عمم مجلس رؤساء الكنائس الكاثوليكية في الأرض المقدسة بيانًا على وسائل الاعلام جاء فيه: “تناقلت الأخبار أمس الثلاثاء، أن وزير الداخلية الإسرائيلي شجّع وضع صفة “آرامي” إلى جانب كلمة “مسيحي” في هوية المسيحيين الفلسطينيين في داخل الخط الاخضر. إن اللغة الآرامية كانت لغة اليهود مدى قرون طويلة، وظلّت كذلك حتى أعيدت اللغة العبرية إلى الحياة نهاية القرن التاسع عشر فقط وحتى اليوم”.
وأضاف البيان: “العرب اليوم، في بلاد الشام، نطقوا عبر التاريخ والقرون، بالآرامية واليونانية والعربية، حتى استقرت العربية. ونحن اليوم في إسرائيل فلسطينيون عرب. إن كانت هذه المحاولة لفصل المسيحيين الفلسطينيين عن الفلسطينيين عامة، هي للدفاع عن المسيحيين أو لحمايتهم، كما تدعي بعض القيادات الإسرائيلية، نحن نقول: ردوا لنا أولاً بيوتنا وأراضينا وقرانا التي صادرتموها.
وثانيًا، أفضل حماية لنا هي إبقاؤنا في شعبنا. وثالثًا: أفضل حماية لنا ولكم هي أن تدخلوا بطريقة جدية في طريق السلام. أما إن أردتم بتبديلكم لهويتنا أن تضمنوا لكم حليف سلام، فنحن حلفاء سلام من دون هذا الإعتداء على هويتنا، والفلسطينيون كلهم حلفاء سلام، والكثيرون اليوم يقولون: أنتم الرافضون للسلام”.
وتابع البيان: “فإن أردتم أنتم البقاء في الحرب، فلا تزجّوا بنا في طريق ليست طريقنا، أي طريق الحرب، وهي طريق غير عاقلة ولا خير فيها لا لكم ولا لنا ولا لأحد في المنطقة.
لا يجوز أن يحكم علينا ولا عليكم ولا على الإنسان في أية منطقة، أن يعيش في حرب دائمة. إن كان خياركم هو الحرب لتبقوا أقوياء، فاتركونا في خيارنا الذي هو خيار السلام، نعمل للسلام لنا ولكم ولكل شعبنا وللمنطقة كلها.
أما لبعض الفلسطينيين المسيحيين في إسرائيل المؤيدين لمثل هذه الفكرة، أي إحياء الأصول الآرامية والدخول في الجندية، فنقول لهم: ارتدعوا، وعودوا إلى رشدكم، ولا يجوز أن تضروا شعبكم لمنافع شخصية آنية.
أنتم، بموقفكم لا تفيدون لا أنفسكم ولا إسرائيل. إسرائيل بحاجة إلى المسيحي الذي قال له السيد المسيح: “طوبى لصانعي السلام”، وليس طوبى لمن يشوّه ذاته وهويته، ويعادي شعبه، ويصبح جنديًّا للقتال. لأن هذا كله لا يصنع السلام، لا لكم ولا لإسرائيل. اخدموا أنفسكم واخدموا شعبكم واخدموا إسرائيل ببقائكم في الحقيقة، وهي حقيقة أنفسكم التي هي: فلسطينيون مسيحيون وصانعو سلام لكم وللفلسطينيين وللإسرائيليين”.
وختم البيان: “ليست دعوة المسيحي الدخول في الآرامية وفي الحرب، بل الدخول والإرشاد إلى طريق السلام، والسلام المبني على كرامة الإنسان الفلسطيني واليهودي على السواء. طوبى لصانعي السلام فهم الخادمون الحقيقيون لله وللإنسان، كل إنسان، الفلسطيني والإسرائيلي، والمنطقة كلها” – حسبما جاء في بيان مجلس رؤساء الكنائس الكاثوليكية في الأرض المقدسة.
النائب د.غطاس: بند “القومية الآرامية” مخطط صهيوني يستهدف الهوية الوطنية وسيفشل
وكان النائب د. باسل غطاس (التجمع) قد عقب، أمس الثلاثاء، على قرار وزارة الداخلية تسجيل “آرامي مسيحي” تحت بند “القومية” في البطاقة الشخصية، قائلا: “إن سماح وزارة الداخلية بتسجيل القومية الآرامية في البطاقة الشخصية هو مخطط سياسي صهيوني، يستهدف الهوية العربية الفلسطينية لعرب الداخل من خلال ضرب نسيجهم الاجتماعي، والتعامل معهم كمجموعة من الطوائف لا يربطها لغة وتاريخ وذاكرة جماعية”.
وأضاف أن “هذه السياسة هي السياسة الصهيونية الاستعمارية المعروفة للسيطرة على سكان البلاد الأصليين سياسة “فرق تسد”.
وأكد د. غطاس على أن “هذه السياسة أفلست في الماضي، وستفلس هذه المرة أيضا، وستسفر فقط عن تقليعة فاشلة تثير السخرية والقرف”.
وقال أيضا: “إن الصهيونية مارست أبشع أنواع التمييز والاقتلاع والتهجير والفصل العنصري تجاه شعبنا كله، وطالت النكبة الفلسطينية أبناء شعبنا من كل الطوائف”، مؤكدا على أنه “على ثقة كاملة بأن الهوية العربية الفلسطينية الجامعة لكافة مركبات شعبنا ستبقى وستنتصر على كل مؤامرات الشرذمة والتفرقة من صناعة أقزام الليكود السياسيين”.
(نقلا عن موقع عرب48)