نجيب فراج -نظم عدد من مرضى الكلى في محافظة بيت لحم اعتصاما امام مقرد دائرة الصحة في المدينة وذلك احتجاجا على عدم تسلمهم للدواء اللازم لهم بانتظام وهو من نوع البروغراف والذي يمنح للمرضى الذين زرعوا كلية في اجسادهم وهو بدوره يحافظ عليها من التلف وليمكن الجسم من ملائمتها، وهذا الدواء غير متواجد في الصيدليات كونه مرافع الثمن اذ تبلغ العلبة الواحدة لمدة شهر نحو 500 دينار الامر الذي لا يمكن للمرضى ان يحصلوا عليه الا من خلال وزارة الصحة الفلسطينية والتي لا توفر لهم هذا الدواء بانتظام ، الامر الذي يعرض حياتهم للخطر الشديد.
وبهذا الصدد قال جورج غريب احد المرضى وهو من سكان بيت ساحور وقد زرع كلية مرتين انه بحاجة الى 90 حبة في الشهر ولكنه لم يحصل الا على عشر حبات خلال شهر اب المنصرم، وهذا ما قاله ايضا زميله جورج ابو سعدى اذ يحتاج الى نحو 120 حبه في الشهر ولم يحصل الا على عشر حبات هو الاخر مشيرا الى ان طبيبه الخاص قد حذره من مغبة وضعه الصحي فيما اذا لم يحصل على الادوية كافة بانتظام شديد.
من جانبه قال جمال فراج وهو احد المرضى الذين دعوا الى الاعتصام بان نحو مائة مريض من مرضى الكلى في وضع صحي صعب للغاية فنحن لانتحدث عن دواء لوجع الراس او لوجع المعدة فنحن نتحدث عن دواء يمكن ان يفقدنا حياتنا في حالة عدم الحصول عليه ، مشيرا الى ان هذه المشكلة تتفاقم منذ نحو العام وقد ام مراسلة وزارة الصحة الفلسطينية والوزير شخصيا وهناك الكثير من الوعودات لحل المشكلة ولكن لا حياة لمن تنادي ، ولدينا شعور انه يتم اهمالنا بشكل متعمد لاننا فقرا ولا ظهر لنا بحسب تعبيره ، وقال انهم ياتون بشكل يومي للتواصل مع مديرة الصحة في بيت لحم حيث يدرك القائمون وعلى الراس منهم مدير الصحة والمسؤولين خطورة هذا الامر على حياتنا وهم يتعملون مع المرضى باحترام شديد ولكن من الواضح ان الامر ليس بايديهم ولكن نحن نريد حل المشكلة بشكل جذري.
هذا وقد التقى مدير الصحة في بيت لحم الدكتور محمد عيسى رزق بالمرضى المعتصمين وابدى تفهما كبيرا لمطالبهم العادلة والملحة، وقال في حديث لمراسل”القدس” ان هناك اهتمام كبير بهذه القضية ولا يمكن ان نبدا دوامنا الصباحي كل يوم من دون ان نستفسر عن المشكلة وضرورة حلها، مشيرا الى انه وفي اعقاب الاعتصام اتصل فورا بالوزير الدكتور جواد عواد والذي اوضح له ان المشكلة في طريقها للحل وعلى الاغلب ان تكون يوم الاحد المقبل بعد ان جرى دفع المستحقات المالية السابقة للمورد ، واشار ان الوزارة لديها مشكلة في هذا الدواء ودواء مرضى السرطان وقال “ان استمرار حياة مرضى الكلى وخاصة الزارعين منهم منوط بهذا الدواء ونحن بحاجة الى ستة الاف حبة شهريا ، ففي شهر اب جرى توفير نحو ثلاثة الاف واربعماية حبة على دفعتين اي نصف الكمية وهذا غير كافي، واعدا الاستمرار في عمل المستحيل كي تعود المياه الى مجاريها.
من الواضح ان المشكلة تتعلق بالديون المتراكة على وزارة الصحة حيث يعاني الالاف من مرضى الكلى في مختلف المحافظات الفلسطينية من النقص الحاد في هذه الادوية فالمشكلة هنا عامة وحسب التقديرات فان الديون المتراكمة على الوزارة للمستودعات الطبية والادوية ملايين الشواقل.