تنوعت وسائل التضامن مع قطاع غزة أثناء عدوان الاحتلال الإسرائيلي عليه الذي عرف بـ “الجرف الصامد”، وبينما اشتهر “دلو الركام” أسوة بـ “دلو الثلج” كانت هناك وسائل غريبة استخدمها أفراد أو مؤسسات للتضامن مع أهالي غزة.
واحدة من تلك الأساليب هي قيام نشاطات غربيات بسكب دماء مزيفة في إحدى المطارات الدولية، وفي وسيلة أخرى فضل مغترب عربي وضع لافتة تمنع دخول الصهاينة وتسمح بدخول الكلاب، وآخر كتب على لوحة سيارته في الولايات المتحدة الأمريكية “HAMMAS“، وفي الأردن كتب نشطاء على الأوراق النقدية عبارات تتضامن مع غزة، وفي الضفة الغربية أيضًا هناك من تضامن مع غزة بتصميم دعوة عرسه تعبر عن تضامنه.
دماء مزيفة
في صالة مطار “ليغ” البلجيكي تفاجأ المسافرون بقيام مجموعة نسائية مناهضة للاحتلال الإسرائيلي بسكب غالونات من الدماء المزيفة، فست ناشطات من مجموعة “ليليث” ارتدين قمصانًا تحمل العلم الفلسطيني وكتب عليها عبارة “كم من أطنان السلاح ألقيت وكم من ليترات الدم أريقت؟” وفعلن هذا الاحتجاج دون تردد.
وأكدت المنظمة النسوية البلجيكية التي اعتقلت ناشطاتها أنه تم اختيار هذا المطار وهذه الوسيلة كون المطار يستخدم لنقل الأسلحة التي تستخدم ضد الشعب الفلسطيني إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي، وأشرن إلى أن حكومة بلادهن والاتحاد الأوروبي يغضون البصر عن ذلك.
من جهته نفى الناطق باسم المطار البلجيكي نقل أي شحنة سلاح عبر مطاره إلى دولة الاحتلال وقال: “إنه لطالما تنطلق شائعات غير حقيقية حول المطار بمجرد اندلاع أي صراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين“.
لوحة سيارة
تحمل سيارة لأحد سكان حي بروكلين بمدينة نيويورك في الولايات المتحدة لوحة مثيرة للجدل مكتوب عليها “HAMMAS”، حيث فضل صاحب السيارة اختيار تلك الوسيلة للتعبير عن التضامن مع غزة.
وكون هذا المكان تُصنف فيه حركة “حماس” ضمن المنظمات الإرهابية لجأ مالك السيارة إلى حيلة تمكنه من تفادي اتهامه بأنه متعاطف مع الحركة “الإرهابية”، فتعمد تكرار حرف “M” في كلمة “حماس” باللغة الإنجليزية.
وعلى الرغم من أن لوحة “HAMMAS” مرخصة رسميًّا من قبل الجهات المختصة، إلا أن سلطة ترخيص المركبات طالبت مالك السيارة بتغيير اللوحة، وأرسلت له لوحة أخرى، إلا أنه قرر اللجوء إلى حل وسط ربما من وجهة نظره، فاستبدل اللوحة الخلفية فقط.
جواز زفاف
بـ “تأشيرة زواج” ختمت بختم حمل عبارة “غزة في القلب”، و”مطار فلسطين الدولي”، و”ميناء حيفا الفلسطيني”، تضامن العريس عمر زغلول وعروسه إيمان أبو عرة مع قطاع غزة.
فمن الضفة الغربية وتحديدًا من مدينة نابلس قرر هذان العروسان تصميم بطاقة الدعوة لفرحهما بشكل مختلف عن بطاقات الأفراح، ويحاكي جواز السفر الفلسطيني، مختوم بختم المطار والميناء الفلسطينيين اللذين يطالب بهما أهالي قطاع غزة المحاصرين.
يقول العريس عمر أنه منذ بدأ بمراحل التجهيز لحفل الزفاف، قرر أن يصمم بطاقة الفرح بشكل مختلف، لا سيما وأنه وعروسه تخرجا من قسم تصميم جرافيك، كما أنه أراد أن يناسب الأجواء التي يعيشها شعبه في ظل الحرب على غزة، ويضيف عمر: “بطاقة فرحنا هي كنوع من التضامن مع قطاع غزة وأهلنا هناك، وتأييدًا لمطالبنا بحقنا بمنفذ جوي وبحري، في أي مكان في فلسطين“.
ممنوع دخول الصهاينة
اختار صاحب مقهى في بلجيكا وسيلة غريبة للتضامن مع قطاع غزة، فعلق لافتة كتبت باللغة الفرنسية يطالب فيها بمنع دخول الصهاينة والسماح للكلاب بدخول المقهى خاصته وكتب حرفيًّا: «ممنوع دخول الصهاينة تحت أي ظرف.. الكلاب مسموح بهم».
لم يكتفِ الرجل بذلك، بل وضع لافتة لنفس الطلب ولكن كتبت باللغة التركية، وقدمت ضد صاحب المقهى شكوى، حيث ذكرت صحيفة “نيويورك دايلي نيوز” الأمريكية أن الاتحاد البلجيكي المناهض لمعاداة السامية قدم شكوى رسمية ضد مالك المقهى لدفع الشرطة للتصرف، وحسب الصحيفة فإن الشكوى تستند لقانون 30 يوليو الذي يجرم العنصرية وكراهية الأجانب الصادر في 1981.
الكتابة على النقود
في الأردن، استخدم مواطنون أردنيون الكتابة على الأوراق النقدية كوسيلة للتضامن مع غزة أثناء العدوان عليها، ودعا القائمون على الحملة التي أطلق عليها “حملة المليون أردني للمطالبة بطرد السفير الإسرائيلي” الأردنيين إلى كتابة عبارات تضامنية مع غزة، وعبارات تطالب بطرد السفير الإسرائيلي. وكتبت عبارات أخرى تطالب بتحرير الجندي الأردني المحكوم عليه بالمؤبد أحمد الدقامسة.
ومن العبارات التي كتبت على الأوراق النقدية الأردنية فئة دينار و5 و10 و20 و50 دينارًا “كلنا غزة، واطردوا السفير الصهيوني والحرية للدقامسة”.