قامت بلدية بيت لحم في ساعات الفجر الأولى من صباح اليوم الجمعة بالتدخل في ايقاف عملية هدم واجهـة بنــاء قديــم في شــارع النجاجرة علـى قطـع الأرض رقــم (7، 8، 9) من الحوض رقم 28024، التي كانت بهدف فتح باب لمحل تجاري عوضاً عن استخدامه كمخزن مدخله من الجهة الخلفية للمبنى. وذلك بعد تدخل سريع لطواقم بلدية بيت لحم وبحضور ممثلي محافظة بيت لحم وعناصر شرطة محافظة بيت لحم وشرطة المدينة والأمن الوطني ومركز حفظ التراث الثقافي،
وقالت البلدية ان التدخل الشريع جاء بجهود طواقم بلدية بيت لحم وبحضور ممثلي محافظة بيت لحم وعناصر شرطة محافظة بيت لحم وشرطة المدينة والأمن الوطني ومركز حفظ التراث الثقافي.
واضاف البيان “كان صاحب المبنى الذي يعود بنائه الى نهاية القرن التاسع عشر والذي شُييد في عام 1880، قد تقدم لبلدية بيت لحم بطلب ترخيص فتح الباب، وبعد أن كشف أعضاء لجنة التنظيم الفرعية على الموقع وبحث الطلب في جلسة المجلس البلدي بصفته لجنة تنظيم محلية رقم (102) بتاريخ 7/6/2014، قد تم رفض طلب المستدعي بسبب تعارضه مع نظام الأبنية في البلدة القديمة، وللأهمية التاريخية والقيمة التراثية التي يحملها الموقع والذي يقع في قلب البلدة القديمة لمدينة بيت لحم”.
وبالرغم من ذلك وبدون ترخيص من بلدية بيت لحم، الا أن المستدعي قد قام في ساعات متأخرة من مساء يوم أمس بهدم واجهة كاملة في المبنى على عرض 3.5 متر وارتفاع 4 متر، حيث هدم الواجهة الرئيسية التي تقع في شارع النجاجرة ثم قام بتركيب باب حديدي من ست دفات بارتفاع 4 متر. ولعل أهم ما كان يميّز هذه الواجهة هو وجود نافذتين تعكسان طراز وأسلوب البناء والهندسة التقليدية في مدينة بيت لحم، والتي تم ازالتهما بالكامل وبقاء الجزء الأعلى فقط.
واضاف البيان : كما قام المعتدي بتسريب الحجارة التاريخية وتحميلها في شاحنة والتوجه بها الى العيزرية للتصرف بها. الا أن عناصر شرطة محافظة ومدينة بيت لحم وبالتنسيق مع عناصر الأمن الوطني أوقفت الشاحنة واستعادت الحجارة بعد الكشف على نوع الشاحنة ورقم لوحتها ولونها. ثم قامت عمال البلدية بتواجد أفراد الشرطة والأمن الوطني بازالة الباب الحديدي وإعادة بناء الواجهة. كما قدمت بلدية بيت لحم شكوى ضد المعتدي واحتجزت أجهزة الشرطة منفذ هذا الجرم الوطني.
وأشارت رئيس بلدية بيت لحم فيرا بابون أن هذه الظاهرة تعتبر بالغة الخطورة خاصة لمدينة مهمة مثل بيت لحم والتي أصبحت من مواقع التراث العالمي المهددة بالخطر، حيث ساهمت هذه المباني والمنازل القديمة في اختيار مدينة بيت لحم من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة – اليونسكو، لتكون على قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر. وبالتالي لابد من العمل معاً للحفاظ عليها وحمايتها من الهدم دون المساس بحقوق المواطنين في التطوير والبناء، خاصة بعد أن توجه ممثل فلسطين لدى اليونسكو لبلدية بيت لحم قبل ثلاثة أشهر بأهمية اعداد سياسات واضحة للحفاظ على المواقع الأثرية في المدينة مشدداً على أهمية تقديم أي اجراء من بناء أو تعديل أو تطوير يجري في تلك المنطقة وما يجاورها من شارع النجاجرة وشارع النجمة وساحة المهد، للموافقة عليها من قبل المنظمة.
وبهذا الخصوص أشار نائب رئيس البلدية ومدير مركز حفظ التراث الثقافي المهندس عصام جحا أن بلدية بيت لحم وبالتعاون مع المركز أعدت نظام “أحكام الحفاظ على التراث المعماري في مدينة بيت لحم وتصنيف المناطق التراثية والمباني التراثية المنفردة” بهدف توفير الحماية للمناطق والمباني التراثية في المدينة والحفاظ على النسيج المعماري التقليدي للمنطقة، وتنظيم أعمال البناء والإضافة والهدم والتدعيم والحفاظ.
وأكدت رئيس البلدية اذ أنها مسؤولية وطنية بكل ما في الكلمة من معنى، فإن الحفاظ على الهوية المعمارية ومكانتها التاريخية والدينية والعالمية خاصة في لائحة اليونسكو، يُعد أحد أهم سبل النضال ضد الاحتلال الاسرائيلي وجزء من تثبيت هوية الشعب الفلسطيني الوطنية والتاريخية في وجه محاولات الاحتلال الاسرائيلي لدحر هويتنا وتغيير معالم مدننا وتدمير تاريخنا النابض بالحرية. مؤكدةً أن كل من يعتدي على هوية وتراث وأصالة المدينة لهو معتدى على هوية وتراث وأصالة فلسطين ولن تتساهل البلدية وكل من له علاقة مع هذا الموضوع حيث ستنفذ بحقه كافة العقوبات القانونية.
ويُهيب مجلس بلدية بيت لحم بكافة الجهات المسؤولة بالتكاتف معاً للحفاظ على تراث بيت لحم الذي يمثل هويتها وعراقة تاريخها، ويشدد على ضرورة أن يطال العقاب الأشد كل من يتجرأ على المساس بتراث المدينة.