راديو موال – كتب عنان شحادة
كانت الساعة تشير إلى التاسعة من مساء يوم الجمعة 18-7-2014، وبعد الانتهاء من تناول الإفطار بعد صوم يوم شاق شابه القلق في ظل عدوان إسرائيلي، تعرضت عائلة المواطن منصور عوض غبن (47 عاما) من بيت لاهيا في قطاع غزة إلى وقوع صاروخ في بيتها تكفل ببتر يد وساق رب الأسرة اليسرتين.
يقول غبن المصاب والذي يرقد في مستشفى الجمعية العربية في بيت جالا لــ’وفا’، إنهم اضطروا إلى تناول طعام الإفطار في الساحة أمام المنزل بسبب انقطاع التيار الكهربائي، وبعد الإنتهاء من ذلك عاد التيار وهو ما شجع أفراد أسرته لدخول المنزل لمتابعة أخبار الحرب على غزة، فيما فضل هو شخصيا أن يبقى لتناول القهوة التي كان يعدها على نار هادئة، وما هي إلا لحظات حتى سقط صاروخ إسرائيلي في المكان الذي كان يجلس فيه ما أدى إلى إصابته بحالة خطيرة.
‘ما بين انقطاع التيار الكهربائي وعودته كان كفيلا لإنقاذ حياة أسرتي بالكامل والمكونة من ثمانية أفراد، خمس بنات وولدين وزوجة’، ما قاله المصاب غبن.
يتابع غبن الذي يعمل بائعا للخضراوات ويقطن في حي العطاطرة بالقول، ‘رغم ما جرى لي إلا أني أحمد الله على كل شيء وأن الإصابة جاءت بي ولم تنل من عائلتي، وهذا قدر الله، والوطن أغلى ما نملك، وان شاء الله استطيع التغلب على الإصابة وأعود بنفس كبير للحياة حال تركيب أطراف لي تساعدني على معاونة نفسي في الحياة’.
ويحتضن مستشفى الجمعية العربية في بيت جالا أربعة مصابين من مناطق عدة في القطاع، وهم: كريم امين نوفل (15 عاما) من بيت حانون بتر في القدم، وسائد إحسان حمودة (30 عاما) من جباليا البلد مصاب يشظايا في الصدر والقدمين، وعاطف أبو عاصي (37 عاما) من منطقة الزنة في خان يونس يعاني من شلل نصفي.
ووصف مدير عام جمعية بيت لحم العربية للتأهيل ادمون شحادة حالتهم بالصعبة وتتراوح إصابتهم ما بين البتر واستقرار الشظايا التي اخترقت الجسم والإصابة بالشلل النصفي.
وقال شحادة إنهم يعملون الآن على الجانب النفسي في ظل الحالات الصعبة، و’هو ما احتاج إلى زيادة الكادر المتخصص في المجال النفسي إلى 5، وعليه ومنذ اليوم الأول من بدء الحرب وسقوط أعداد كبيرة من الجرحى وضعنا في حسابنا أنه سيتم تحويل مصابين إلينا، كما عشنا التجربة في الانتفاضتين الأولى والثانية.
وأضاف أنهم أعلنوا بمعية محافظ بيت لحم حالة الطوارئ للتعامل مع هذه الحالات بالتنسيق مع كافة المستشفيات في المحافظة كل في تخصصه وعليه كانت هناك خطة أيضا لزيادة الكادر الطبي تماشيا مع عدد الحالات، حيث من المتوقع زيادتها في الأيام القادمة، مؤكدا أنهم يستطيعون استقبال 30 إصابة حسب مقدرتهم.