راديو موال : نعى الحزب الشيوعي العراقي بمكتبه السياسي، ومنظمة الحزب في بريطانيا، في الأسبوع المنتهي، الشيوعية العراقية المخضرمة، المناهضة العنيد ضد الامبريالية والصهيونية وأنظمة الاستبداد، وكانت من بين الشيوعيين، الذين تم ترحيلهم قسرا إلى إسرائيل، وانخرطت في الحزب الشيوعي، الى أن هجرت البلاد في نهاية السبعينات، الى بريطانيا، لتعود مجددا الى حزبها الشيوعي الأم، الحزب الشيوعي العراقي الشقيق.
وجاء في نعي المكتب السياسي للرفيقة كلير كوهين مشعل، خسرنا رفيقة معطاءة ساهمت بحماس ونشاط في صفوف الحزب والحركة النسائية والوطنية العراقية. وفي منفاها الاجباري في لندن واصلت العطاء مقدمة كل اشكال الدعم للحزب والحركة الديمقراطية، كما ان لها اسهامها المتميز في الحركة التضامنية مع شعبها العراقي، خلال فترة النظام السابق.
وقالت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في بريطانيا في بيان النعي، توفيت الرفيقة كلير ظهر الثلاثاء 16 ايلول 2014 بعد صراعٍ مرير مع المرض. وبرحيلها خسرنا رفيقة ارتبطت منذ بواكير حياتها بحزبنا والحركة الوطنية العراقية، وكرّست كل طاقاتها وجهدها المبدع لقضية الشعب ونضاله ضد الاستعمار والأنظمة الرجعية والدكتاتورية المتعاقبة ومن اجل التحرر الوطني والاستقلال والديمقراطية والتقدم الاجتماعي.
وتابع البيان كانت الفقيدة مشبّعة بحب الوطن ومشاعر الحنين اليه، تتألم لمعاناة الشعب وتقف معه بكل جوارحها ضد مضطهديه، ولم تكف حتى اللحظات الأخيرة من حياتها عن متابعة أخبار الوطن والحزب، وبثّ الثقة والتفاؤل بحتمية انتصار شعبنا وتحقيق غدٍ زاهر في “وطن حر وشعب سعيد”.
مناهضة عنيدة للصهيونية
وكانت الرفيق كلير كوهين، من بين مئات الشيوعيين والشيوعيات العراقيين، الذين تم ترحيلهم قسرا في مطلع سنوات الخمسين من وطنهم العراق الى إسرائيل، ومن بينهم من تم سحبه من السجون، دون أن يعرف الى أين وجهته، وما أن وصلت كوهين مع رفاقها، حتى انتسبت الى الحزب الشيوعي في إسرائيل، وانخرطت في حركة النساء الديمقراطيات.
ويروي رفاق ورفيقات الرعيل الأول عن الرفيقة كوهين، ومعها الرفيقة الشيوعية حبيبة، أنهما بعد أن وصلتا الى البلاد، كانتا في حالة صحية بائسة جدا، ولم تعرفا اللغة العبرية، فعمل الرفاق العراقيون في البلاد، على نقل الرفيقتين كلير وحبيبة الى مدينة الناصرة، لتقيمان في بيت الرفيق خليل خوري، وبيت الرفيقين، فؤاد وسميرة خوري، كي تتلقيا العلاج في بيئة مريحة، وأيضا بسبب عامل اللغة.
ويروي الرفاق عن الرفيقة كلير، مناهضتها الشديدة للصهيونية، وأنها وقفت بباسلة وكرأس الحربة ضد التيار المتصهين في الحزب الذي قاده ميكونيس وموشيه سنيه، حتى وصل الحزب الى سنة الانقسام في العام 1965، وكانت الرفيقة كلير بطبيعة الحال، في شق الحزب الذي أطلق عليه لاحقا ولعشرين عاما اسم “راكاح”، وهو الحزب الشيوعي الحالي.
وقررت الرفيقة كلير ومعها عدد من الشيوعيين في العام 1979، مغادرة البلاد كليا، وتوجهت الى بريطانيا، إذ كان من المستحيل لهم العودة الى وطنهم الأم، العراق، ولكن ما أن وصلوا الى بريطانيا، حتى انتسبوا فورا الى منظمة الحزب الشيوعي العراقي في بريطانيا، واستمرت في عضوية الحزب حتى يوم حياتها الأخير.