راديو موال-يعيش الشارع اليمني صدمة حادة منذ ليلة أمس الجمعة بعد إقدام تنظيم القاعدة على ذبح 14 جنديا في محافظة حضرموت، شرقي البلاد.
كما سادت حالة من السخط في الأوساط الحقوقية والسياسية جراء ما وصفوها بـ”المجزرة غير المسبوقة” والتي استهدفت جنودا عزل كانوا في حافلة نقل جماعي.
وقال تنظيم “القاعدة” في اليمن إنه أعدم أربعة عشر جندياً يمنياً في محافظة حضرموت مساء الجمعة، وفق بيان أصدره التنظيم.
وقال التنظيم في بيانه الذي نشره بعد ساعات من وقوع العملية على حسابه بموقع “تويتر”، إن مسلحيه “رصدوا حافلة كانت تقل جنوداً وأوقفوها على الخط (الطريق) العام في مدينة الحوطة القريبة من سيئون عاصمة وادي حضرموت”.
وأوضح أنه “تم اقتياد الجنود إلى أحد أسواق المدينة حيث تم إلقاء كلمة (لم يوضح من ألقاها)، في الجنود الأسرى قبل أن يتم إعدامهم جزاءً وفاقاً على جرائمهم وقتالهم في صفوف الجيش”.
وقال الصحفي والناشط السياسي، عوض كشميم، لوكالة الأناضول، إن “الشارع الحضرمي مصاب بالذهول من هول المجزرة البشعة التي استهدفت الجنود، ويتخوفون من تحول مناطقهم الى ساحة صراع قتالي بين أطراف متخاصمة في مناطق أخرى”.
وأشار كشميم، وهو من سكان محافظة حضرموت التي شهدت الواقعة، أن “قيادات الجيش تتحمل سبب وقوع هذه المجزرة بحق الجنود الأبرياء، وذلك لتجميع كافة قواتهم في مدينة “سيئون” وترك باقي مدن محافظة حضرموت خالية للعناصر المتطرفة والمسلحة”.
ووفقا للصحفي كشميم، فإن كافة مناطق “حضرموت الوادي” صارت مسرحا لعناصر القاعدة تتجول فيها وقت ما تشاء وتذبح من تشاء، فيما تتركز كافة ألوية الجيش اليمني في “مدن حضرموت الصحراء”.
وكتبت الناشطة الحقوقية بشرى المقطري عبر صفحتها على موقع “فيسبوك”، “مرت مجرزة مستشفى العُرضي وسوف تمر جريمة مجزرة الحوطة، القتلة دائما يمرون في هذه البلاد”.
وبادر حزب التجمع اليمني للإصلاح الإسلامي إلى إدانة الحادثة التي ارتكبها تنظيم القاعدة بحق الجنود العزل كأول الأحزاب اليمنية المنددة.
وشدد الناطق الرسمي للإصلاح سعيد شمسان، في بيان له حصلت الأناضول على نسخة منه، على “سرعة ملاحقة الجناة وتعقبهم والقبض عليهم وتقديمهم للقضاء لينالوا جزاء جريمتهم الارهابية المروعة التي اقترفوها بحق افراد الجيش وبحق الوطن باكمله”.
ودعا ناطق حزب الإصلاح الى “تكثيف حملات التتبع والملاحقة لتلك العناصر الخارجة عن القانون والشروع في عمل وقائي هام يبدأ من تشديد الانتشار العسكري والامني علي الطرق والمنشآت لمواجهة اي اعتداءات او هجمات غادرة”.
كما دعا حزب الإصلاح اليمني، كافة القوى الوطنية الى “مؤازرة جهود الدولة والجيش والامن في مواجهة تيارات العنف والجريمة والارهاب وفرض هيبة الدولة في كافة ربوع الوطن والى الوقوف صفا واحد في وجه كافة التوجهات العنيفة المسلحة بكل مسمياتها واشكالها والتي تحاول جعل اليمن ميدانا لممارسة القتل واستباحة الدم ومسرحا للظواهر الإرهابية المدمرة”، بحسب البيان.
ولم يصدر أي تعليق رسمي من قبل وزارة الدفاع اليمنية، حتى صباح اليوم السبت، على الحادثة.
ويمر اليمن بمرحلة انتقالية منذ عام 2011 الذي شهد ثورة شعبية أطاحت بنظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح وتولي نائبه السابق عبدربه منصور هادي مقاليد الحكم في انتخابات رئاسية ضمن تسوية سياسية رعتها دول الخليج بإشراف المجتمع الدولي.