزام الدول بالقرارات الدولية ذات الصلة وما تنص عليه من وقف كل أشكال دعم التنظيمات الإرهابية”.
كما قال في خطابه، إن “قضية العسكريين المختطفين في الجيش اللبناني لدى المجموعات الإرهابية إنسانية وطنية بامتياز لا تتعلق بجهة أو منطقة أو طائفة لبنانية محددة، بل تتعلق بكل الوطن وكل اللبنانيين”.
وأوضح أن القضية “يشوبها التزوير والتشويه” مردفًا: كان يجب ومازال أن يكون هدف الجميع استعادة العسكريين المختطفين من الأسر والعمل بكل الوسائل وتقديم كل مساعدة ممكنة لتحقيق هذا الهدف، وكان يجب منذ اللحظة الأولى التعاطي من قبل الجميع من سياسيين ورجال دين ووسائل إعلام بمسؤولية عالية مع هذه القضية.
في ذات السياق، قال نصرالله إن قضية عرسال “مسؤولية الحكومة اللبنانية بالدرجة الأولى وعلى الجميع مساندتها، وما حصل خلال الأسابيع الماضية مؤلم ومحزن جدا ويدل على مستوى التعاطي مع قضية من هذا النوع”.
معتبرًا أنه “من الطبيعي في قضية من هذا النوع أن تقوم الجهة المعنية بالتفاوض، ونحن فاوضنا في مناسبات عدة لاستعادة أسرانا، لذلك نحن لم نرفض على الإطلاق مبدأ التفاوض”.
وتابع نصرالله: أنا أأسف ان البعض حوّل القضية إلى مادة للسجال وتصفية الحسابات السياسية، وإن كل من نقل عن حزب الله رفضه التفاوض أو غير ذلك منافق وكذاب.
كما تطرق نصرالله في كلمته إلى الموقف اللبناني إزاء التحالف الدولي- العربي ضد “داعش”، بالقول: لا مصلحة للبنان أن يكون من ضمن التحالف الدولي وثمة مخاطر عليه إذا ما انضوى فيه. وحماية لبنان من الإرهاب تبدأ بالإسراع في دعم الجيش والقوى الأمنية وحل مشكلة النازحين، فاللبنانيون قادرون على مواجهة أي خطر إرهابي يواجههم.
وقال إن “مسؤولية اللبنانيين أن يكونوا يدًا واحدة لمنع تمدد أي خطر إرهابي ضد البلد.. ومخطىء من يظن أن بإمكانه الوصول إلى بيروت ولا أحد يمكنه فرض تهديد كهذا على اللبنانيين”.
وفي الشأن اليمني، بارك نصر الله “المصالحة التي حصلت وتشكل فرصة تاريخية لإخراج اليمن من مشاكله المعقدة”، مضيفًا “نحن نسعد عندما يصل أي شعب إلى حل سياسي”.
أما فيما يتعلق بالموضوع البحريني، قال نصر الله: يجب أن نذكر بالخير الشعب البحريني الذي يواصل حراكه السلمي على أمل أن يصل إلى تحقيق أهدافه وأن تساعده التطورات الإقليمية على تحقيق هذه الأهداف، ونحن كجزء من هذه الأمة نتطلع لأن تتمكن شعوبنا من تخطي مآسيها وآلامها وأن تحول التهديدات إلى فرص.