غزة-راديو موال-كتب عبد الله ابو حشيش –لم نستطع تصوير المشاهد المبكية لقطاع غزة بكلمة أو حديث مفصل ، لربما الصورة تصف نفسها في تلك اللحظة ، عندما يتم تسليط الضوء على ركام المنازل التي هدمت فوق رؤوس ساكنيها وارتقاء كل من فيها من اطفال ونساء ورجال .
تجولت الكاميرا اليوم داخل المستشفى الكويتي بمدينة رفح جنوب قطاع غزة ، لتلتقي بعائلة ضهير التي استشهد كافة افرادها ونجى منها سوى اثنين من عشرة افراد جراء استهداف الاحتلال لمنزلهم شرق مدينة رفح .
لم تكن الصدمة الكبيرة باستهداف المنزل ،بينما تكون عندما تفوق ” مكرم” إحدى الناجيات من غيبوبتها التي لم تدرك لحتي هذه اللحظة بالموقف الذى حصل ولم تعلم باستشهاد أهلها. أما الرضيع سليمان الذى نجا بأعجوبة غريبة بعد اعلان استشهاده حكايته عندما يكبر لتسرد له الحياة مشهد استهداف عائلته ، سيما ان شهداء عائلة ضهير هم ” كرم واكرام وكريمة ، ووالدهم بالإضافة الى اربعة افراد من اقربائهم النازحين من شرق مدينة رفح هربا من القصف العشوائي.
سليمان ضهير الطفل الرضيع الذى يبلغ من العمر شهرين ، اصيب في الرأس وشاهد القصف بعينه ، ربما أكد شهود العيان بأنه كان بأحضان اخته “كرم” التى استشهدت مع اهلها ونجاته رغم اصابته بالرأس والقدم ، وكاد ان يسجل شهيدا لكن الله كتب له الحياة من جديد .
” مكرم” التي تبلغ من العمر 22 عاما ، ترقد على سرير الالم داخل المشفى الكويتي برفح ، بعد اصابتها بشظايا عديدة تركزت بمنطقة الرأس الامر الذى ادى الى تغيبها لمدة24 ساعة ، سيما حاول الاطباء السيطرة على حالتها لتستقر حالتها ، بالوقت ذاته يرقد بجانبها شقيقها الرضيع المصاب ” سليمان ضهير” .
سليمان ومكرم حكاية مؤلمة عندما تصلهم الرسالة بأنهم فقدوا عائلتهم ، سيما لحتي اللحظة لم يعلموا بأن كل من كان بالبيت استشهد جراء الغارة على منزلهم سيما لا يجدون مأوى بعد استهداف منزلهم غير انهم مستمرون بالبقاء على سرير الالم حين ان يتم ايجاد بيتا جديدا تجمعهم .
عائلة ضهير المكونة من 19 فرد من سكان ذلك المنزل ، واربعة كانوا نازحين من شرق مدينة رفح هربا من القصف ، تم استشهادهم جميعا لينجوا منهم فقط سوى ” مكرم وسليمان”.
خلود ضهير احد اقرباء العائلة ، سردت ” حالة مكرم وسليمان ، قائلة : سليمان اصابته كانت بالرأس وبالقدم فتوقفت كافة اعضاء جسده عن العمل ، وتم ابلاغنا بأنه استشهد ، لكن الاطباء اسرعوا بوضع الاجهزة على قلبه ليعود التنفس له من جديد حتى ان كتب الله له حياة جديدة .
وقالت خلود : اما مكرم نجت بأعجوبة اثناء تواجدها في دورة المياه بالصدفة ، فسقط الصاروخ على وسط المنزل ، وهى كانت داخل الدورة القريب من درج المنزل ، الامر الذى ادى الى اصابتها اصابة بالغة الخطورة وهى بالدماغ ، لكن تم السيطرة عليها من قبل الاطباء وحالتها الان مستقرة نوعا ما.
“الممرضة نور” الشاهدة الوحيدة صدفة على حادثة استهداف عائلة ضهير بحكم انهم جيران ، سيما كانت تباشر بجانب الاطباء على علاج “مكرم وسليمان” ، بينما كانت الشهيدة “كرم” احدى شهداء العائلة زميلة مهنة واحدة للممرضة” نور” في المشفى الكويتي الذى يمكثون فيه لتلقى علاجهم. حكاية مؤلمة لعائلة ضهير ، لكنها لم تكن الوحيدة بالوقت الذى ينتشر فيه بقطاع غزة حكايات مؤلمة سببها الاحتلال الإسرائيلي جراء عدوانه على غزة الذى امتد زمنها قرابة الشهر.
وخلود هي والعائلة حاليا بلا ماؤى تقيم بمشفى الكويتي في رفح جنوب قطاع غزة وبحاجة الى من يقف الى جانبها لو بالقليل.
للمساعدة والاستفسار:0597664239