عائلة البطش .. عندما يُقتل الحُلم ويبقى الذكريات

غزة – شادية رباح – في غزة .. كل شيء مستهدف ورائحة الموت في كل مكان، ولكل بيت مهدوم قصة ولكل شهيد حكاية ولكل مجزرة تفاصيل مروعة ومفزعة بفعل آلة الحرب الاسرائيلية التي ابادت عائلات بأكملها وحولت اجساد الاطفال والنساء الى اشلاء.

فقدت عائلة البطش من حي التفاح شرق مدينة عزة، 18 شخصا من افراد اسرتها خلال دقائق معدود بعد تعرض منزلهم للقصف بطائرات (اف 16) حولت البيت الى مقبرة.

الجدة الحاجة ام عصام الناجية الوحيدة من مجزرة “عائلة البطش”، تروي اللحظات الاخيرة قبل قصف منزل ابنها ماجد الذي كان يسكن بالقرب منها في منطقة الشعف.

وتقول الحاجة ام عصام أنه مساء يوم الاحد ليلة الرابع عشر من رمضان بعد ان انهيت صلاة العشاء والتراويح جلست ,, فجأةسقطشيء ثقيل على يدي ورايت البيت يشتعل”.

وتوضح “اخدت بالصراخ بصوت عالي لم اجد أي احد ينقذني من الموت ولايوجد كهرباء تدلني على مكان للهروب من الموت “.

وتتابع الحاجة حاولت ان انقذ نفسي من المكان الذي تحول إلى جحيم لا يطاق فأخذت بالتسلل نحو درج البيت المؤدي الى الطريق العاموفجأة ظهر الجيران الذين اخرجوني من البيت واسرعوا بي الىمجمع الشفاء الطبي وسط مدينة غزة”.

وفي مجمع الشفاء الطبي تقول “كنت فقط ارى اشلاء واجسام مقطعة وروؤس مهشمة وايادي وارجل مبتورة، فاصبت بصدمة كبيرة”.

10621046_842141495804959_191149151_n
وامضت الحاجة كما تصف يومين كاملين وهي لاتذكر اي شيء عن حادثة القصف، وتضيف “رايت اشلاء اولادي واحفادي متناثرة في كل مكان”.
وتشير الحاجة إلى أن اخر شيء تذكره عن اولادها واحفادها أنهم كانوا يؤدون صلاة العشاء والتراويحلكنهم ماتوا جميعا “ناهض البطش 41 عاما،وبهاء البطش (28 عامًا)، قصي البطش (12 عامًا)، عزيزة البطش (59 عامًا)، محمد البطش (17 عامًا)،واحمد نعمان البطش (27 عامًا)، ويحيى علاء البطش (18 عامًا)،وجلال ماجد البطش (26 عاما)، ومحمود ماجد البطش (22 عاما)، ومروه ماجد البطش (25 عاما)، وماجد صبحي البطش، وخالد ماجد البطش (20 عاما)،وابراهيم ماجد البطش (18 عاما)،ومنار ماجد البطش (13 عاما)، وامال حسن البطش (49 عاما)، وانس علاء البطش (10 اعوام)، وقصي علاء البطش، زكريا علاء البطش (20 عاما
لكن حين استيقظت من صدمتها ادركت انها وحيدة .لم يبقي لها ابن ولا ابنة ولا احفاد،كانت تأمل ان تفرح في ابنائها ،او حتي ان تحضن احفادها.وفي لحظات حزن مع دمعة تجمل في طياتها صورة المعاناة قالت الحاجة ان احفادها كانو يخططون للأيام العيد ،فمنهم من طلب العاب واخر طلب عيدية تليق بعمره ،فيما اتفق الاحفاد من الاناث علي مطلب ملابس العيد .

كانو يحلمون بغدٍ اجمل ،لكن الموت باغتهم بفعل الاجرام الصهيوني .

10609165_842141502471625_2017478199_n