اقتحم مستوطنون متطرفون وحاخامات يهود صباح الثلاثاء باحات المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة وسط حراسة مشددة من شرطة الاحتلال الخاصة.
وقال مدير الإعلام في مؤسسة الأقصى للوقف والتراث محمود أبو العطا لوكالة “صفا” إن 30 مستوطنًا وحاخامات يهود اقتحموا منذ ساعات الصباح المسجد الأقصى على عدة مجموعات، ونظموا جولة في أنحاء متفرقة من باحاته.
وأوضح أن المسجد الأقصى شهد منذ الصباح الباكر تواجدًا مكثفًا لطلاب وطالبات مصاطب العلم والمدارس الشرعية، لافتًا في الوقت ذاته إلى أن شرطة الاحتلال المتمركزة على الأبواب احتجزت البطاقات الشخصية لجميع الطلاب.
وأشار إلى أن الأقصى شهد أمس واليوم حالة تضييق وملاحقة للطلاب، وخاصة الطالبات، وذلك من خلال قيام الاحتلال عبر الكاميرات بتوثيق حركة النساء داخل المسجد، وخاصة عند اقترابهم من بعض مجموعات المستوطنين المقتحمين.
وذكر أن المستوطنين يحاولون إلقاء بعض الكلمات الاستفزازية خلال اقتحامهم، عبر “ترديد بعض الترانيم بشكل صامت، أو الحديث بادعاء حق اليهود في الأقصى”، الأمر الذي يؤدي لتعالي أصوات التكبيرات من قبل المصلين وطلاب العلم رفضًا لذلك.
ونوه إلى أن اليومين الأخيرين لوحظ وجود تحركات مشبوهة للمستوطنين خلال جولاتهم واقتحاماتهم للأقصى، حيث يتوقفون عند بعض المحطات والآثار التاريخية مثل مصلى المتحف الإسلامي، ومنطقة “سبيل قايتباي” وسبيل الملك فيصل، ويتم هناك الحديث عن تاريخ عبري موهوم.
وأضاف أن أحد الحاخامات يقوم بشرح عند هذه المواقع والموجودات الأثرية حول قضية الهيكل المزعوم، كما أن بعضهم أصبح يتعمد شرب المياه ووضعها على وجهه، ويقوم بشرح بعض الشعائر التي تخص الهيكل.
ولفت إلى أنه منذ مطلع الأسبوع هناك محاولات حثيثة من قبل المستوطنين والحاخام المتطرف “يهودا غليك” للصعود إلى البوائك المحيطة بمسجد قبة الصخرة المشرفة في محاولة للوصول إلى صحن القبة.
وتابع أبو العطا “يعتقد أن التضييق وتوثيق الطالبات قد يكون خطوة للترهيب من جهة، أو يبني عليها أي أمر منع لطالبات وطلاب العلم، نظرًا لأن الأيام الأخيرة شهدت تواجدًا مكثفًا بالمئات في المسجد الأقصى.
وأوضح أنه يبدو أن هذا التواجد أزعج الاحتلال، مؤكدًا على استمرار الرباط الباكر والدائم في الأقصى، وأنه سيزداد مع الأيام، حيث نعمل على ذلك، ولن نعطي الاحتلال أي فرصة لمزيد من الاعتداءات على الأقصى أو تكريس شبه يومي للمستوطنين فيه.
وقال “لن نسمح للاحتلال بتنفيذ أي مخطط للتقسيم الزماني والمكاني للأقصى”، مشددًا على أن هذه الاقتحامات تأتي ضمن محاولات احتلالية لتنفيذ هذا المخطط، ولكن هذا لن يكون بأي حال من الأحوال.