أكد “مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في أميركا” على توصياته التي تقضي بتلقيح جميع البشر الذين تتجاوز أعمارهم الستة أشهر بلقاح الإنفلونزا سنوياً، خصوصاً مع اقتراب موسم الإصابة بالمرض، إذ تؤكد التوصيات على ضرورة تلقي اللقاح في شهر أكتوبر من كل عام.
ولأن فيروسات الإنفلونزا تتطور بشكل دائم بفعل الطفرات الجينية، يتم تطوير لقاح الإنفلونزا بشكل سنوي، بحيث يؤمن الوقاية من الفيروسات التي يتوقع الباحثون أن تكون الأكثر انتشاراً وخطراً خلال موسم الإنفلونزا لهذا العام.
وأعلن المركز في الإحصاءات التي أصدرها في بيانٍ صحافي تلقت “العربية.نت” نسخة منه، أن هناك تقدّماً في عدد الذين يتلقحون سنوياً ضد الأنفلونزا في أميركا، إذ وصلت النسبة إلى 50% من الأميركيين خلال العام السابق، إلا أن النسبة يجب أن ترتفع بشكل أكبر لتبلغ كل الذين تتجاوز أعمارهم الستة أشهر، وتشمل جميع الأعمار من الأطفال وحتى الكهول، حسب المركز.
وتؤكد الإحصاءات على أهمية هذا اللقاح خصوصاً للأطفال الذين قد يتطور عندهم المرض بشكل قاتلٍ أحياناً. والشريحة الهامة الأخرى فهي الحوامل، وذلك بسبب ضعف مناعتهن الذي يؤدي غالباً إلى حدوث مضاعفات شديدة، كما أن تلقيح الحوامل يحمي الجنين من الإصابة بالإنفلونزا خلال الأشهر الستة الأولى من حياته، وهي الأشهر التي يمنع فيها تلقيحه.
ويقي اللقاح من الإصابة بعدوى الإنفلونزا بنسبة تقترب من الـ70%، بحسب دراسة كبرى نشرت عام 2011 في مجلة The Lancet، كما أن أعراض الإصابة تكون أخف عادة في حال تلقي اللقاح، بحيث إن شيوع اللقاح يقلل من نسبة التغيب عن المدارس والعمل بفعل المرض بشكل كبير خلال الشتاء.
ونفى المركز أن يكون للقاح أي مخاطر أو أعراض ثانوية جديّة، مؤكداً أنه آمن تماماً لجميع الأعمار فوق سن الستة أشهر ولا يوجد أي دلائل تشير إلى عكس ذلك.
وعلق أحد الناطقين باسم المركز بقوله: “أخطر جزء في العملية هو في حوادث السير التي قد تحصل أثناء طريق الذهاب إلى العيادة أو مركز التلقيح”.
وهناك حالات قليلة ومحدودة يحظر فيها تلقي اللقاح، كالإصابة بالحساسية من البيض، إذ إن اللقاح المتوفر حالياً في الأسواق مصنع اعتماداً على البيض، وقد طور الباحثون العام الماضي لقاحاً آخر لا يستخدم البيض في تصنيعه من أجل تلافي هذه المشكلة، إلا أنه أقل انتشاراً حتى الآن.
وأشارت الإحصاءات إلى أن حوالي 59% من الأطفال قد تم تلقيحهم العام الماضي في أميركا، في حين تنخفض النسبة إلى 42% من البالغين، في حين تلقى اللقاح حوالي 75% من العاملين في المجال الطبي.
ولا توجد بالمقابل إحصاءات عن نسبة التلقيح ضد الإنفلونزا في العالم العربي، إلا أنها منخفضة جداً إذا ما قورنت بأميركا وأوروبا.