الخليل – راديو موال
تغيرت عادات الضيافة وما يتم تقديمه للضيوف خلال ايام عيد الفطر السعيد، فغابت الفواكه والمكسرات عن موائد الضيافة وتسيدت القهوة والتمر، على موائد عائلات الخليل، تضامناً مع ما يعيشه سكان قطاع غزة.
وقبيل عيد الفطر انطلقت العديد من الدعوات على صفحات التواصل الاجتماعي “الفيسبوك” وكذلك خلال الدروس الدينية في المساجد، وحتى أن بعض الاذاعات المحلية دعت عائلات الخليل لتقديم القهوة والتمر للضيوف خلال ايام عيد الفطر السعيد، وقد اعلنت عديد العائلات من خلال ابنائهم وعلى صفحاتهم، ان عائلتهم ستقدم القهوة والتمر خلال ايام العيد.
الحاج عبد المعطي في السبعين من عمره، يرى بأن تقديم التمر والقهوة للضيوف هو كثير مع ما يعيشه سكان غزة، والذين امضوا يومهم الأول من العيد في تقديم التعازي لبعضهم البعض باستشهاد ما يزيد عن الف شهيد.
وأضاف:” لو كان بالامكان لما استقبلنا المهنئين بالعيد، لكن الزيارات العائلية هي التي تزيد الروابط الأسرية في المجتمع”.
“لأول مرة في تاريخ حياتي ابيع التمر ليلة عيد الفطر وبكميات كبيرة، لم يبق تمراً في محلي، لقد بعت ليلة العيد تمراً يكاد يكون ضعفي ما بعته طوال أيام شهر رمضان المبارك “. هذا ما قاله ابو سيف القدسي صاحب تجاري في الخليل.
وأضاف القدسي:” انخفض بيع المكسرات كثيراً، وبات الطلب على التمر، بحيث لم يبق اي شيء في المحل عندي، وعندما حاولت طلبت كمية اضافية من التمر، من تاجر تمور في الخليل، أخبرني بأنه لا يوجد تمر”.
وأكد وسام الكردي، وهو تاجر ولديه وكالة تجارة تمور، بان الاقبال على شراء التمور كان كبيراً وقوياً جداً بحيث لم يبق لديه أي كمية من التمور في مخازنه وهي المرة الأولى التي يباع فيها التمر بهذا الشكل منذ أن بدأ في عمله بالتجارة منذ سنوات طويلة.
وقال الكردي:” تفاجئت من اقبال المواطنين على شراء التمور بحيث لم يبق في مخازني اي شيء، حتى انني لم استطع تلبية طلبات العديد من أصحاب المحال التجارية بتزويدهم بالتمور”.
وعلق محي الدين سيد أحمد منسق العلاقات في غرفة تجارة وصناعة محافظة الخليل على ذلك بالقول:” هذا يدلل على أن اهالي وعائلات الخليل متضامنون مع اخوانهم في قطاع غزة.
وأضاف:” كان الطلب ليلة عيد الفطر السعيد، على التمور، ومن خلال جولاتي الميدانية على المحال التجارية في أسواق الخليل، شاهدت بأم عيني اختفاء التمور من تلك المحال، وكان هناك انخفاض كبير على شراء المكسرات والفواكه والملابس”.
وقال محي الدين سيد أحمد:” شهدت بعض اسواق الخليل حركة كبيرة من المواطنين، لكن الاحداث المأساوية في غزة انعكست على قوة الشراء في الخليل، ولم يشتر المواطنون الا ما يحتاجون اليه”.